أكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبد الكريم يحيى راصع أن الحكومة اليمنية تعمل بجدية من أجل تحقيق أهداف الألفية الرامية الى خفض معدل وفيات الأطفال بحلول العام 2015 من خلال التركيز على البرامج الوقائية المعززة للصحة وفي مقدمها التحصين والتغذية و الرعاية التكاملية ومكافحة الأمراض السارية وتوفير الأدوية الأساسية والرعاية العلاجية المطلوبة.. وقال راصع في حفل تدشين التقرير السنوي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف “ حول وضع الاطفال في العالم لعام 2008 :إن المؤشرات الوطنية المرتبطة بمعدلات وفيات الأطفال والرضع دون الخامسة اظهرت تقدماً ملوساً إذ بينت احصاءات المسح الميداني لصحة الاسرة عام 2003 أن معدل وفيات الأطفال لا تتجاوز ال 76 وفاة لكل ألف ولادة حية فيما أظهرت احصاءات المسح العنقودي المنفذ في 2006م أن المعدلين الأخيرين انخفضا الى 68.5 وفاة للرضع ، 78.2 للأطفال دون الخامسة.. وكان تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف حول أوضاع الأطفال في العالم للعام 2008 والذي جاء بعنوان بقاء الأطفال على قيد الحياة، أوضح أن عشرة ملايين طفل ماتوا حول العالم خلال 2007م ، وأن أوضاع الأطفال حول العالم ما زالت خطرة بسبب التهابات الجهاز التنفسي والملاريا والاسهالات التي تمثل أسباباً رئيسة في حدوث هذه الوفيات .. وأشار التقرير الى ان هناك حاجة ملحة لرسم استراتيجيات صحية متكاملة يمكن من خلالها انقاذ الأطفال وحمايتهم من كافة أنواع الاستغلال والإهمال وسوء المعاملة.. وأبرز التقرير ضرورة اشتراك الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية للعمل على تنفيذ أهداف الألفية الهادفة إلى خفض وفيات الأمهات والأطفال دون سن الخامسة.. وكشف أن اليمن مازالت في ذيل القائمة الخاصة بمؤشرات التنمية البشرية مبيناً ان الأمراض الستة القاتلة لاتزال تمثل خطراً مخيفاً على صحة الأطفال حول العالم وبنسب متفاوتة رغم الجهود التي تبذل للقضاء عليها.. وعرض التقرير الأمراض التي تقضي على الأطفال حول العالم والتي قال إنه يمكن القضاء علها والحد من مخاطرها من خلال نشر الوعي حول الأساليب الأفضل للتغذية والنظافة وسبل التعامل مع الامراض التي تصيب الأطفال في المراحل الأولى.. وكان ممثل منظمة اليونيسيف في اليمن عبدو كريم ادجبادي قال :إن القضايا التي أشار لها التقرير توضح أن الأطفال حول العالم ضحايا للإهمال والاستغلال والأذى ، والممارسات الثقافية كالتمييز وسوء التغذية والختان والزواج المبكر لحرمان من التعليم.. مشيراً إلى أن التقرير لايهدف إلى انتقاد الدول بل الى تقديم تحليل مقارن يظهر مكامن القوة والضعف لدى الدول للقيام بالمزيد من الجهود لمواجهة التحديات المرتبطة بقضايا الأطفال. وعرضت الدكتورة نفيسة الجايفي أمين عام المجلس الاعلى للأمومة والطفولة الجهود التي قامت بها اليمن للوفاء بالتزاماتها الدولية والمحلية خاصة في مجال التشريعات وإعداد الاستراتيجية الوطنية للطفولة والشباب ، ومساعيها إلى تخفيض معدلات الأمراض المتفشية ، وتحسين الوضع الغذائي للأطفال.. وأكدت أن معدل سوء التغذية في اليمن انخفض من 52 في المئة الى 46 في المئة فضلاً عن تنفيذ حملات التحصين الموسعة والسعي لتحسين الأحوال المعيشية في الريف ، وزيادة نسب الالتحاق بالتعليم الأساسي والثانوي ، وتنفيذ شبكة واسعة من برامج الحماية والرعاية للأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة.. وقالت :إن هناك تحديات تقف أمام حصول الأطفال على كافة حقوقهم والتي لا بد من الوقوف أمامها عبر توفير الامكانات المادية والبشرية اللازمة لتنفيذ برامج الطفولة بالمستوى المطلوب وضرورة توحيد الجهود لتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية الخاصة بالأطفال ، وتعزيز الشراكة بين منظمات المجتمع المدني والحكومة وتفعيل دور مؤسسات التوعية المجتمعية لخلق رأي عام داعم ومساند لقضايا الطفولة.