الثقافة بمفهومها العام : هي مجموعة المعارف والمكتسبات المعرفية التي يتزود بها الفرد طوال سنين حياته من مختلف أصناف العلوم والآداب والمعارف العامة الأخرى (الإسلامية الاقتصادية السياسية والعلمية الخ) وعند السؤال هل تكسب الثقافة أم تورث أم إنها تصنع؟ نستطيع الإجابة على هذا السؤال بكل ثقة: الثقافة تصنع وتكسب وتورث .. إلا أنه وبما أن حديثنا عن صناعة الثقافة والذي هو بالتالي الأساس من هذا الحديث المهم والمعقد بالنسبة للبعض نقول نحن في البداية بحاجة أكثر إلى التفكير وقبل أي شيء في حكاية صناعة الثقافة .. كيف يتم وماذا يجب علينا عمله ؟ من أجل تحقيق هذا الهدف. ومن أجل ذلك لابد علينا ولزاماً من التطرق وبالتدريج إلى الخطوات المتتالية الثلاث وهي بصورة عكسية كالتالي : في البدء كانت في المقام الأول الصناعة والتي هي النتاج الأساسي لتطور الفكر الإنساني عبر مختلف العصور وذلك بكل تأكيد إنما هو ما انتجته عقول السلف من أفكار وعلوم وآداب والتي كانت هي أساس كل ما هو متاح ومتوفر بين أيدينا اليوم. ولمزيد من التوضيح نعود إلى أول ما أنزل على رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو الأمر الرباني (اقرأ) وهذا الأمر كان بداية صناعة الثقافة حيث إن أهم وأبرز مصادر الثقافة لا يأتي إلا بالقراءة، قراءة كل ما حولك قراءة جادة ومتفحصة ومجتهدة وبذلك تستطيع تثقيف نفسك وعقلك وسمعك وبصرك حتى تشبع وترتوي ومن ثم سيأتي دورك لأن تسقي وتروي وتجني ثمرة مازرعته .. وهنا بالتأكيد ستكون قد صنعت ثقافة هي من ثمرة جهدك وبذلك وعطائك وستكون قد اكتسبت معرفة من كل ما قرأت وشاهدت وسمعت .. ومن ثم ترجمة كل ذلك وثوثيقه وحفظه ثم تورثه أنت بالتالي لأجيال تلو أجيال وسحمدون لك صنيعك هذا جيلاً إثر جيل .. كان هذاباختصار شديد الحديث عن كيفية صناعة الثقافة وأيضاً وهذا شيء لابد من أن يكون من خلال اهتمامنا بإنشاء المكتبات وطباعة المؤلفات والحرص على خلق علاقة وصيلة حميمة بين النشء والأجيال الصاعدة بأهمية القراءة والاطلاع والبحث حتى يتمكنوا بأنفسهم من اكتساب ذلك الإرث العظيم من الثقافة وهكذا وتستمر الحكاية بالتوالي لانقطاع له مع ضرورة التجديد المستمر والتشجيع على الابتكار ودعم ورعاية المبدعين وتمكينهم من حرية التفكير والإبداع وبذلك فقط نستطيع الجزم بأننا نستطيع وخلال فترة قصيرة الوصول إلى حلم صناعة الثقافة.