احتفل يمنيون أمس الخميس بعيد الحب المعروف بيوم فالنتاين وعلى غير العادة سجل هذا العام إقبالاً كبيراً من الجنسين على شراء هدايا خاصة بالمناسبة رغم صدور فتاوى بتحريم الاحتفال كونه بدعة وليس من تقاليد الشعوب العربية والإسلامية. وقال مهيوب صاحب مكتبة في صنعاء: مقارنة بالأعوام الماضية بعنا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة مجموعة كبيرة من الهدايا أغلبها ورود طبيعية وصناعية وبطاقات بالإضافة إلى هدايا أخرى. وأضاف مهيوب الذي بدا اللون الوردي طاغياً على محتويات محله: معظم الذين اشتروا هم من الفتيات. وتبادل المحبون عبر الهواتف المحمولة والبريد الالكتروني بطاقات ورسائل تعبر عن مشاعر الحب للآخر، فيما لوحظ على شركات الهاتف المحمول العاملة في اليمن عدم إنزال أية عروض تتعلق بالمناسبة مثل النغمات والشعارات قياساً بما جرت عليه العادة في مناسبات أخرى. وقالت إيمان (33عاماً) لم أجد ما أبعثه لخطيبي الذي يدرس في العاصمة المغربية الرباط غير بطاقة تجسد قلباً ينبض بالحب حملتها من أحد المواقع على شبكة الانترنت. ومازالت شبكة الانترنت والفضائيات تعدان قناة رئيسة في تعرف كثير من اليمنيين على عديد ظواهر عالمية بينها يوم فالنتاين، غير أن الاحتفال بهذا اليوم مازال يقتصر على سكان المدن وخصوصاً أولئك الحاصلين على مستوى تعليمي مرتفع أو ممن عاشوا في دول أجنبية. في حين يرى معظم العامة وبالذات المتدينين أن الاحتفال بيوم فالنتين تقليد للغرب، وقال عبد القادر (34عاماً) عرفت بيوم فالنتين خلال فترة دراستي للغة في بريطانيا غير أنني لم أحتفل به سوى العام الماضي بشراء وردة وعشاء وشموع، لكن الاحتفال على ما يقول تم في شبه سرية إذ اقتصر عليه وزوجته تجنباً لسخرية الأهل والمعارف إذا ما علموا بذلك. وبدا أن هدايا عيد الحب تعكس بدورها مستوى التفاوت الاقتصادي والمرتبة الاجتماعية للمحتفلين بها.. وذكر الزوجان سلوى ومراد أنهما قررا أن يحتفلا بالمناسبة بتناول العشاء معاً في أحد فنادق العاصمة. فيما قال سعيد (45عاماً) أنه اكتفى بشراء لوحة تمثل زهرة حمراء رسمها فنان باكستاني بواسطة الكمبيوتر. ويحتل الفالنتاين "عيد الحب" اهتمام قطاع واسع من الشباب، وتبين أن أكثر من النصف يعيرون عيد الفالنتاين اهتماماً واسعاً ويتفاعلون مع المناسبة من خلال تبادل الهدايا والورود الحمراء، في الوقت الذي يجهل معظمهم متى كانت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة. ويفاجئك الكثير أن الجميع يعرف آخر الألبومات الغنائية لتامر حسني واليسا ونانسي عجرم والجسمي. بثت إحدى شركات الجي إس إم النقالة رسائل إلى مشتركيها بفتاوى شرعية أصدرها عدد من المفتين بتحريم مناسبة ما يسمى بعيد الحب والاحتفال به. ورغم أن المجتمع اليمني بأعرافه وتقاليده المحافظه قد احتفل عدد من شبابه قبل عدة سنوات بالمناسبة في ظروف أقل حدة ونفوراً منها كما في هذا العام إلا أن هذا العام يشهد توتراً أكبر ناتج عن سيل من الفتاوى والحملات المكفرة المحرمة للاحتفال وإقامة الحفلات الغنائية واستضافة عدد من الفنانين العرب، كما تم توزيع منشورات وملصقات تم عرضها في كثير من أبواب المحلات التجارية والبقالات ومحال الاتصالات بتحريم الاحتفال بالمناسبة أو التفاعل معها. نصب أصحاب المكتبات والمحلات التجارية الذين يعتبرون هذا اليوم تجارة رائجة لبضائعهم كل ما له علاقة باللون الأحمر الذي يعتبر شعار المناسبة، فقد تقدمت الورود الحمراء بأنواعها المختلفة محل صادق الذي يحوي كثيراً من أشجار الزينة وأنواع الزهور مدخل المحل، ويعتبر صادق هذا اليوم الوحيد لنفاد تلك الورود من قبل زبائن المحل ومرتاديه، ورغم أن المناسبة لا تعنيه مقابل ما قد تجلبه له من عائد في نهاية اليوم بعد طلبات متكررة للورد والزهور الحمراء. وفالانتاين هو راهبٌ عاش في أواخر القرن الثالث بإحدى المقاطعات الرومانية، حيث كان يزوج الجنود في السر كون الامبراطور كلوديوس الذي كان يعتقد أن المتزوجين غير قادرين على أن يكونوا جنوداً أقوياء يرفض ذلك. وعندما علم الامبراطور ألقى القبض عليه وأدخله السجن، وفي يوم 14 شباط (فبراير) عام 270م، يوم عشية عطلة الربيع الرومانية المسماة بلوبيركاليا رجم وقطع رأسه. وبسبب هذا التزامن بين موت فالانتاين وتفتح الورود، تم تقديس فالانتاين وأدخل في سجل المسيحية باسم القديس فالانتين. وعندما أصبحت روما مسيحية، غيّر الكهنة عطلة الربيع من 15 شباط (فبراير) إلى 14 شباط وسمي بيوم فالانتاين، وبقي يوم الرابع عشر من شباط (فبراير) هذا، مسجلاً في التقويم المسيحي كعطلة كنسية، حتى 1969 عندما سحبه من روزنامة عطل الكنيسة، البابا بولص السادس على أنه بقي يوم غبطة وسعادة يتبادل فيه العشاق الزهور.