يداعب بأنامله الرقيقة فرشاة الرسم ، متنقلاً بين الألوان المختلفة، قال إن بينه وبين جميع الألوان علاقة خفية وآسرة .. اختار طريق الرسم منذ نعومة أظافرة، ومايزال سائراً في هذا الطريق، معتمداً على نفسه منذ ما يزيد عن العقدين من الزمن. محمد مسلم الفنان التشكيلي الذي لا يحمل شهادة في الفنون التشكيلية من أي معهد أو أكاديمية فنية لكنه يحمل بإحساسه المرهف وفرشاته المبدعة بذور ومقومات الفن الجميل الخلاق .. لم يتعلم أسرار ومبادىء الفن وحرفة الفنانين التشكيليين من أحد فهو معلم نفسه كما قال. كل من يلقي نظرة على أعماله سيقتنع بموهبته، فإلى جانب رسومه على اللوحات القماشية والزيتية والورقية، بدأ حالياً الرسم على الجدران المنزلية من خلال نقوش زخرفية عالية الإتقان وبأحجام كبيرة ، معتمداً باقةً من الألوان الزاهية التي ابتكرها . كان يحاول أن يتلقى أجوبة على أسئلته عن الفن التشكيلي، وكان يتعطش للمعلم الفنان كالظمآن للماء، لم ييأس رغم الأعاصير التي واجهته في مشواره الفني؛ لأن بينه وبين لوحاته وفرشاته وألوانه حد قوله - حب وعشق أزلي، والآن وقد أتي الوقت الذي أكمل فيه العقد الرابع من عمره، سن التميز والرشاد لايزال يشعر بالوجد نفسه. يتمتع بطاقة كبيرة للإبداع والسعي لكل ماهو هو أجمل وأفضل، ستجد نفسك وأنت تنقل النظر بين لوحاته أن بإمكانه تقديم الكثير إذا وجد من يدعمه ويأخذ بيده ليطلق إبداعاته ومواهبه الفنية .. فهو ما يزال حتى الآن يبحر في محيطه كما قال ويتوق الإبحار إلى المحيط الخارجي. عن بدايته يقول محمد مسلم إنه بدأ يداعب فرشاة الرسم من الفصل الدراسي كهاوٍ منذ مايزيد عن 25 سنة ، حيث كانت تسند إليه ادارة المدرسة عمل الرسومات في المجلات الحائطية للمدرسة، ومساعدة المدرسين في عملية الرسم . وأكد مسلم أنه لم يتتلمذ على يد أحد، وأنه أستاذ نفسه، وكان يتعطش للمعلم الفنان عطش الظمآن للماء، وقد حاول الاندماج مع الرسامين من أهل الخبرة في الرسم والفن التشكيلي من أجل أن يتعلم لكنه لم يلق يد تمتد إليه لتسانده في بداية مشواره، إلا أن اليأس لم يتسرب إلى نفسه بل على العكس من ذلك تولد بداخله روح التحدي والاعتماد على الذات، وواصل هوايته معتمداً على نفسه يدفعه في ذلك حبه للرسم، وفي كل مرة ومن فترة إلى أخرى كان يلمس تحسناً في رسوماته . وفي فترة من الفترات مع اشتداد ظروفه المعيشية هجر الفرشاة والألوان ، وتفرغ للوظيفة لأعوام لكن بعد هذه القطيعة الطويلة لمعشوقته شعر بالحنين إليها فعاد إليها من جديد وأخذ عهدًا على نفسه ألا يهجرها مرة أخرى، وبالفعل ما يزال على وعده حتى الآن. شارك مسلم في العديد من المعارض الداخلية التي أقيمت أبرزها في العيد الفضي لليمن، شارك بلوحتين طافتا مع اللوحات التي عرضت في أحد المعارض أكثر من محافظة بالجمهورية، وكذا في معرض الخيول للفن التشكيلي وأمنيته الكبرى وحلمه الأكبر أن يشارك بلوحاته على المستوى الخارجي . قال إنه لم يتأثر برسام بعينه، ولم يحاول الانضواء تحت لواء أي مدرسة من مدارس الفن التشكيلي المعروفة .. مؤكداً أنه قادر على أن ينشط ويبدع أكثر بعمله الفني اذا ما تلقى الدعم والتبني لأعماله، طالما وأن لديه الطاقة والقدرة على العمل والإبداع . وذكر مسلم أنه يعتمد في معيشته وتكاليف لوحاته على ما يحصل عليه من عوائد لوحاته التي يبيعها بصورة فردية لأشخاص وبمقابلها يقوم بشراء أدوات الرسم . ووصف العلاقة بين الفنانين المبدعين والمبتدئين بأنها علاقة جفاء .. مشيراً إلى أن الفنانين المبدعين أو ما يسميهم المبتدئين أساتذة يعيشون كلٍ في دائرته المغلقة عليه وحده ولا يحبون الاندماج مع الآخرين، أما المبتدئون الذين مازالوا في بداية الطريق فلا يوجد لديهم سند أو معلم يرشدهم في وقت هم بأمس الحاجة الى ذلك، كما تعوزهم الفراشة والألوان والورق، وعندما يفشلون في توفير ذلك يشعرون بالإحباط . وعن رأيه في غياب معهد أو أكاديمية للفنون التشكيلية قال : الحكومة لديها القدرة على تبني ذلك، ويجب عليها أن تهتم بهذا الجانب ، ويلزم تعاون كل الجهات المعنية على الأقل لإنشاء معهد بسيط للفنون التشكيلية .