تسهم السياحة في كل دول العالم إلى الدفع باقتصاديات تلك الدول من خلال الاهتمام بتأهيل وتطوير المعالم والمواقع السياحية والأثرية والتاريخية التي تمتلكها. وفي بلادنا التي تمتلك العديد من المقومات والمعالم والمقاصد السياحية والأثرية، تتعرض تلك المعالم إلى العبث بهاونهبها وتدميرها بأياد عابثة تحاول استنزاف ثروتنا السياحية التي نعول عليها كثيراً في إنعاش اقتصادنا الوطني ورفده.. «الجمهورية» ومن منطلق وطني خالص ناقشت هذه القضية مع عدد من المختصين في الشأن السياحي اليمني.. وخرجت بالحصيلة الآتية: خطة استراتيجية د. أمين جزيلان مدير عام مكتب السياحة محافظة إب يرى أن الحماية القائمة الآن غير مضمونة وأن مسألة حماية المواقع السياحية تتطلب تضافر جهود الهيئات والجهات ذات العلاقة لحمايتها من خلالها إجراءات لخصها كالآتي: أولاً: إعداد خطة استراتيجية لاستغلال المعالم الأثرية «حصون ، قلاع» سياحياً تحدد المسافات بين الموقع الأثري ومواقع المنشآت الخدمية السياحية الجديدة، وموقع سور الحماية حسب خصائص كل موقع بحيث تنسجم الإنشاءات الجديدة مع العناصر الثقافية للموقع. ثانياً : البحث عن مصادر تمويلية للترميم وإعادة التأهيل للمعالم الأثرية بحيث يتم في البداية اختيار موقع أو موقعين كنموذج للتأهيل. ثالثاً : التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتسوير مواقع التنمية السياحية المحجوزة للاستثمار السياحي. تدمير وعبث فهد القدمي مدير عام مكتب السياحة بمحافظة حجة أشار إلى عدد من التهديدات التي تتعرض لها المواقع الأثرية والسياحية في المحافظة كالسطو والهدم وتدمير وعبث المواطنين بالمواقع السياحية والمعالم التاريخية والسياحية وسوء استغلال المواقع السياحية والمعالم الأثرية الجاذبة للسياحة والاستيلاء عليها من قبل البعض وحجزها وغياب التنسيق بين الجهات ذات العلاقة للاستغلال الأمثل لها، أيضاً تأثير العوامل الطبيعية «الأمطار السيول الجارفة الرياح الرطوبة .. الخ».. على المواقع والمعالم السياحية من هدم وتدمير وكذلك الاصطياد الجائر والعشوائي وجرف الشعب المرجانية وصدمها وتخريب الشواطئ وجرف الرمال الساحلية وختاماً الاحتطاب العشوائي الجائر وتأثيره على الحياة البرية والسياحة البيئية. كل تلك التهديدات تحتاج إلى توفر حمايتها بإمكانات كبيرة لأنها ثروة وطنية تهدر ومن الضرورة بمكان وقف هذاالتدمير والعبث. تأهيل الشرطة السياحية صالح مبخوت العامري مدير عام مكتب السياحة بوادي حضرموت والصحراء قال: معنى الحماية التي يجب أن تترجم في الموقع السياحي الذي يتم ترويجه وتسويقه يقع ضمن اهتمام وحماية مكاتب السياحة في المحافظات، وما قبل ذلك من مراحل الحث والتنقيب والصيانة والحراسة من العبث في المواقع الأثرية يندرج في اهتمام وحماية الهيئة العامة للآثار والمتاحف. كما إن الشرطة السياحية لا تزال تعمل بطريقة لا تتماشى مع متطلبات العصر والزمن؛ لذا أصبح الواقع يفرض ضرورة توفير العناصر البشرية الكفؤة والمؤهلة وعمل الدورات التدريبية والفنية والدراسية لعناصر الشرطة السياحية وخاصة في مجال اللغة والكمبيوتر لتستطيع التقاط المعلومة التي تعني الكثير في مجال الحماية. ضرورة التوعية عبده عبدالله السماوي مدير عام مكتب السياحة بمحافظة صنعاء قال: إن حماية المواقع السياحية تتطلب أن تكون هناك شرطة سياحية في المواقع السياحية وبالخصوص المواقع السياحية المهمة وذلك لحمايتها من الدمار والتخريب والسرقة من قبل بعض الأشخاص وذلك بالتنسيق بين وزارة السياحة والسلطة المحلية في المحافظة أو من خلال توظيف حراس من أبناء المنطقة وذلك لمعرفتهم بالمواقع السياحية وأيضاً على لجنة التنشيط والممثلة برئيس المجلس المحلي التوجيه بنشر الوعي السياحي في المديريات وتعريفهم بأهمية المواقع السياحية الموجودة في مناطقهم وذلك عبر مديري النواحي في المحافظة والمشائخ ومكتب التوجيه والإرشاد حتى يكون أهل تلك المناطق السياحية هم من يجمعها في الدرجة الأولى؛ وذلك لما لهذه المواقع السياحية من أهمية تعود عليهم بالدخل. ضعفاء نفوس بدوره قال علي عبدالله بهجان مدير عام مكتب السياحة بمحافظة المحويت: المواقع السياحية تمثل أساس وجوهر صناعة السياحة والحفاظ علىها وحمايتها واجب وطني ومسئولية جماعية تتحملها كافة أفراد المجتمع الرسمية والشعبية الآن وحمايتها معناه حماية ثروة وطنية مستدامة لا تنضب وهي تشكل في عصرنا الحاضر واحدة من أهم مصادر الدخل القومي وليس مبالغة أن تكون ثروة المستقبل والمخزون الاقتصادي لليمن وللأجيال القادمة. وأضاف بهجان: إن استشعار الجميع للمسئولية الوطنية تجاه قطاع السياحة لن يتم الا من خلال ترسيخ مفهوم الوعي السياحي بمختلف الوسائل الإعلامية والمناهج الدراسية والتي سيكون لها أثر إيجابي في نمو وتطور صناعة التنمية السياحية. ونوه مدير مكتب السياحة بالمحويت إلى أن دور حماية المواقع السياحية لا تقتصر على الشرطة السياحية بل هي مسئولية الجميع بما في ذلك المجتمعات المحلية خصوصاً ما يتعرض منها للتخريب والتشويه والاستيلاء من بعض ضعفاء النفوس. توعية المجتمع خالد الضبابي ، رئيس قسم التأهيل والتدريب بالمعهد الوطني للسياحة والفندقة بصنعاء ومدير مكتب مجلة السياحة الإسلامية في بلادنا تحدث عن مقومات السياحة اليمنية المتنوعة والمتعددة الطبيعية منهاوالتاريخية الأثرية، مما يهيئ اليمن لأن تكون من أكثر المقاصد السياحية في منطقة الشرق الأوسط.. لكن تظل مشكلة حماية المعالم السياحية والآثار التاريخية من النهب والتدمير مسألة مهمة ينبغي التعامل معها بحزم ومسئولية عالية من خلال عمل إجراءات سريعة كتأهيل وتدريب الشرطة السياحية والعمل على خلق وعي حقيقي بين أوساط المجتمع بضرورة الوعي بأهمية السياحة كي يؤدي المجتمع إلى جانب الجهات المختصة دوره الوطني في مسألة حماية المعالم السياحية والتاريخية كونها ثروة وطنية بالمحافظة عليها والاهتمام بهاسنستفيد من عوائدهاجميعاً.