اجمع المشاركون والمراقبون لفعاليات مهرجان الحسينية للفروسية والهجن والألعاب والموروث الشعبي الذي أسدل الستار عنه السبت الماضي بمحافظة الحديدة على أن المهرجان هذا العام يعتبر الأفضل قياساً على ما سبقه من مهرجانات الأعوام الماضية. وأكدوا أن إقامة الفعاليات المصاحبة للمهرجان وعلى مدى أسبوع والتي تمثلت في إقامة العديد من الفعاليات الفنية الراقصة التي شاركت فيها أكثر من ثمانية عشرة مديرية بالمحافظة عكست الموروث الشعبي الذي تزخر به محافظة الحديدة. فيما قلل آخرون من منح المهرجان النجاح الكلي مقارنة باسمه الذي حمله وخصوصا الألعاب والموروث الشعبي التهامي بكامل صوره، واعتبروا فعاليات المهرجان ناقصة أشياء كثيرة من الموروث الشعبي لمحافظة الحديدة. الباحث في شئون الموروث الشعبي التهامي تحديداً علوان الجيلاني اعتبر نجاح المهرجان من حيث اهتمام مسئولي الرياضة بهذا التراث الشعبي التهامي بيد أنه أكد أن المهرجان لم يستوعب كافة فنون التراث التهامي ، وأنه لم يستوعب سوى 30 بالمائة فقط من مفردات التراث التهامي. وقال الجيلاني أن استيعاب كل ألوان التراث التهامي يحتاج إلى إمكانيات كبيرة حتى يتم الاستفادة من هذا المهرجان ، وبالتالي نجاحه على أكمل وجه. وأشار إلى أن فقرات كثيرة من التراث التهامي لم يتضمنها المهرجان مثل الأزياء والفنون والموالد ومداحين وشعراء وعادات وتقاليد كانت متعارف عليها كزيارة الأولياء وغيرها من العادات والتقاليد التهامية. وأعتبر الجيلاني أن الاهتمام الأكثر والإصرار على إقامة مهرجان متميز سيفضي في النهاية إلى تقديم مهرجان بشكل هرمي متكامل يستوعب كل الفنون التهامية. مشيرا إلى انه لا يمكن أن يفصل تأريخ المكان وتصوفه وعاداته وتقاليده المتنوعة عن الحالة التي يقدم بها هذا الفن وقت العرض باعتبار أنها أشبه بحلقات مترابطة ،وهو ماتم خلال المهرجان الأخير. واعرب عن أمله بأن يتم الإعداد للمهرجان القادم من وقت مبكر وكذا الاستفادة من المؤرخين والكتاب للتراث التهامي والمعمرين من أبناء تهامة والاستفادة من عاداته وتقاليده المتوارثة ،وسياقه الاجتماعي المنتج له. بالإضافة إلى الاستفادة من المهرجان من النواحي السياحية والترويجية لهذا التراث اليمني الأصيل من خلال سيناريو متكامل يستوعب كافة الفنون التهامية.