توجه الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية صباح يوم الأربعاء الموافق الثاني عشر من شهر مارس.. حيث انطلقت الطائرة الرئاسية الخاصة من مطار صنعاء الدولي مع مقاربة الساعة التاسعة صباحاً في مشوار جوي طويل يبلغ مداه قرابة العشر ساعات بالاتجاه إلى أقصى غرب القارة الأفريقية، حيث تقع العاصمة السنغالية داكار على ضفاف المحيط الأطلسي، وفي نقطة التقاء أوروبا وأفريقيا والأمريكيتين، وفي مفترق أكبر الطرق البحرية والجوية وبعد التوقف في مطار انجامينا العاصمة التشادية. وكان وصول الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية في حوالي الساعة الرابعة من بعد العصر بتوقيت داكار الثامنة والنصف مساءً بتوقيت صنعاء متزامناً مع وصول الكثير من الزعماء والقادة المشاركين في القمة الحادية عشرة لمنظمة المؤتمر الإسلامي ووسط أجواء الحفاوة البالغة والمظاهر الاحتفالية والسعادة الغامرة لدى السنغاليين قيادة وحكومة وشعباً. وكان في استقبال نائب الرئيس رئيس الوزراء جيبوسوماري، وعدد من الوزراء ولجنة الاستقبال إلى هذه القمة التي وصفت بالتاريخية نظراً لمكان انعقادها وزمان ظروفها..وأدلى الأخ عبدربه منصور هادي بتصريح صحفي في مطار داكار عبّر فيه عن سعادته لانعقاد هذه القمة التي ولاشك ستمثل فرصة كبيرة للالتقاء والتشاور بين قادة وزعماء العالم العربي والإسلامي لبحث السبل الفاعلة لمواجهة التحديات الراهنة والتدارس الجاد لمواجهة تلك التحديات التي تواجهها الأمة وفي طليعتها القضية المركزية للأمة العربية وما يواجهه الشعب الفلسطيني من بطش وتنكيل وحرب إبادة منظمة دون رادع من ضمير أو عقل، وكذلك تدارس الوضع السياسي في منطقة الشرق الأوسط وما تتعرض له دوله ومناطقه من مؤامرات تستهدف الأمن والاستقرار. وقال الأخ نائب رئيس الجمهورية في تصريحه: إن مقترحات القيادة السياسية في بلادنا ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية واضحة وجلية إزاء كل ما يجرى.. منوهاً إلى أنه سيدعو في كلمة اليمن إلى اتخاذ قرار يجرم الإساءة إلى الأنبياء والأديان السماوية في إشارة إلى الرسوم المسيئة التي نشرتها الصحيفة الدانماركية السيئة الذكر بحق رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهو خاتم الأنبياء وأفضلهم.. ويوصم من يرتكب مثل هذه الأفعال الشنيعة بالإرهاب وزعزعة الأمن والسلام الدوليين، وهو ما خرجت به القمة وأقرته بعد نقاشات ومداولات كان لوفد فيها اليمن حضور فاعل وحراك مشهود، إلى جانب إقرار الميثاق الجديد للمنظمة بصورة تواكب المتغير ومتطلبات العصر والعولمة. وفي العاشرة من صبيحة الخميس الموافق الثالث عشر من شهر مارس عقدت الجلسة الأولى بصورة علنية بعد التقاط الصور الجماعية التذكارية للزعماء والقادة المشاركين من سبعة وخمسين دولة إسلامية، بالإضافة إلى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون وعمر موسى الأمين العام للجامعة العربية، ووزير خارجية روسيا الاتحادية، وممثل عن الإدارة الأمريكية كمراقبين في المؤتمر غير مراقبين من الهيئات والمنظمات الدولية.. حيث افتتحت الدورة من قبل سري عبدالله بن حاج أحمد بدوي رئيس وزراء ماليزيا، رئيس الدورة العاشرة الماضية لمؤتمر القمة الإسلامي. جرى بعد ذلك انتخاب الرئيس الجديد وأعضاء هيئة المكتب.. وألقى الرئيس الجديد عبدالله واد رئيس جمهورية السنغال كلمة ترحيبية عبر فيها عن سعادته بهذه المناسبة الكبيرة واحتضان داكار للقمة الحادية عشرة لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وعلى هامش المؤتمر التقى الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية برئيس جمهورية طاجيكستان، امام على رحمتوف، الذي أعرب عن تقديره الكبير لمواقف اليمن إزاء مجمل القضايا العربية والإسلامية الدولية.. معبراً عن تطلعه لزيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لطاجيكستان.. مقدماً دعوة مفتوحة لفخامته في أي وقت تسمح به الظروف. جرى خلال اللقاء مناقشة العلاقات المشتركة بين البلدين بصورة ثنائية، وكذلك الوضع على الصعيدين الإسلامي والدولي..واستقبل نائب رئيس الجمهورية، وزير الدولة للشئون الخارجية القطري عبدالله أحمد آل محمود.. حيث ناقش معه المواضيع المتعلقة بأعمال القمة وموقف الوفدين اليمني والقطري إزاء ذلك بهدف تنسيق المواقف لإنجاح فعاليات المؤتمر بما يعزز ويخدم الأمة العربية والإسلامية. كما التقى الأخ عبدربه منصور هادي، بالرئيس الصومالي عبدالله يوسف، الذي أعرب عن بالغ شكره وتقديره لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح لمواقفه الداعمة لأمن واستقرار الصومال، والتفاني في تقديم العون والمساعدة لتحقيق هذه الغاية وفقاً للشرعية الدستورية والديمقراطية وفي طريق تعزيز الأمن في المحيط الإقليمي ومحاربة الإرهاب العابر للحدود والقارات. كما التقى نائب الرئيس العديد من الفعاليات المشاركة في مؤتمر القمة الحادي عشرة في العاصمة السنغالية داكار.. شارحاً وجهات نظر الجمهورية اليمنية إزاء العديد من الموضوعات التي تهم الأمتين العربية والإسلامية.. داعياً إلى اتخاذ المواقف جراء الأخطار وحياكة المؤامرات وزعزعة الأمن والاستقرار الاجتماعي ضد شعوب الأمة العربية والإسلامية. كما ألقيت كلمات ممثلي المجموعات العربية والآسيوية والأفريقية، وكلمة للأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفسور أكمل الدين إحسان.. ومن ثم بدأت جلسات العمل وفقاً للجدول المعد والاستماع إلى تقرير رئيس الدورة العاشرة وتقارير لجنة القدس واللجان الدائمة، واستعراض برنامج العمل العشري.. تلى ذلك جلسة بعنوان «أي شراكة اقتصادية للأمة»، وجلسة أخرى بعنوان «المعرفة في الأمة الإسلامية» ومناقشة عامة حول الموضوع.. وبعد ذلك جرى إعلان المساهمات الطوعية واعتماد الميثاق المراجع للمنظمة وكذلك اعتماد وتقرير الاجتماع الوزاري وقرارات رؤساء الدول والحكومات. وفي هذه الأثناء ألقى الأخ عبدربه منصور هادي كلمة اليمن إلى المؤتمر، والتي قوبلت بالترحيب الكبير لما احتوته من مقترحات وآراء صريحة وواضحة، منطلقة من النهج الميداني التي تنتهجه اليمن في ظل قيادة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، والسياسة الثابتة المنطلقة من القناعات المرتكزة على الثوابت الدينية والوطنية والقومية والإسلامية. الجدير بالذكر أن القمة الإسلامية الحادية عشرة قد تميزت باتخاذ قرارت محورية ذات بعد سياسي واقتصادي ينقل الواقع إلى آفاق مستقبلية أفضل من حيث مجابهة المكائد والدعايات المغرضة ضد الإسلام الحنيف والعالم الإسلامي ومحاولات إلصاق الأعمال الإرهابية، التي تتبناها عناصر ظلامية، بالإسلام.