موجة صقيع شديدة البرودة اجتاحت محافظة شبوة، لم يشهد مثيلها أبناء المحافظة والمحافظات الشرقية منذ أن عرفوا انفسهم جعلتهم، ولأول مرة يعرفون الملابس الصوفية ويبحثون عن كل وسائل التدفئة التقليدية والكهربائية الحديثة. المواطن / علي أحمد من أبناء مديرية مرخة، التي تبعد عن العاصمة عتق 150 كيلو لم يتوقع هذه الموجة، حيث قال: - تفاجأنا بالصقيع الشديد البرودة، خصوصاً أن موسم الشتاء في الأيام الأخيرة من رحيله.. هذه الموجة من الصقيع عطلت أعمالنا.. وأنا كصاحب محل تجاري اضطررت أن أشتري بطانيتين من أجل أن أبقى في المحل أطلب الله، وأنا تحت البطانيات.. الشيء الثاني أنه أصبح اليوم من يأتي ويسأل عن وجود مدفأة كهربائية، وهذا الشيء ليس له طلب في محافظة شبوة لا في الصيف ولا في الشتاء، والعجيب أنه مع رحيل الشتاء إلا أنه كما يبدو انقلبت الساعة فهو قادم. الشتاء قادم الدكتور محمد دابي أستاذ في كلية التربية قال: - موجة البرد هذه لم تشهدها محافظة شبوة قط، وهذه أول مرة يكون البرد فيها شديد جداً ولا يحتمل وكما سمعنا وشاهدنا الأخبار أن هذه الموجة شملت معظم بلدان الجزيرة العربية والخليج ومنها اليمن.. وأنتهزها فرصة لدعوة المواطنين لأخذ لوازم الوقاية وعدم الخروج إلاّ للضرورة مع أخذ الاحتياطات اللازمة بالإضافة إلى تناول وجبة السمك والمرطبات والأغذية التي تحتوي على سعرات حرارية تعمل على رفع طاقة الجسم، بالإضافة إلى التدفئة المنزلية بالفحم مع البخور التي تعمل على التخفيف من شدة البرد.. وهذه مقدمات لبرد شديد. وندعو كل المسئولين في السلطة المحلية وكل من يهمهم أمر المواطن العمل على توفير وسائل التدفئة الحديثة وبأسعار مناسبة حتى تكون في متناول الجميع في الأسواق. الجاكيتات أصبحت تلازمنا أحد المواطنين كان بجواري في وسيلة مواصلات عامة، وقد بادرني بالحديث: - نحن في شبوة لم نشهد مثل هذا البرد، صحيح كان بالسابق في برد لكن عندما تدخل البيت تشعر بالدفء، وأيضاً كنا لا نرتدي الجاكيتات، لكن الآن تلازمنا ولا نخلعها، والشمس كما ترى أشعتها ليست حارة.. فقاطعنا السائق قائلاً: الله يعين البدو الرحل الذين هم في الصحراء، لا مأوى لهم إلا الخيا،م ونحن الحمد لله مازال بإمكاننا التدفئة وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة. برد صحراوي جاف يحيى منصور الشراعي: - صراحة البرد في هذه الأيام شديد جداً لم نشهده من قبل، وحتى برد صنعاء وذمار والجوف لا يعادل برد شبوة، فهو برد صحراوي جاف مهما تغطيت فهو يصل إلى العظام.. فعلاً الناس اصطدمت بهذه الموجة وتعرضوا لأمراض البرد، نسأل الله لنا ولهم الصحة والعافية. أحد المواطنين أخبرني أنه اتصل بوالده إلى القرية وأخبره بأنه في الصباح الباكر استيقظ وهناك طبقة ثلجية فوق طشت يحتوي على الماء، وهذا إن دل فإنما يدل على شدة البرد. برد لم أعرف مثله في ذمار خالد الأصبحي من محافظة الضالع - قال : - نحن هنا في شبوة أول سنة، وانتقلنا من محافظة تعز، وقد عشت في محافظات أشد برودة كصنعاء ورداع وذما ، لكن لم أشهد برداً كالبرد في شبوة الذي لم تنفع معه جميع وسائل التدفئة.. تخيل أنا اليوم جالس في الشمس ولكن البرد لايزال ولم تنفع أشعة الشمس.. ولم أعد أصدق البيت الشعري: الشمس فاكهة الشتاء إن لم تصدق فاصطلِ والجبن فاكهة النساء وإن لم تصدق فاشترِ القطب الشمالي هاني أحمد، رأيته مغطى من قدميه إلى قمة رأسه فبادرته بسؤال، أيش أنت تعيش في القطب الشمالي.. مالك؟ فأجابني: - هنا أكثر من القطب الشمالي.. أنا في حياتي كلها لم أر مثل هذا البرد، والبرد دقدق أوصالي وسبب لي الخمول والاكتئات النفسي.. تخيل أنني ماقدرتش أغسل وجهي، فقط أضع نقطتين على العيون علشان أفتح وخلاص. تأثيرات من توسونامي الأستاذ ناصر الآسي مدير مدرسة عتق قال: موجة البرد التي نشهدها هذه الأيام في محافظة شبوة لم تشهدها المحافظة منذ سبعينيات القرن الماضي حسب كلام كبار السن، وأعتقد أن السبب في ذلك على ما يبدو تأثرنا بزلازل توسونامي وإعصار غونو الذي ضرب سواحل دولة عمان الشقيقة. البرد يمنعهم من الذهاب إلى المدرسة الطالبان رسام الجعفري وصلاح العرسي، من طلاب الصف السابع، طلبا من وزارة التربية عمل ترتيب للتوقيت المدرسي في هذه الأيام حيث يفضلون عدم الذهاب إلى المدارس نتيجة للبرد القارس.. فما رأي الاخوة في وزارة التربية؟! شتاء متأخر وحول التأثيرات الجغرافية والبيئية أوضح الأستاذ جياب مدرس مادة الجغرافيا أننا الآن في فصل الشتاء الذي يكون خلال شهر ديسمبر ويناير وفبراير من كل عام، ونحن في منتصف فصل الشتاء، وهذا يعني أن البرد على أشده. بالإضافة إلى حقيقة علمية تقول: «إن المناطق الأقل عرضة للأمطار في فصل الصيف تكون أشد برداً في فصل الشتاء»، وهذا فعلاً ينطبق على محافظة شبوة التي مناخها صحراوي حار صيفاً، بارد شتاء، وهي خلال فترة الصيف لم تحظ بالكميات الكافية من الأمطار. بالإضافة إلى تأثيرات زلازل توسنامي الذي عمل على سحب القشرة الأرضية وأدى إلى تغيرات مناخية كبيرة شملت الجزيرة العربية ودول الخليج ومنها اليمن. نصائح طبية تأثيرات موجة البرد الشديدة على عامة الناس خاصة الأطفال وسبل الوقاية أوضحها الدكتور أمين علي حسن - حيث قال: - بالتأكيد أن موجة البرد القاسية التي تتعرض لها محافظة شبوة لها تأثير كبير على معظم الأشخاص بمختلف فئاتهم العمرية وخاصة الأطفال، وأحب أن أوجه بعض النصائح العامة التي قد تحد من التعرض لنزلات البرد، وهي: عدم التواجد في أجواء ساخنة ثم الخروج إلى الأجواء الباردة. الحرص على تدفئة الجسم بشكل جيد. تناول الأطعمة الحارة والمشروبات الساخنة. وبالنسبة للأطفال حماية جسم الطفل بالملابس القطنية. يفضل أن يكون اللباس بشكل عام على الجسم بما يشمل الرأس والأطراف باستخدام القفازات والجوارب. عدم السماح للأطفال باللعب خارج المنزل، خاصة لفترات طويلة وأجواء باردة. من المحرر: بعد أن استعرضنا بعض الآراء التي أوضحت شدة البرد، وكما يقول المثل: «ما تبصره العين خير شاهد».. فإن من واقع استقراري في مدينة عتق فعلاً لم أرَ مثل هذه الموجة التي تتعرض لها المحافظة. وأكتب هذه السطور وأنا أفكر بفلذات أكبادنا وهم يقومون في الصباح الباكر للذهاب إلى المدرسة ومدى تعرضهم للإصابة بالأمراض كالانفلونزا والتهاب الحنجرة والتهاب الشعب الهوائية، فهل هناك توجهات من القيادة التربوية ممثلة بوزارة التربية، ولا أتحدث عن محافظة شبوة فقط لكن في عموم محافظات الجمهورية، لإعادة النظر في التوقيت المدرسي، حيث يكون هناك توقيت صيفي وتوقيت شتوي.