هناك ظاهرة سلبية للأسف اعتدناها في مجتمعنا اليمني هي ظاهرة عشوائية استخدام المضادات الحيوية فغالباً ما نسمع الكثير من الشكوى عن إصابة هذا الطفل أو ذاك باعراض يجدها كثيراً من الآباء والأمهات مزعجة مثل احتقان الحلق أو ارتفاع في درجة الحرارة أو تعرض الأطفال لرشح أو طفح جلدي أو وجود افرازات بالعين إلى آخر تلك الأعراض التي قد تؤثر على الأنشطة اليومية للأطفال وحالاتهم المزاجية. وفي محاولة لوقف هذه الأعراض نجد البعض يندفع لأقرب صيدلية وبصورة جزافية طالباً مضادات حيوية وقد تكون من أقوى الأنواع مما قد ينعكس سلباً على أطفالهم سواء على المدى القصير أو المدى الطويل . سبب هذه الظاهرة هو وجود اعتقاد شائع بأن المضادات الحيوية يمكنها شفاء أي التهاب لذا تجد كثيراً من المرضى يلحون على الطبيب أو الصيدلي في صرف مضاد حيوي لعلاج علتهم ومن ثم يوصف المضاد الحيوي ارضاء لهم بدلاًِ من نصحهم وتوعيتهم بالأخطار التي قد تنجم عن تعاطيه أو عدم جدواه كان تكون معاناتهم من التهاب فيروسي لا تؤثر فيه المضادات كالرشح والأنفلونزا من جانب آخر ظهرت في العصر الحالي جراثيم مقاومة للمضادات الحيوية فقد تكتسب البكتيريا مناعة ضد المضادات الحيوية نتيجة لسوء الاستعمال عندما تستعمل بشكل مفرط أو لمدة غير كافية للعلاج أو استخدامها بجرعات غير منضمة وقد تكون أيضاً مقاومة البكتيريا للمضادات طبيعية .. وقد تكتسب البكتيريا هذه المناعة بطرق مختلفة. وهذه المشكلة تعتبر من أكبر مشاكل الصحة العامة في العالم فالمضادات الحيوية سلاح ذو حدين فإن استخدمت الاستخدام الأمثل بإتباع ارشادات الطبيب كان لها أثر ايجابي وفعال وإن استخدمه بطريقة عشوائية وسوء استعمالها فإنها تؤدي بحياة المريض ويؤثر بشكل مباشر على اقتصاد كل من الفرد والمجتمع ولهذا فإننا مطالبون جميعاً سواء اشخاص عاديين أو أطباء أو مسئولين عن القطاع الصحي مسئولين بشكل مباشر عن رفع مستوى الوعي ليس للمريض فقط بل للأطباء أنفسهم حيث يجب أن تتم فحوصات شاملة ومن ضمنها المضادات الحيوية تؤثر ليس على المريض فقط بل على المجتمع كله .. مع العلم بأن الفحص الزراعي متوفر لدينا وفي جميع المستشفيات الحكومية.