أكدت الندوة العلمية للعمارة اليمنية وتحديات العصر أهمية الحفاظ على التراث المعماري التقليدي والمباني والمدن القديمة، باعتبارها تجسد قيما ثقافية وتاريخية وتراثاً ثقافياً ووطنياً وإنسانياً. كما أوصت الندوة التي عقدت خلال الفترة من 29- 30 يناير الجاري واختتمت أمس بعدن بتوثيق المعالم التاريخية بالرفع الهندسي والتصوير وإبرازها إعلامياً وإعداد قاعدة بيانات متكاملة عن المدن اليمنية التقليدية وخصائصها المعمارية . وشددت الندوة في توصياتها على ضرورة الاهتمام بالعمارة التقليدية وجعلها ضمن منهج التعليم المعماري في كليات وأقسام العمارة في الجامعات اليمنية وكذا المحافظة على الفراغات الحضرية ( الساحات ، الميادين ، المناطق الخضراء) داخل المدن القديمة و إعادة تأهيل وتوظيف بعض المباني القديمة بعد ترميمها بشكل يتلاءم مع البيئة المحيطة. وطالبت بعدم إهمال الجوانب الاجتماعية والتخطيط لها والذي بات مطلوباً بإلحاح أثناء دراسة التطوير العمراني لمراكز المدن القديمة وإيجاد قوانين وتشريعات تعمل على إيقاف العبث بالمباني التاريخية وتساهم في تحديد طابع عام للمباني في المنطقة الواحدة ووضع قوانين ملزمة بعدم استخدام مادة البناء الحديثة في المواقع ذات الطابع المعماري التقليدي إلا وفق معايير تضمن الحفاظ على الطابع التاريخي مع العمل على توفير خدمات البنية التحتية في أماكن التوسع العمراني وتحديد مواقعها حسب الحاجة . ودعت الى ضرورة العمل على رفع كفاءة مهندسي التخطيط والبلديات وعمل دورات تدريبية لهم بهدف تحديث وتنشيط معلوماتهم و الحد من ظاهرة البناء العشوائي وتفعيل دور الرقابة والإشراف والاستعانة بالكادر المحلي من ذوي الكفاءة والخبرة في مجالات التخطيط والتصميم . وكان 60 مشاركاً في الندوة من المتخصصين والباحثين في العمارة اليمنية من جامعة عدن والجامعات اليمنية، وخبراء ألمان قد ناقشوا لمدة يومين عدداً من أوراق العمل حول الخصائص المعمارية للعمارة اليمنية التقليدية، أنموذج مدن ساحل حضرموت والمباني ذات القيمة التاريخية،وأخرى حول إحياء العمارة التراثية كقيمة حضارية . حضر الجلسة الختامية الدكتورصالح أحمد منصر الأمين العام لجامعة عدن وهيئة التدريس بالجامعة وعدد من المسئولين في المحافظة .