رسالة بعث بها محمد أبو تريكة للعالم عندما رفع فانلة منتخب مصر لتظهر من تحتها عبارة «تعاطفاً مع غزة» كتبت باللغتين الانجليزية والعربية، وبينما نحن «نصفق» لهدفه في مرمى السودان ونحتفل مع النجم المحبوب للجماهير الرياضية غير المعترفة بشيء اسمه الحدود.. حالة من الاستنفار عمت إسرائيل وحكومتها التي وعلى الفور فتحت خط ساخن مع حلفاؤها وأصدقاؤها .. نضيف عليهم اتحاد الكاف (مافيا) القارة السمراء عفواً ( فيفا) القارة السمراء ليكون الرد سريعاً من هذا الأخير الذي لم يتوان في إرضاء " المدللة " إسرائيل وتوجيه إنذار أول وأخير للاعب العربي أبو تريكة.. هدده بعقوبة الإيقاف إن كرر فعلته التي أثارت المشاعر وأسرت القلوب. أبو تريكة .. تلك اللحظه.. عبّرت عني وعنك وعكست موقف الشارع العربي تجاه معاناة أشقاءنا في فلسطين.. أرغمت العالم قراءة الحقيقة الدامغة والمكتوبة بصدر أبو تريكة على شاشات التلفزة وكاميراتها التي دخلت في سبق لتصوير اللاعب وهو يحتفل بالجول .." أصبته يا غزال" ليلتفت العالم للمعاناة الانسانيه والمعاشه في قطاع غزة .. كتبت الصحف جمعاء لا عن الفوز المصري على السودان لكن عن الرسالة التي حملها الفرعوني قادماً بها من بلد الاهرامات. أبو تريكة .. رجل عرفنا عنه البساطة .. لا يجيد سوى التلاعب بالكرة ومراوغة الخصم على العشب الأخضر والابتسامة البريئة كطفل خلافاً لبعض الزعماء العرب الذين لم يجدوا غير شعوبهم " ليراوغوهم" بشعارات " هَدْرَة " اعتدنا سماعها مع كل تصعيد يقدم علية الكيان الصهيوني. أبو تريكة المتدين.. هكذا تم تناوله في الصحف الإسرائيلية .. تمهيداً لوصفه ب" الإرهابي ".. محمد والملقب ب«الغزال» مثّل حالة منفردة في الساحة العربية الرياضية ليصبح حالة سياسية أدخلت السياسيين وأصحاب القرار في مأزق حينما جاهر للإعلام العالمي تضامن المواطن العربي مع الفلسطينيين المحاصرين.. اهتمام وصدى تجاوز القارات.. يعني الشعارات والمتغناه بأصوات القادة وخطباء السياسة والمظاهرات المعبرة عن موقف الشارع العربي المقهور من الداخل .. كلها مجتمعة "غائبة" تماماً عن الرأي العام الخارجي المحاط بترسانة إعلام غربية أقوى تنقل له صورة مغايره وبعيده عن الواقع " شعب إسرائيل ضحية .. مستهدف.. يحمل حمامة السلام بين يديه .. يعيش حالة قلق دائمة وغير مطمئنة من التهديدات المحيطة به " .. (مسكينة إسرائيل المحاصرة). أبو تريكة.. أخاف الصهاينة من محاولة غزوهم وفضحهم للرأي العام لتسارع بتوجيه لفت نظر للكاف مفاده " زباط الكرة ايش علاقته بالسياسة.. أين كان ذلك عندما رفع لاعب السنغال علم إسرائيل بأكبر البطولات العالمية المونديال الأخير .. هل هي قاعدة تطبق فقط على اللاعب العربي وحقه في التعبير لنتذكر حادثة إنذار العراقي هوار الملا من قبل الاتحاد الآسيوي للكةه عندما أشار وهو يحتفل بهدف سجله لعبارة خطت على جرمه الداخلي " أنا عراقي " . أبو تريكة.. موقفه.. أعجبنا .. أرعبهم .. لتصاحبه ضجة كبيرة اخذت ابعاداً اكبر خرجت عن نطاق دائرة البطولة الأفريقية .. لتتخذ بحق اللاعب إجراءات احترازية تمنعه من تكرار ذلك العمل الذي اعتبر خارجاً عن قانون اللعبة «أية لعبة يقصدون؟» هدد بالطرد كحاجز وقائي لعدم انتشار رفع الشعارات بين اللاعبين ( هل هو وباء معدي) والخروج من غانا الغابة المليئة بالأشجار الكثيفة والحيوانات الضاريه المفترسه.. مطروداً بكرتٍ أحمر تشهره الحكومات ومنظمات حقوق الحيوان في وجه من يخالف ويهدد حياة البرية المعرضة للانقراض والاندثار.. ما يهمكش يا «غزال» العرب حالة الطرد التي يتكلمون عنها ويهددونك بها إن أصريت على تكرار ما فعلته أمام السودان مرة ثانية في أي مباراة قادمة اشرف وأغلى حالة طرد ستشهدها المعمورة .. ستسطر بأحرف من ذهب على صفحات التأريخ. " تعاطفاً مع غزه " كتبت على صدر أبو تريكة المؤمن بالقضية الفلسطينية وكونه صادقاً على غرار ما يخرج من أفواه الأفاضل زعماء الأمتين العربية والإسلامية أطلق من خلالها مواطن عربي شجاع صاروخاً بعيد المدى من إحدى ملاعب غانا ووجهته " القبيحة " إسرائيل . على كل حال .. برافو بطلنا أبو تريكه .. نعرف أن الضغوط كبيرة بعد مباراة السودان مباشرة لضمان عدم حدوث ذلك مجددا.. ولو بالإكراه. ولك أبو تريكة نؤكد : رسالتك وصلت " والرصاصة اللي ما تصيب تدوش.. نبهت العالم إلى كارثة إنسانية قد تقع في حال استمر الحصار الجائر على قطاع غزة أكثر من ذلك. ولك أبو تريكة نقول : لا تهتم للصحف الإسرائيلية وتلميحاتها بوصفك " إرهابياً " لماذا ؟؟؟ .. أنت متدين .. ملتزم وذو أخلاق عالية وان كان تصنيفهم للإرهاب مبنياً على الأشياء المميزة في شخصيتك وسالفة الذكر.. فها أنا أعلنها ( أنا إرهابي ) ولي الشرف في أن أكون كذلك وكل من يرى في نفسه صفات تشبه صفات أبو تريكة فانه إرهابي مطلوب التحقيق معه عاجلا أم آجلاً في سجون جوانتنامو[email protected]