صرح مصدر في وزارة الخارجية بأن اليمن وانطلاقاً من حرصها على رأب الصدع في الصف الوطني الفلسطيني وخدمة نضال الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، أبدت استعدادها لاستضافة مفتوحة لوفدين من حركتي فتح وحماس لبحث الأفكار الواردة في المبادرة اليمنية التي تقدم بها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، وسلمت لكل من فخامة الرئيس محمود عباس «أبو مازن» رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية والأخ خالد مشعل - رئيس المكتب السياسي لحركة حماس..منوهاً بهذا الصدد بأن الفلسطينيين هم أصحاب الشأن والمصلحة الحقيقية في تجاوز الخلافات فيما بينهم . مؤكداً بأن المبادرة جاءت لتوحيد الصف الفلسطيني، لأن الخلاف الفلسطيني- الفلسطيني لا يستفيد منه سوى أعداء الشعب الفلسطيني ويضر بقضيته العادلة. من جهة أخرى حركت المبادرة اليمنية التي أطلقها الرئيس علي عبدالله صالح بشأن الأوضاع (الفلسطينية - الفلسطينية) المياه الراكدة بين حركتي فتح ومؤسسة الرئاسة من جهة، وحركة حماس والحكومة المقالة في غزة من جهة أخرى. حيث بدأ المشهد السياسي الفلسطيني يشهد حراكاً سياسياً يدعو طرفي الصراع الفلسطيني إلى الاستجابة للمبادرة اليمنية للخروج من المأزق الذي يهدد القضية الفلسطينية برمتها، ورأى الفلسطينيون في المبادرة اليمنية (عرضاً موضوعياً) من طرف محايد يقف إلى جانب القضية الفلسطينية منذ نشوئها قبل ستة عقود. وفي هذا الصدد اعتبرت الجبهة العربية الفلسطينية الاستجابة للمبادرة اليمنية للمصالحة، التي أطلقها الرئيس علي عبدالله صالح رداً على تواصل العدوان الإسرائيلي، وأرضية مناسبة ومدخلاً جدياً لتهيئة الأجواء للبدء بحوار وطني شامل جاد ومسئول لمعالجة كافة المشاكل التي يعيشها شعبنا. كما أن هذه المبادرة توفر برنامجاً للقواسم المشتركة الذي يوحد الخطاب الفلسطيني ويقويه ويعيد الاعتبار لنضالنا أمام العالم باعتباره نضال شعب يرزح تحت الاحتلال. وقال الناطق باسم الجبهة العربية الفلسطينية في بيان صحفي أمس، حصلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على نسخة منه: إن الاستجابة للمبادرة اليمنية لحل الخلاف في الساحة الفلسطينية ووقوف كافة الأطراف الفلسطينية أمام مسئولياتها الوطنية والتاريخية والابتعاد عن الحسابات الفئوية وترك البحث عن مكاسب حزبية لصالح الحسابات الوطنية وتحقيق المصالح العليا لشعبنا الذي يعبر يومياً عن رفضه لواقع الانقسام ولا زال يؤكد حرصه على تجسيد الوحدة الوطنية الحقيقية لتعزيز صموده باعتبار ذلك رداً على العدوان الإسرائيلي المتواصل. من جهتها جددت حركة المقاومة الإسلامية حماس أمس ترحيبها بالدور اليمني.. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس: إن قيادة حركة حماس تتابع مع القيادة اليمنية ما تضمنته المبادرة اليمنية للمصالحة الفلسطينية إلاّ أن أبو زهري في مؤتمر صحفي له أمس رأى في قبول عباس للمبادرة اليمنية مجرد تصريحات إعلامية فقط. من جهته أكد المتحدث الآخر باسم حماس الدكتور إسماعيل رضوان استعداد حركته لإنجاح أية مبادرة لحل الأزمة الداخلية الفلسطينية تؤدي إلى حوار غير مشروط، مشككاً في قبول الرئيس عباس للمبادرة اليمنية الأخيرة. وقال رضوان : إن حماس من حقها أن تطلب تفسيرات لبنود أية مبادرة تقدم لها، ومن ذلك الاستفسارات المشروعة التي تحدثت عنها بشأن بنود المبادرة اليمنية. ويؤكد الوزير المقرب من عباس عبدالله أبو سمهدانة - محافظ المنطقة الوسطى في قطاع غزة، أن القضية الفلسطينية تمر بظروف عصيبة للغاية في أعقاب الجريمة التي تعرض لها المشروع الوطني الفلسطيني والتي تمثلت في فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة والنيل من الوحدة الوطنية الفلسطينية. ودعا أبو سمهدانة الفلسطينيين إلى الوحدة والتماسك بعيداً عن الحزبية والتنافر وأن يكون التناقض الرئيس مع الاحتلال بعيداً عن أية تناقضات أخرى. وطالب أبو سمهدانة حركة حماس القبول غير المشروط بالمبادرة اليمنية لعودة الوحدة للفلسطينيين ووطنهم.. مشيراً إلى أن الرئيس محمود عباس أعلن قبوله التام بهذه المبادرة بعيداً عن أية شروط ، وعلى حركة حماس أن تبدي الموقف ذاته للجلوس حول طاولة الحوار الوطني التي يمكن من خلالها التوصل لقواسم مشتركة بين كافة ألوان الطيف الفلسطيني لإكمال مشروع التحرر الوطني نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف. ويشير ياسر أحمد المحلل السياسي الفلسطيني إلى أن قوى فلسطينية عديدة التقطت المبادرة اليمنية ، وشرعت في الضغط على طرفي الصراع لثنيهما عن مواقفهما المتشددة من الحوار المشترك. ويقول أحمد لمراسل وكالة سبأ: إن تواصل الضغط العربي على الطرفين إلى جانب الضغط الداخلي سيكتب للمبادرة اليمنية النجاح ،لأنها بنظري ونظر الكثيرين من الفلسطينيين غير المنتمين للحركتين (فتح وحماس) موضوعية ومتوازنة.