- من غير المقبول أن يموت الناس بسبب الملاريا ونحن في العام 2008م أكد المدير التنفيذي للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا البروفيسور مايكل كازا تشكين، الذي يزور اليمن حالياً، أن بإمكان اليمن استئصال الملاريا نهائياً إذا عمل برنامج مكافحة الملاريا بوتيرة أسرع أداءً. وأوضح مايكل كازا تشكين الذي يزور اليمن للمرة الأولى في حديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن لدى اليمن أمثلة لنجاحات كبيرة في هذا المجال، بحسب معلوماتنا، فقد تم استئصال الملاريا نهائياً من جزيرة سقطرى، بالإضافة إلى تأكيد المسؤولين في محافظة الحديدة أنه بمجرد وصول نسبة التغطية إلى 60 بالمائة فيما يخص توزيع الناموسيات والرش الضبابي وتوزيع الأدوية العام الماضي، فإن نسبة الوفيات هبطت بشكل كبير جداً بين الأطفال تحت 5 سنوات. وقال: إن تحقيق ذلك يحتاج إلى نشر ناموسيات أكثر، وإلى حملات مكثفة للرش المنزلي تشمل كافة المناطق الموبوءة، والتأكد من إعطاء جميع المصابين بالملاريا في اليمن العلاج اللازم. منوهاً إلى أن برنامج مكافحة الملاريا قوي في الأساس وناجح ولا يوجد فيه قصور، بالرغم من أن مكافحة الملاريا يعتبر تحدياً فعلياً وعملية صعبة نظراً لوعورة المناطق التي تنتشر فيها الملاريا في اليمن، ولكن بإمكان البرنامج أن يعمل بصورة أفضل من الوضع الحالي بحيث يسرع العملية ويكثف الجهود نحو تحقيق الأهداف، فمن غير المقبول أن يموت الناس بسبب الملاريا في هذه المنطقة من العالم ونحن في العام 2008م. وثمن المسؤول الدولي التكاتف بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية للوصول إلى مرحلة استئصال مرض الملاريا من شبه الجزيرة العربية. وبالنسبة لمرض الإيدز أكد المدير التنفيذي للصندوق العالمي أن على اليمن أن تكون قادرة على تحقيق المعايير الدولية المفترضة بخصوص سلامة نقل الدم والذي يجب أن يكون موجوداً في كل دول العالم، وحث اليمن على بذل جهود أكبر لفهم وبائية مرض الإيدز من حيث تواجد الحالات المكتشفة الجديدة من المرضى ليكون هناك هدف للوقاية. وأشار إلى وجود ضعف في برنامج مكافحة الإيدز في اليمن وكل دول الإقليم من حيث تحديد مدى انتشار المرض وذلك لعدم الحصول على قاعدة بيانات واضحة تحدد الفئة المستهدفة من البرنامج سواء بالعلاج أم بالمقاومة. وقال: إن وبائية الإيدز متشابهة في دول الإقليم بشكل عام من حيث انخفاض معدل انتشاره وكونه وباءً مركزاً في فئات معينة، ومن حيث عدم وجود قاعدة معلومات حول حجم المرض.. وأرجع المسؤول الدولي ذلك إلى أسباب اجتماعية وبيئية، منها اعتبار الإيدز وصمة عار، والتفرقة في المعاملة، ونظرة المجتمع لمريض الإيدز من منظر ديني ومنظور اجتماعي. واعتبر البروفيسور مايكل كازا تشكين، أن اليمن حققت نجاحات باهرة بتأسيس برنامج قوي لمكافحة السل.. وأكد استعداد الصندوق لتقوية هذا البرنامج. مبيناً أن مرض السل له علاقة بالفقر، ومتى كانت الدولة في التصنيف العالمي للفقر يكون معدل انتشار السل أكبر. وحول دعم الصندوق للدول أكد مايكل كازا تشكين أن الصندوق العالمي مبني أصلاً على اساس يعتمد على نوايا واستجابة الدول نفسها، فإذا تقدمت اليمن مستقبلاً بخطة مدروسة بشكل علمي وطبي وبرامجي واضح وصلب لمكافحة أحد الأمراض الثلاثة، فإن الصندوق سيقدم الدعم بالتأكيد، فالصندوق وجد لمساعدة الدول الفقيرة واليمن إحدى هذه الدول. وحول جولته الحالية أضاف مايكل كازا تشكين: سأقوم خلال هذه الجولة بزيارة إلى المملكة العربية السعودية بعد اليمن، والهدف ليس زيارة البرامج المدعومة من الصندوق، ولكن الهدف حث السعودية التي تعهدت بمنح 18 مليون دولار العام الماضي لرفع نسبة مساهمتها في الصندوق، ولحث دول الجوار في مجلس التعاون الخليجي لدعم الصندوق بهدف الوصول إلى شبه جزيرة عربية خالية من الملاريا. وعن الإنجازات الكبرى التي حققها الصندوق العالمي منذ إنشائه عام 2002م أشار المسئول الصحي الدولي إلى أن برامج الصندوق تدعم حالياً برامج العلاج والمكافحة في أكثر من 100 دولة نامية في العالم. منوهاً إلى أن الصندوق أصبح الآن الأداة الأساسية والفاعلة للمجتمع الدولي لتحقيق أهداف الألفية لمكافحة أمراض السل والملاريا والإيدز. مبيناً أن الصندوق يدعم حالياً معالجة 4 ، 1 مليون شخص من جميع دول العالم من مرض الإيدز، في حين كان يدعم 200 ألف شخص فقط في العام 2002م، كما وزّع الصندوق منذ إنشائه 50 مليون ناموسية في جميع أنحاء العالم للحماية من الملاريا، وأسهم في معالجة وشفاء أكثر من 5 ،3 ملايين مريض بالسل حول العالم.