الدراسات العلمية تؤكد أن اللبن الرائب يساهم في التجدد الدائم والحيوية الثابتة وجمال المظهر وسلامة الأجهزة من الأمراض، يحتوي اللبن الرائب على معظم الفيتامينات الهامة والمادة الدهنية فيه سهلة الهضم يعرف اللبن المصنوع من الحليب بإضافة الروبة أو الخمائر اللبنية المنتزجة «باللبن الرائب» وقد عرف عند العرب منذ زمن بعيد وأصبح للبن الرائب عدة أسماء عربية مثل اللبن الزبادي أو الحاذر أو الحامض والخبيط، وورد ذكره في أسفار العرب وفي أحاديثهم، والأسماء التي وردت في لغتهم له أكبر دليل على معرفتهم وكذلك الأطباء العرب تحدثوا عنه وعن فوائده العلاجية والغذائية، ومما قالوا فيه: ان اللبن الرائب ليس فيه الحدة التي كانت في الحليب ولذا فإنه ينفع المعدة الملتهبة لأنه أبرد بينما يضر المعدة الباردة. وهو أيضاً يقوي المعدة ويقطع الإسهال، ويخصب البدن ويفتح الشهية ويسكن الحرارة، وهو جيد لمعالجة القلاع عند خلطه بالعسل ويدهن به الفم للصغار.. وفي الأبدان الحارة المزاج يهيج الجماع، وقد بينت الدراسات والأبحاث التي أجريت على اللبن الرائب أهميته العلاجية حيث وجد أنه يتلف جراثيم العصبات القولونية في المعدة والأمعاء كما يفيد في حالات التهاب الكبد والكلى وضعفها وأيضاً تخمرات المعدة حيث أنه طارد للغازات، كما يدر البول ويكافح الحصى في المثانة والكلى ويذيب الرمال، وللبن الرائب أيضاً فوائد هامة في عمل أجهزة الهضم وفي حالات تصلب الشرايين والوهن. ويلعب الروب دوراً عظيماً في تهدئة الأعصاب ومحاربة الأرق كما يجمل الوجه ويطري الجلد. وقد ظهر من تحليل اللبن الرائب أن فيه: 82% ماء-، 68% سكر اللبن الأكتوز- 6% دهون- ، 45% بروتين-، 048% من حامض اللبن-، 06% من الأملاح المعدنية كما يحتوي على فيتامينات أ،ب،ج،د، يقول علماء التغذية أن نسبة طول العمر بين سكان بلغاريا والقوقاز والأناضول هي أعلى نسبة في العالم «بإذن الله طبعاً» قد ترجع إلى أن معظم طعام هذه الشعوب الأساسي هو اللبن الرائب الذي أعطى لأجسامهم القدرة على التجدد الدائم والحيوية الثابتة وجمال المظهر وسلامة الأجهزة من الأمراض نظراً لاحتوائه على قيم غذائية عالية، فهو يحمل في تركيبه أغلب المعادن اللازمة للجسم.. كما أن المواد البروتينية التي تدخل في تكوينه ذات قيمة حيوية عالية.. وإن المادة الدهنية التي فيه سهلة الهضم كما يضم اللبن الرائب معظم الفيتامينات المعروفة القيمة الحيوية والضرورية للجسم فهو غني بفيتامين«ج».. كما أنه ذات قيمة سعرية حرارية لا بأس بها. وبمقارنة اللبن الرائب طبياً بالحليب نجد أن الأول يمتاز باحتوائه على حامض اللبن وهذا يساعد على قتل ما فيه من جراثيم، ولذا فإنه ذا فائدة عظيمة في القضاء عل الغازات السامة بالجسم، ولأن الجراثيم الضارة لا تستطيع البقاء في حامض اللبن و اللبن الرائب يساعد في تخفيف الوزن ولهذا يدخل في أنظمة النحافة فهو يحتوي على نسبة بسيطة من السعرات الحرارية، ومن ناحية أخرى يحتوي على نسبة البروتين العالية التي تحفظ عضلات الجسم والوجه قوية. ونظراً لأهمية فيتامين «ب» والموجودة في اللبن الرائب للشعرة والبشرة والعينين فإنه يعتبر «عامل الجمال والحيوية» كما يساعد على مقاومة الجوع بين الوجبات.. وينصح بإعطاء اللبن الرائب إلى الأشخاص الذين يعانون من ضعف الأمعاء.. وعسر الهضم.. والإمساك والإسهال والتهابات المعدة والامعاء ويفيد أيضاً اللبن الرائب المصابين بضعف الأعصاب والأرق، ولما كان لهذا اللبن الرائب من الأهمية والقيمة الغذائية العالية فإنه يعطى للأطفال الصغار من عمر عشرة أشهر وأيضاً الذين يعانون من الحساسية للحليب. لقد ثبت علمياً أهمية اللبن الرائب بالنسبة للمرضى وذلك لسهولة هضم البروتين به كما أن حامض اللبن «الاكتيل» الموجود باللبن الزبادي يجعل الكالسيوم الموجود في الطعام أكثر قابلية للامتصاص، كذلك يساعد على عدم تعفن الغذاء داخل الأمعاء، وعلى عدم حدوث اضطرابات بها مثل الإمساك والإسهال وغيرها من الأمراض المعوية. وأيضاً ثبت أن البكتيريا الموجودة في اللبن الرائب تعمل على وضع كمية هائلة من فيتامين «ب» في القناة الهضمية ويمتص هذا الفيتامين في الحال وينتشر خلال الجسم كله. قد اجريت بعض الدراسات في انجلترا على اللبن الرائب وقد صرح العلماء بقولهم: إن الزبادي يعد مصدراً رائعاً للفيتامينات والمعادن والبروتينات ولذلك فهو مفيد جداً للذين يخضعون لنظام غذائي صارم «الرجيم» كما يفيد تناوله بعد العلاج بالمضادات الحيوية، حيث إن المضاد الحيوي يقتل جميع البكتيريا الموجودة بالجسم، سواء الضارة أو المفيدة، ولذا فتناول الزبادي يعوض المعدة عما تفقده من بكتيريا مما يساعد في هضم الأغذية عموماً. فقد ثبت أن البكتيريا المفيدة للمعدة توجد في اللبن الرائب وهي بكتيريا حامض الأكتيل التي تساعد على تخليق بعض الفيتامينات وتخليق البروتين للوصول للأحماض الامينية مما يساعد على هضم الطعام، بما تفرزه من إنزيمات فضلاً على استطاعة البكتيريا الموجودة في الزبادي من تطهير المعدة وقتل الطفيلات. كما تبين أن الزبادي يفيد الأشخاص الذين لا تسمح أمعاؤهم بشرب اللبن الطبيعي، فيصابون عند تناوله بالإسهال وذلك يرجع إلى طبيعة هؤلاء الأشخاص الذين لديهم حساسية من اللاكتوز «سكر اللبن» الذي لا يتحلل إلى جلكوز ولا كتوز مما يتسبب في نمو بعض أنواع البكتيريا التي تكوّن غازات بالمعدة وتسبب الإسهال.