شهد تعليم الفتاة في محافظة شبوة تطوراً ملحوظاً وأضحى الاقبال منقطع النظير متجاوزاً العادات والتقاليد القبلية الصارمة التي تحرم الفتاة من الالتحاق بالتعليم وتجبرها وعلى ملازمة منزلها بجهلٍ وأمية..حول هذا الموضوع أجرت «طباشير» اللقاءات التالية.. تعليم متدني الاستاذ عبدالمحسن صالح القباص تحدث قائلاً: الحقيقة أن تعليم الفتاة في المحافظة لم يصل إلى المستوى المطلوب مقارنة ببقية المحافظات الأخرى ،وإذا ما ركزنا على مديرية الروضة بشكلٍ خاص فإن العادات والتقاليد الموروثة مازالت تقف حائلاً بين إكمال الفتاة لتعليمها خصوصاً وأن الكثير مازال معتقداً بل ومؤمناً بذلك المثل القديم..«ليس للمرأة سوى بيتها». واستطرد في سياق حديثه بالقول: إن الكثير من الناس يعدون تعلم المرأة للقراءة والكتابة شيئاً كبيراً عليها خصوصاً وأن أعمال المطبخ وتربية لأولادهما هدفها الأول والأخير وهذه الأمور مجتمعة بالإضافة إلى الاختلاط الدراسي بين البنات والبنين في معظم المديريات انعكست سلباً على التحاق الفتاة بالتعليم ،لكن بالرغم من هذه العراقيل فإن عجلة تعليم الفتاة تمضي إلى الأمام لكن ببطء. إقبال منقطع النظير الأستاذة بلقيس فرج يسلم مديرة مدرسة بلقيس للبنات تحدثت عن تعليم الفتاة قائلة: في الوقت الحالي أصبح تعليم الفتاة جيداً جداً ،حيث إن إقبال الطالبات في ازدياد عاماً عن عام ،على عكس الأعوام السابقة التي كانت تصل فيها الفتاة إلى الصف الخامس على الأكثر ثم تترك الدراسة ،وكانت الأمية بشكل كبير.ولكن في الوقت الحالي قلت حيث إن الاقبال على أشده ليس إلى مستويات دراسية معينة ،ولكن حتى مرحلة التعليم النهائي والجامعي وبنات المحافظة يسعين للالتحاق بالدراسة بكل ماأوتين من إمكانات، متجاوزات العادات والتقاليد المتحجرة ،والظروف القاسية،وقد وصل عدد الطالبات الملتحقات بهذه المدرسة «بلقيس» من الأول الابتدائي إلى الأول الثانوي 811طالبة وأضافت في سياق حديثها: هناك عدة عراقيل تواجه تعليم الفتاة في شبوة منها أن إحدى المديريات لاتوجد بها مدرسة للبنات،وبعض المدارس بعيدة عن المساكن في مديريات أخرى،كما أن الاختلاط في بعض المدارس شكل عائقاً لمواصلة التعليم ،مع العلم أن إقبال الطالبات لا يكون إلا في المدارس الخاصة بالبنات،والمؤهلة بوجود معلمات ثم اختتمت حديثها ناصحةً الفتاة الشبوائية: أنصح جميع فتيات شبوة بمواصلة تعليمهن ،لأن التعليم يعد من ضروريات الحياة ويعمل على الرقي بثقافة المرأة بشكل خاص حتى تفيد نفسها ومجتمعها الذي هو بأمس الحاجة إليها،وكذلك أسرتها ،لأنها تشكل نصف المجتمع،كما أنها تعمل على تعليم أطفالها في المنزل وتنشأتهم النشأة الصحيحة على عكس المرأة الجاهلة والأمية وأتمنى من الجهات المعنية أن تولي اهتمامها الأكبر بتعليم الفتاة. خطوات جبارة الاستاذ أحمد رويس عوض نائب مدير عام التربية والتعليم بالمحافظة تحدث بشكلٍ مفصل ودقيق عن تعليم الفتاة قائلاً: بالنسبة لتعليم الفتاة الذي كان يعاني معاناة شديدة في الفترة الماضية والمؤشرات الاحصائية تدل على الوضع المتدني الذي كان في العام 1990/1991والذي لايتعدى 8%،وهذا الوضع جعل قيادة المحافظة تقف حيال الموضوع بصورة خاصة،وتحلل الوضع،وتتخذ الكثير من الاجراءات الهادفة إلى التحسين التعليمي،وبما يتوافر والإمكانات المتاحة سواءً في جانب التوسع،أو البدء ببعض الخطوات الداعمة لالتحاق الفتاة بالمدرسة أو توفير المعلمة بما يستطاع توفره،ومن بين تلك الخطوات: فتح شُعب خاصة بالفتيات في المدارس التي يتواجد بها أعداد من الطالبات. استغلال الفترة المسائية كمدارس للبنات،وذلك للمدارس التي يزيد عدد شعب البنات عن ثلاثة فصول، وجعل المدرسة تعمل فترتين :صباح بنين ،ومساء بنات،أو العكس ،وذلك سيراً نحو إيجاد مدرسة مستقلة للبنات في إطار المنطقة. - توفير معلمات كلما أمكن ذلك،وخصوصاً للصفوف مابعد الصف الثالث بمدارس البنات ،وبما يتوفر للمحافظة من معلمات بالرغم من محدودية العدد والعمل على بناء مدارس مستقلة للبنات من خلال متابعة جهات كثيرة مانحة ،وجزء من الموازنات المحلية التي سخرت لذلك،وكذا ترميم بعض المدارس للاستفادة منها كمدارس بنات،مع توفير بعض المتطلبات الضرورية لتلك المدارس كالحمامات والأسوار. وبتلك الخطوات كانت بداية الانطلاق نحو تحسين تعليم الفتاة،مع وضع اتجاهات أخرى تطويرية،حتى يتم السير فيها بطريقة تدريجية ،وقد شهد تعليم الفتاة تحسناً ملحوظاً بفضل تلك الخطوات. بتمويل هولندي واستطرد الأستاذ أحمد قائلاً: لقد جاءت الاستراتيجية لتطوير التعليم الأساسي،واعتبار تعليم الفتاة من المحاور الثمانية الهامة،والتي عززت من برامج اهتمامنا بتعليم الفتاة ،وكل ذلك التوجه دفع بالمحافظة للبحث عن مصادر تمويل للبدء ببناء مدارس مستقلة للبنات ،بدءًا بالمدن والمناطق ذات الكثافة السكانية،حيث جرت مناقشات مع كثير من الجهات المانحة،وفي المقدمة الأصدقاء الهولنديون،ومنذ العام 95م وُضعت قائمة احتياجات عاجلة تحتوي «17»موقعاً للبناء والاستكمال للمدارس التي ستكون خاصة بالبنات،وقد جُدولت حسب الأولوية،وبالفعل كانت النتائج مثمرة،حيث نُفذت في البداية احد عشرة مدرسة بنات بتمويل هولندي سواء عبر الدعم المباشر بالمحافظة ،أو عبر السفارة ،وتم تواصل النقاش مع الصناديق المانحة الأخرى مثل الاشغال العامة،وصندوق التنمية مضافاً لذلك الموازنات المحلية بالمديريات والمحافظة ،من خلال إدراج مشاريع في الخطط الاستثمارية بالمحافظة ،وقد حققت تلك النجاحات دفعة متقدمة في تعليم الفتاة،والدفع بها واستمرارها بالمواصلة،وقد حقق الالتحاق نجاحات متقدمة مقارنة بالأعوام السابقة ،وبعد أن عقدت ورشة عمل خاصة بالمحافظة تعنى بتحديد أولويات تطور التعليم بصورة عامة،وتعليم الفتاة بشكل خاص، وكانت منسجمة مع استراتيجية تطورالتعليم الأساسي للفتاة خاصة،وبعد تحديد الأولويات والاحتياجات وضعت خطط تنفيذية سارت عليها المحافظة،وتتابع عملية التنفيذ والبحث عن مصادر التمويل ،وقد حظيت بالفعل باهتمام الجهات المانحة،وحققت الأهداف المرجوة. تطور ملحوظ ويضيف نائب مدير التربية بالقول: بعد انتظام السير في هذا الاتجاه كان لابد من البدء في تحسين الأداء والنوع ،ووضعت خطوات احدثت تحسناً في الأداء حددت في الآتي: العمل على عقد دورات تدريسية للمعلمات في المدارس بتمويل هولندي واستفادت منها 472معلمة. تشجيع الفتاة على مواصلة الدراسة في الصفوف العليا حتى إكمال المرحلة الثانوية لتصبح معلمة ،مع الاستفادة منها في فترة الظهيرة لتغطية بعض الحصص بمدارس البنات للصفوف «13»مقابل حافز رمزي لايتجاوز الأربعة آلاف ريال. العمل على توفير الغذاء عبر برنامج الغذاء العالمي لدعم الطالبات ،وان كانت المحافظة تحصل على نسبة ضعيفة جداً مقارنةً بعدد الطالبات بحيث لايصل إلى 15%من الأعداد الملتحقة بالمدارس ،إضافة إلى بعض البرامج التشجيعية الأخرى كتكريم المبرزات وغيرها. الدفع ببعض الطالبات المتخرجات للالتحاق بكلية التربية شبوة خصوصاً المتواجدات بمدينة عتق،وقد تخرج أكثر من تسع طالبات استفيد منهن كمعلمات. اتباع عملية التأهيل للمعلمات المثبتات لسد العجز في بعض التخصصات ،وبذلك فقد شهدت المحافظة تحسناً في تعليم الفتاة،وخصوصاً في ضوء تقليص فجوة الالتحاق بين الإناث والذكور ،حيث تدل الأرقام إلى ارتفاع نسبة الالتحاق تدريجياً لتصل في العام 2006م 2007م إلى مايقارب 50% وهي تعتبر خطوة متقدمة مقارنة بما كانت عليه في الفترة الماضية،وقد وصل عدد الطالبات الملتحقات في المرحلة الأساسية خلال 2007 2008م 35126طالبة،وفي المرحلة الثانوية 910طالبات. عراقيل ومشكلات واختتم حديثه بإيضاح العراقيل قائلاً: هناك عدة مشاكل وعراقيل نواجهها منها نقص واضح وحاد في المعلمات لعدم توفر درجات وظيفية سواءً ثابتة أو مؤقتة،فالمعلمات في المرحلة الأساسية لايشكلن سوى نسبة 13%من المعلمين بنفس المرحلة ،وهذا يظهر بوضوح العجز القائم ،وهناك برامج التدريب المستمرة ،وقد خطت المحافظة فيها خطوات متقدمة ،ونفذت الدورات المحددة في الخطة ،وتماشياً مع برامج استراتيجية تطوير التعليم الأساسي،إلا أن الحاجة ماتزال كبيرة ،ويتطلب الاهتمام بالمحافظة ،ومساعدتها في تنفيذ الطموحات ،وما تنفذ له من برامج تعليم الفتاة .