الشاعر امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي وارث المجد العائلي فوالده ملك وأمه شقيقة الزير سالم أبي ليلى المهلهل صاحب السيرة الشعبية الملحمية وتشير أغلب الروايات التاريخية إلى أنه ولد عام 694 وتوفي عام 445 للميلاد شاعر صعلوك في ثياب أمير صغير فكان الشعر غوايته الخاصة بعيداً عن صيته العائلي التليد فقد لجأ إليه في مجالس اللهو والطرب والصعلكة والشراب بديلاً عن حكايات الملك ودسائس السياسة وألاعيب رجالاتها المحيطين بوالده. وتشير الشاعرة والكاتبة الكويتية / سعدية مفرح في مقالة أدبية عن امرئ القيس في مجلة العربي الكويتية في عددها مارس 2007م بأن الشاعر امرؤ القيس كانت مغامراته العاطفية الكثيرة زاده الشعري والشاعري وميدان شهرته الأول في إطار القبيلة مما أحرج والده الذي سرعان ما أمر بابعاده إلى اليمن منبت العائلة الأول وأضافت الكاتبة الكويتية في مقالها الأدبي تقول : أدرك امرؤ القيس ماهو مقبل عليه فقال كلمته التي خلدت بين مرويات العرب ضيعني أبي صغيراً وحملني دمه كبيراً بعد مقتله على يد بعض المتمردين من بني أسد ومن كلماته المشهورة .. اليوم خمر وغداً أمر. وفي نهاية الأمر كانت أحداث أضافت لسيرة الشاعر الاهي العابث عناوين مريرة بدأت منذ محاولته الأولى لأخذ ثأر والده واسترجاع فردوسه المفقود وانتهت به غريباً يموت بأرض غريبة إثر مرض غريب. ولمحت الكاتبة ان امرأ القيس بدأ رحلة الثأر مقسماً ألا يأكل لحماً ولا يشرب خمراً حتى يقتل من بني أسد مائة ويحزن مائة آخرين وفي سبيل تحقيق هذا القسم الدموي رحل مطوفاً بين قبائل العرب مستنصرها للأخذ بثأر أبيه من بني أسد وأجابته إلى ذلك قبيلتا بكر وتغلب واعانه أفرادهم واوقعوا ببني أسد وقتلوا منهم أكثر مما أقسم عليه الشاعر الثائر ثم عمم وجهه شطر القسطنطينية حيث قيصر الروم حوسنتين طالباً المساعدة لكنه وجدها في شكل خيانة غير مبررة من ملك مغرور وغيور والذي قرر الخلاص منه بوسيلة أضافت لقباً جديداً الى سيرته فصار «ذا القروح» إشارة إلى القروح التي أصيب بها عندما أرتدى ثوباً منقوعاً بالسم أهداه القيصر لضيفه قبل رحيله فقضى غريباً شريداً عن أرضه وأهله ووطنه ولسانه العربي. وخلصت الكاتبة إلى القول : وحين قربت منيته وهو بأرض أنقرة نظر حوله منأى قبراً وحيداً لامرأة غريبة فقال معزياً نفسه وهو يخاطب أطياف تلك المرأة التي توقع أن يكون جارها في المكان بعد قليل أجارتنا أن المزار قريب واني مقيم ما أقام عسيب(*) أجارتنا إنّا غريبان ها هنا وكل غريب للغريب نسيب ومات ليدفن في المكان ذاته وتدفن معه أحلامه العصية في الثأر لأب أضاعه صغيراً وكبيراً أيضاً إلا أن معلقته الشعرية واعتبارها أقدم ما احتفظت به ذاكرة العرب الشعرية أرخت لحقبة كاملة من تاريخ القصيدة العربية تراوحت أبياتها مابين سبعة وسبعين بيتاً واثنين وتسعين بيتاً وفقاً للروايات المختلفة وقد بلغت من الشهرة حداً جعلها مثلاً حتى قيل أشهر من قفانبك يشير المؤرخ اليمني / سعيد عوض باوزير في كتابه الموسوم معالم تاريخ الجزيرة العربية أن الشاعر الجاهلي الفحل قال هذا البيت الشعري في اليمن بقوله : كأني لم أسر بدمون مرة ولم اشهد الغارات يوماً بعندل فمدينتا دمون وعندل مدينتان حضرميتان حيث تنقل بين واحات اليمن وسهولها وفي شرقي الجزيرة العربية. ------------------- *عسيب : اسم جبل بنجد .. انظر كتاب احمد بن الأمين الشقبطي.