استشاري أمراض الصدر: على مرضى الربو تجنب التوتر النفسي أهاب استشاري أمراض الصدر الدكتور فاكر القباطي، بمرضى الربو ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب تضاعف حدوث نوبات "الأزمة" خلال الأيام الحالية من فصل الربيع والمشحونة بأجواء مثيرة للمرض. وقال الدكتور القباطي في حديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): إن الفترة الحالية تعد إحدى أخطر مرحلتين خلال العام على المصابين بالربو نتيجة زيادة الرياح المحملة بالأتربة وبغبار طلع الأزهار الملقح للأشجار التي تصاحب عادة الانتقال من فصل الشتاء إلى الربيع، فيما تكون المرحلة الثانية عند الانتقال من فصل الخريف إلى الشتاء، بالإضافة إلى تلوث الجو بالأدخنة السامة. وأضاف: إذا لم يحافظ مريض الربو على نفسه خلال هذه الفترة من الأجواء المثيرة للمرض يحدث له إثارة وعودة للمرض ويدخل مرحلة متقدمة بعد أن كان هادئاً. مشيراً إلى أن كثرة الفيروسات خلال هذه الفترة والإصابة بالإنفلونزا والبرد يؤذي الجهاز التنفسي العلوي وينعكس سلباً على الجهاز التنفسي السفلي وتبدأ بعدها أعراض الأزمة الربوية. مناطق الربو ولشدة البرودة في منطقتي ذمار ويريم يقول الدكتور فاكر: أظهرت إحصائيات حديثة أن المنطقتين هما أكثر المناطق اليمنية التي يتعرض قاطنوها لأمراض الربو، نتيجة لتغيرات الجو المفاجئة فيها إضافة إلى التلوثات الموجودة. ونصح القباطي مرضى الربو وخصوصاً الأطفال بعدم الخروج من منازلهم بعد الساعة الخامسة مساء أثناء تغير الجو واختيار الغرفة الدافئة في المنزل وكذلك عدم رش المبيدات الزراعية بدون وضع كمامات. ويهيب المركز الوطني للأرصاد حالياً بصورة يومية في نشراته، بمرضى الربو ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة نظراً لوجود رياح كثيفة محملة بالأتربة التي تملأ الأجواء حالياً. ماهية الربو وأوضح الدكتور القباطي أن الربو مرض التهابي مزمن وليس كما كان معتقد بأنه مرض تحسسي، لافتاً إلى أنه مرض جيني وراثي. ونصح المرضى بالربو وخصوصاً الأطفال منهم تجنب المثيرات للمرض كالغبار والدخان، الروائح المؤذية، العطور الثقيلة، البخور في غرف مغلقة، استنشاق ما تنفثه عوادم السيارات، واستنشاق الرطوبة، وتغيرات الجو المفاجئة كالانتقال من وسط دافئ إلى آخر بارد، بالإضافة إلى اختيار المكان المناسب للسكن فيه بحيث تكون غرفة مشمسة وتهويتها جيدة. وأضاف: ونظراً لتغير الأجواء خلال الصباح الباكر وآخر الليل فإنها أكثر الأوقات التي تأتي فيها أعراض الربو، بالإضافة إلى انقباض الشعب الهوائية نتيجة للمنعكس العصبي الباراسيمبثاوي الذي يزداد خلال النوم. الخوف من المرض ونصح الدكتور القباطي مرضى الربو بترك القلق والابتعاد عن التوتر النفسي الذي يسبب انقباضاً في الشعب الهوائية وبالتالي حدوث الأزمة الربوية، وأن عليهم اعتبار مرضهم بسيطاً جداً وسهلاً علاجه. و أهاب بالمرضى ضرورة المتابعة المستمرة والدورية للحالة وبحسب إرشادات الطبيب المتخصص، محذراً من إهمال المريض لحالته الذي ينقل المرض من حالة بسيطة إلى تدهور حاد ثم مرحلة مزمنة يصعب معها الاستجابة للعلاج بعكس الحالة البسيطة التي تستجيب للعلاج بسرعة ويكون العلاج أيضاً بسيطاً وفعالاً. الأزمة الرَبْوِيَّة والأزمة القلبية ولفت إلى التشابه بين الأزمة الربوية والأزمة القلبية، موضحاً أن الأزمة الربوية تكون عادة في ساعات الفجر الأولى عندما ينهض المريض من نومه العميق ولديه صعوبة في زفير الهواء إلى خارج القفص الصدري ويصاحبه صوت صفير خلال التنفس من الصدر نتيجة انقباض عضلات الشعب التنفسية الملساء. أما الأزمة القلبية فيشعر المريض بضيق التنفس عند بداية نومه مع سعال منتج لسائل رغوي ممزوج بخيوط دموية ويكون سببها نقص في وظيفة عضلات القلب وعدم توازن لتوزيع الدم في أوردة الجسم، وفي هذه الحالات لا يستطيع المريض أن ينام إذا كان مستلقياً دون وسائد كثيرة لرفع الرأس. الوقاية و عن إمكانية علاج مرض الربو أوضح الدكتور القباطي أن العلاج الوقائي يمثل 50 بالمائة من العلاج، وذلك بتجنب مثيرات المرض المعروفة. كما يفضل انتقال المرضى من الأماكن التي تفاقم حالتهم إلى الأماكن التي يريحهم العيش فيها كالانتقال من صنعاء إلى عدن لمن يشعرون بنقص الأكسجين والعكس عند الحالات التي تضايقهم الرطوبة. و أضاف: يعطى المرضى عقار مضاد الالتهاب بحسب درجة الإصابة بعد تقييم حالته عبر فحص عمل وظائف الرئتين. مشيراً إلى الفهم الخاطئ الذي يسود عند بعض الناس حول عمل البخاخ، موضحاً أن البخاخ علاج موضعي وقائي للشعب الهوائية. ولكن يجب إعطاؤه للمريض عبر يد خبيرة ومختصة؛ لأن استخدامه بشكل عشوائي يفاقم من الحالة. و قال: إن أحدث علاجات الربو موجودة في السوق اليمنية، مشيراً إلى أن المستقبل سيشهد العلاج بالجينات الوراثية. حيث تجرى حالياً الأبحاث في عدد من دول العالم منها اليمن التي ترتبط فيها بعض مراكز الأبحاث بمراكز أخرى في أمريكا ودول الخليج. وأكد ضرورة الذهاب إلى الطبيب المختص عند الشعور بانقباض في صدره وصعوبة في التنفس لتلافي تفاقم الحالة. وقال: كلما كان المرض في مراحله الأولى أمكن علاجه بسهولة، ولكن تطور المرض ووصوله إلى مراحل متقدمة يصعب علاجه ويجب عدم تجاهل مثل هذه الأعراض. وأشار إلى ضرورة الاهتمام بحالة الأطفال منذ اكتشاف الربو لديهم وعلاجه مبكراً كي يصل إلى سن 15 عاماً، وقد استقرت حالته وفي هذه الحالات قد يشفى تماماً من المرض. تشخيص الربو وبين الدكتور القباطي أن التشخيص في اليمن وصل إلى مرحلة متقدمة تواكب التطورات الحديثة في هذا المجال. وأوضح أن جهاز فحص وظائف الرئتين الذي يسمى (ريسبايروميتر) نادر الوجود في اليمن وأن كبرى المستشفيات تخلو منه بالرغم من أهميته للتشخيص الدقيق للربو. وأشار إلى خطأ في نظرة كثير من الناس بمنع مأكولات كثيرة على المريض لاسيما الأطفال منهم. لافتاً أنه لا يمنع من المأكولات إلا ما يؤثر على المريض وذلك يختلف من حالة إلى أخرى ومن طعام إلى آخر، ولكل مريض مادة معينة وهنا تكمن أهمية المراجعة المستمرة لاسيما للأطفال. و لفت إلى أهمية تفعيل التثقيف الصحي من قبل وزارة الصحة ووسائل الإعلام المختلفة حتى تكون بيئتنا نقية وخالية من الملوثات التي تؤدي إلى أمراض كثيرة منها السرطانات و التهابات الشعب الهوائية.