وقفتُ على بعد قريب من دارنا، أتفيأ ظلال السكون الغارب ، إثر سير دام ربع ساعة من محطة وقوف . الساعة الواحدة تماماً ، و ضفائر الأشجار تتهادى في هواء موسمي شفاف . كنت قد غادرت القرية قبل عام - غادرتها معبقاً بروائح الغيم ، ملفوفاً بأكفان الزرع تحملني نسمات معقمة بأمزان آب .. تتنازعني لواعج و بكائيات السواقي أياد مبهمة تلكزني منذ عام و أنا أهفو إلى المسقط المقدس لا يشاهدني سوى الحديد ذي الانبعاجات الذحلة .. أتخبط في مدن قذرة ، مفعم جسدي بالسخام ، و معبئة ضلوعي يالسحب الصدئة. تعلوني زناخة الثعلب و تمضني ألوان باهتة من مساحيق ( البتروكيماويات ) والآن هاهو مسقطي النبيل . البيوت هنا لها أنوف المآذن . لها جباه القلاع لها عيون قزحية مطرة ، و ثغور من البرق.