تشهد مدينة فاس المغربية حالياً محاولات عدد من الأطراف الأجنبية شراء البيت الذي كان يقطنه العلامة العربي ابن خلدون الشهير بمقدمته «مقدمة ابن خلدون». ووفقاً لمصادر مطلعة في مدينة فاس التي كانت العاصمة السياسية للمغرب إلى حدود العام 1912، فإن بيت ابن خلدون الذي يوجد بضاحية الطالعة الكبيرة بمنطقة فاس البالي، يعرف هذه الأيام توافد العديد من سماسرة شخصيات أجنبية لدفع مالكه الحالي إلى بيعه بثمن جد مغرٍ، مرشح للارتفاع أكثر فأكثر في حالة القبول لمبدأ البيع. ووفقاً لمعطيات تاريخية، فإن العلامة عبدالرحمن بن محمد بن خلدون الذي ينحدر من عائلة يمنية سكنت حضرموت هاجرت إلى تونس ثم استقرت بمدينة فاس ومعها ابن خلدون الذي حضر مجالس السلطان أبي الحسن المريني العلمية، وأعطى دروساً بجامع القرويين وتقلد العديد من المهام والسفارات السلطانية، وقد سكن ابن خلدون هذا البيت الفاسي الذي عرف توالي قرابة خمس أسر مغربية على العيش به منذ مغادرة ابن خلدون له. ويتكون بيت ابن خلدون ذو المساحة الضيقة والذي يقع على أطراف عقبة من طابقين، ولا يتوافر على مواصفات هندسية رفيعة، إلا أن أهميته تزداد اليوم بالنظر إلى رمزية وتاريخية شخصية ابن خلدون الذي سكنه، والذي كتب فيه العديد من الرسائل والكتب، من أشهرها شفاء السائل لتهذيب المسائل. وقد توفي العلامة ابن خلدون بمصر سنة 1406، ودفن بمقابر الصوفية بباب النصر شمال القاهرة، وقبره غير معروف حتى الآن.