ليس هناك أدنى شك بأن إرادة الله عز وجل في أن يهب لمن يشاء إناثاً ولمن يشاء الذكور هي فوق إرادة الفرد..ولكن الله سبحانه وتعالى منح الإنسان أفقاً وعلماً قد يجعل منه وسيلة في وصول الإنسان إلى غايته..لقد أظهرت الدراسات والبحوث العلمية وجود عوامل عديدة، البعض منها فسيولوجية والأخرى تشريحية أو وراثية في كل من الرجل والمرأة والتي تتيح الفرصة لنوع من الحيوانات المنوية للوصول إلى البيضة واخصابها دون الآخر. ينتج الرجل نوعين من الحيوانات المنوية أحدهما يحمل الكروموسوم «Y» وهذا النوع صغير الحجم وسريع الحركة وقوي السباحة ولكنه حساس لارتفاع درجة الحرارة والتي يؤدي ارتفاعها إلى موته وتزيد قاعدية الوسط من نشاطه فيما تؤدي الحامضية إلى موته أما النوع الآخر فيحمل الكروموسوم «x» ويمتاز بكبر حجمه وبطء الحركة وأكثر تحملاً لدرجة الحرارة ونشط في الوسط الحامضي، كما أنه أطول عمراً من النوع الأول. أظهرت الدراسات والبحوث العلمية العديد من الوسائل والعوامل التي يمكن عن طريقها تحديد جنس الجنين. ومن أهم تلك العوامل التي تتحكم في جنس الجنين مايلي: أولاً: درجة حامضية الوسط الرحمي: تتغير طبيعة المادة المخاطية في عنق الرحم أثناء الدورة الشهرية للمرأة استجابة لمستوى الهرمونات المقررة مما يؤثر على درجة حامضية الوسط وتحديد أي من الحيوانات المنوية يبقى دون غيره. فارتفاع الحامضية في المهبل والرحم تمنح الفرصة لبقاء الحيوانات المنوية حاملة لكروموسوم«x» وبالتالي انجاب الأنثى، أما القاعدية فتؤدي إلى تنشيط الحيوانات المنوية الحاملة لكروموسوم «Y» وبالتالي اخصابها للبيضة ليكون الجنين ذكراً. ثانياً: توقيت الاتصال الجنسي: تتراوح فترة الدورة الشهرية المنتظمة ما بين «28- 29» يوماً، ولذلك فإن احتمال نزول البيضة من المبيض هو اليوم 14 من بداية الدورة. ويمكن للمرأة التعرف على موعد نزول البيضة من خلال قياس درجة حرارة الجسم صباح كل يوم ولمدة أشهر. وبالتالي تحديد يوم ارتفاعها في كل شهر والذي يترافق مع نزول البيضة..وبذلك يمكن للمرأة توقع يوم نزول البيضة مسبقاً..وهناك من النساء ما تشعر بألم في موعد نزولها. فإذا كانت الرغبة في إنجاب مولود ذكر فيجب الامتناع عن الاتصال الجنسي قبل خمسة أيام من موعد نزول البيضة وومارسته في اليوم المتوقع لنزولها وما بعده وذلك لأنه في حالة وجود البيضة جاهزة فإن الحيوانات المنوية الحاملة لكروموسوم «Y» تستطيع الوصول إليها واختراقها. أما إذا لم تكن قد نزلت فإنها تمكث فترة قصيرة ثم تموت بعد ذلك. أما إذا كانت الرغبة في إنجاب مولودة أنثى فيتطلب ذلك الامتناع عن الاتصال الجنسي قبل ثلاثة أيام من نزول البيضة وبذلك تموت الحيوانات المنوية نوع «Y» خلال هذه الأيام لتبقى الحيوانات المنوية الحاملة للكروموسوم«x» والتي تستأثر عند ذلك بالبيضة فيكون الجنين أنثى إن شاء الله. ثالثاً: فصل الحيوانات المنوية: جرت عدة محاولات مختبرية لفصل الحيوانات المنوية الحاملة للكروموسوم «Y» من الأخرى «x»، وذلك بواسطة الهجرة الكهربائية أو الكيميائية أو الميكانيكية حيث لوحظ أن الكروموسوم «Y» يشع بريقاً أكثر تحت مصدر ضوئي من بخار الزئبق مما تفعله المواد الخلوية الأخرى، كما لوحظ بأن الحيوان المنوي نوع «Y» تتجه نحو القطب الموجب عند عزلها بواسطة التيار الكهربائي بينما الكروموسوم«x» يتجه نحو القطب السالب عند العزل كذلك بواسطة التيار الكهربائي. فيمكن عن طريق تلك الصفحات اختيار نوع الحيوانات المنوية وتلقيحها ببويضة الأنثى ويحدث ذلك عادة في عمليات اخصاب الأنبوب والحقن المجهري وهما من الوسائل الحديثة المساعدة على الحمل عند الأزواج الذين يعانون من بعض حالات العقم. رابعاً: النظام الغذائي: تلعب نوعية المواد الكيميائية وتركيزها في جسم المرأة قبل موعد الحمل دوراً في توفير البيئة المناسبة لحيوان منوي دون غيره. وهذا يتطلب الاستمرار في تناول مواد غذائية معينة لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر وصولاً إلى نوع من الاستقرارية في تراكيز المواد الكيميائية المطلوبة. فعند التفكير في إنجاب الذكور يجب أن ترفع نسبة البوتاسيوم في الجسم والتي تتم عن طريق تناول المواد الغذائية المحتوية على تراكيز عالية منه مثل اللحوم والأسماك والبرتقال والموز والبطاطس والخضروات الطازجة والامتناع عن تناول الحليب ومشتقاته ومنتجات الخبز الأسمر والسلطة الخضراء والسبانخ. أما إذا كانت الرغبة في إنجاب أنثى فعلى المرأة تناول الأغذية الغنية بعناصر الكالسيوم والماغنسيوم مثل الحليب ومشتقاته والنشويات والبيض والإقلال من تناول اللحوم والأسماك.* أستاذ علم الأجنة المساعد كلية العلوم- جامعة تعز