"الدكتورة لورا" هي إحدى التربويات الشهيرات في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تحاول بقوة إصلاح وضع العائلة الأمريكية، تقول للناس مالايودون سماعه، خصوصاً عندما يكون الحديث عن تربية أطفالهم، من خلال كتبها تحاول الدكتورة لورا أن يعود المجتمع الأمريكي إلى القيم الأسرية التي كانت سائدة في الخمسينيات وهي تذم عقلية واختيارات جيل كامل الذي يريد أن يحصل على كل شيء: نجاح في الوظيفة، ونجاح عائلي وأسري في آن كما هو الحال في جيلنا الحالي: كتاب الدكتورة لورا الأخير "الأبوة بالوكالة" يؤكد أن الوالدين ينبغي أن يعنوا بتربية أبنائهم، ولابد من تفرغ أحد الوالدين تفرغاً تاماً حتى لو كان ذلك يعني إعاقة النجاح الوظيفي، إن أي شيء أقل من هذا التفرغ الكامل لأحد الوالدين هو أنانية وإهمال وعلى حد قول "لورا" التي تمقت فكرة عمل كلا الأبوين، وتمقت وضع الأطفال في الحضانات ورياض الأطفال، وتؤكد أن أفضل الحاضنات لن تلبي احتياجات الطفل العاطفية والأخلاقية. من أهم الأمور المستخلصة من كتاب "د. لورا" أنه يجب على كل المقدمين على إنجاب الأطفال أن يستطعلوا ويتفكروا في أهدافهم من التربية والإنجاب وتوقعاتهم وتطلعاتهم.. ويجب على الأباء الحاليين أن يراجعوا قراراتهم وأسلوب حياتهم، كما يجب على البالغين العاملين بجد في التقدم الوظيفي أن يسألوا أنفسهم: هل سأترك وظيفة عظيمة إذا ما أخذت من وقتي لأطفالي؟.. هل سأرفض الترقية إذا كانت تتطلب السفر كثيراً؟.. هل سأصر على صاحب العمل أن يحترم وضعي كأب أو أم؟.. هل سأعمل بدوام جزئي أم أترك العمل تماماً إذا كان ذلك في صالح أسرتي؟؟؟ إن الآباء المنتظرين ينبغي لهم أيضاً أن يقضوا أوقاتاً كثيرة مع الأطفال؛ لأن موهبة رعاية الأطفال وتحمل أعباء تربيتهم لاتأتي بشكل تلقائي عند الكثيرين، بل تحتاج إلى الإعداد المسبق، وحتى يعلموا حجم المسئولية العظيمة التي ستلقى على عاتقهم. تحكي "د.لورا" عن إحدى الأمهات الجدد: "عندما تحولت من الدوام الكامل إلى الدوام الجزئي مؤخراً لأبقى مع ابنتي بعد خروجها من المدرسة، اعتبر مديري أن ماقمت به من الإعراض عن إغراء الوظيفة، ورفض محاولاته في استمالتي بالعلاوات المالية والارتقاء في سلم الوظيفة، تضحية كبيرة وهنأني على هذا القرار والتضحية من أجل ابنتي لقد وجدت أن فهمه هذا مضحك، فمجرد أن أصبحت أماً عوضني ذلك عن كل هذا، ومنحني كل شيء، وماقمت به لايعتبر تضحية". تلك الأفكار هي أفكار متخصصة تربوية غربية أعتصرت بالثقافة والتربية الغربية المادية ودرستها ومحصتها ونقبت فيها سنيناً عديدة إلى أن وصل بها المآل للاعتراف بأهمية المحيط الأسري وضرورة التقارب بين الأباء وأبنائهم وتماسك العائلة الواحدة وهي أفكار ومبادئ يرفضها الواقع الغربي المادي ويعتبرها شيئاً ترفياً زائداً لايلتفت إلى عواقبه النفسية والمجتمعية المستقبلية.. وهي قيم وقواعد شرقية وإسلامية بامتياز تحثنا معرفتنا بها وبأهميتها إلى التركيز عليها لما لها من عواقب خطيرة على أبنائنا وأجيالنا إن نحن أهملناها.