يحيى رباح: جاءت في الوقت المناسب لتضع الوضع الفلسطيني على السكة الصحيحة حركت المبادرة اليمنية التي أطلقها الرئيس علي عبدالله صالح بشأن الأوضاع الفلسطينية - الفلسطينية المياه الراكدة بين حركتي فتح ومؤسسة الرئاسة من جهة، وحركة حماس والحكومة المقالة في غزة من جهة أخرى . حيث بدأ المشهد السياسي الفلسطيني يشهد حراكاً سياسياً يدعو طرفي الصراع الفلسطيني إلى الاستجابة للمبادرة اليمنية للخروج من المأزق الذي يهدد القضية الفلسطينية برمتها، ورأى الفلسطينيون في المبادرة اليمنية (عرضاً موضوعياً) من طرف محايد يقف إلى جانب القضية الفلسطينية منذ نشوئها قبل ستة عقود. وفي هذا الصدد اعتبرت الجبهة العربية الفلسطينية الاستجابة للمبادرة اليمنية للمصالحة ، التي أطلقها الرئيس علي عبدالله صالح رداً على تواصل العدوان الإسرائيلي، وأرضية مناسبة ومدخلاً جدياً لتهيئة الأجواء للبدء بحوار وطني شامل جاد ومسئول لمعالجة كافة المشاكل التي يعيشها شعبنا. كما أن هذه المبادرة توفر برنامجاً للقواسم المشتركة الذي يوحد الخطاب الفلسطيني ويقويه ويعيد الاعتبار لنضالنا أمام العالم باعتباره نضال شعب يرزح تحت الاحتلال..من جهتها جددت حركة المقاومة الإسلامية حماس أمس الأول ترحيبها بالدور اليمني.. وقال سامي أبوزهري المتحدث باسم حماس: إن قيادة حركة حماس تتابع مع القيادة اليمنية ما تضمنته المبادرة اليمنية للمصالحة الفلسطينية. ويؤكد الوزير المقرب من «عباس» عبدالله أبو سمهدانة محافظ المنطقة الوسطى في قطاع غزة أن القضية الفلسطينية تمر بظروف عصيبة للغاية في أعقاب الجريمة التي تعرض لها المشروع الوطني الفلسطيني والتي تمثلت في فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة والنيل من الوحدة الوطنية الفلسطينية. وطالب أبو سمهدانة حركة حماس بالقبول غير المشروط بالمبادرة اليمنية لعودة الوحدة للفلسطينيين ووطنهم. مشيراً إلى أن الرئيس محمود عباس أعلن قبوله التام بهذه المبادرة بعيداً عن أية شروط ، وعلى حركة حماس أن تبدي الموقف ذاته للجلوس حول طاولة الحوار الوطني الذي يمكن من خلاله التوصل لقواسم مشتركة بين كافة ألوان الطيف الفلسطيني لإكمال مشروع التحرر الوطني نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف . ويشير ياسر أحمد، المحلل السياسي الفلسطيني إلى أن قوى فلسطينية عديدة التقطت المبادرة اليمنية ، وشرعت في الضغط على طرفي الصراع لثنيهما عن مواقفهما المتشددة من الحوار المشترك . ويقول ياسر أحمد لمراسل وكالة سبأ: إن تواصل الضغط العربي على الطرفين إلى جانب الضغط الداخلي سيكتب للمبادرة اليمنية النجاح ،لأنها بنظري ونظر الكثيرين من الفلسطينيين غير المنتمين للحركتين (فتح وحماس) موضوعية ومتوازنة . السفير الفلسطيني السابق بالعاصمة اليمنية صنعاء وعضو المجلس الثوري لحركة فتح يحيى رباح قال في تصريح لوسائل الإعلام: إن المبادرة اليمنية التي عرضها الرئيس علي عبدالله صالح بنقاطها السبع ، مبادرة جادة وذات نسق واقعي، وتمتلك آلية للتنفيذ على أرض الواقع، وأخذت بعين الاعتبار كل الجهود التي بذلت سابقاً في محاولة لرأب الصدع الفلسطيني الذي يتفاعل كل يوم بشكل أكثر سلبية. مشيراً إلى أنها تضع الوضع الفلسطيني على السكة الصحيحة لتشكيل نظام سياسي فلسطيني قادر على مواجهة الهزات العنيفة، وتحقيق الإنجازات المطلوبة. وأشار إلى أن المبادرة اليمنية تحتاج إلى نوايا صادقة، وإرادة حرة من أجل أن تتحول إلى واقع فعلي على الأرض .. متسائلاً ما دامت الأطراف جميعها قد رحبت بالمبادرة اليمنية، فلماذا لم تبدأ الآليات العملية؟ ونوه بأن المبادرة اليمنية جاءت في الوقت المناسب، بعد أن ثبت للجميع أن الانقسام الفلسطيني يتكرس بالتدريج، ويعكس نفسه على كل هياكل الحياة الفلسطينية بأشكال تدميرية، من الانقسام الذي تعدى الخطوط السياسية ليصل إلى النسيج النفسي والاجتماعي، خاصة وأن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعزف على أوتار هذا الانقسام، وتستغله أبشع استغلال، وتتصرف على أساس أن هذا الانقسام الفلسطيني هو نموذجها المفضل الذي تريده للتملص من أية التزامات تجاه الحقوق الفلسطينية.