إلى العطاء اللامتناه..إلى أمي..بعد ماذا؟ كان يجب أن أكون الآن عند قدميك..أعلن مرسوم الولاء والطاعة لك!..أقبل جبينك الطاهر..وأضل محتفياً بك..علِ أكفر عما أقترفته في حقك منذ سنوات طوال!.. أمي... هذا الجسر من الحنان.. هذا الإمتداد من العطاء اللامتناه.. لماذا قصرتُ كثيراً في حقك؟!!.. لماذا لم تحملي عصاك كما كان بفعل أبي..لتؤكدي حبك لي ؟!.. كنت ابكي كثيراً..وما زلت..حين أراك مكسورة الخاطر!.. كان علي أن أدرك مبكراً..حجم قلبك..وكان علي أن لا أكون عاقاً بما فيه الكفاية!!. هل يجب أن أبكي اللحظة لتدركين مدى ما أحمله لك من حب..وما أحمل من تأنيب لضميري الميت!!.. أمي... الحياة تبدو قبيحة كما لا يجب..! وأبدو وحيداً وأنا - بعيداً عنك- بين جموع من الأجساد الخاوية.. وقلوب تفتقد للكثير من العطاء..لتعطي!.. الضوء لم يعد..يشرق في عينيَ!. الليل يمتد حتى لا أرى سوى وجوه من رماد!..وأخرى ترتدي أقنعة الزيف..لتبدو أكثر جمالاً!.. سحابة من الشوق..تغطي أفياء روحي..لأحلق في فضاءاتك كل لحظة!!..لأتسرب إليك..لأأتيك إلى حيث يقطن قلبي..إلى حيث أنت تجلسين..بعيداً عني..وقريباً من شغاف القلب!.. أمي... فقط هنا..أدرك حجمك الكبير..وأدرك أنك أمي!!.. أدركت ما لم أدركه من سنوات..حين تفتحت عيناي لأراك أمامي تبتسمين لي..وأجد نفسي متعلقاً بك..ومفضلاً إياك على من حولك..! لستِ مدرسة يا أمي..بل أنت عالم بأكمله..وأكاديمية تعلمني كيف أكون إنساناً كما يجب!!.. عالم من الحب.. عالم من العطاء.. عالم من الود.. وعالم من الشجن.. كل عام وأنتِ أمي.. أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي.. ولمسة أمي!! وتكبر فيَ الطفولة يوماً على صدر أمي!! وأعشق عمري.. لأني إذا مت أخجل من دمع أمي!!. خذيني أمي..إذا عدتُ يوماً لهدبك.. وغطي عظامي بعشبٍ تعمد من طور كعبك.. وشدي وثاقي بخصلة شعرٍ بخيط يلوح في ذيل ثوبك.. عساني أصير"إلهاً" إذا ما لمست قرارة قلبك.. أمي..أمي ..أمي!! مقطع من أغنية لمرسيل خليفة[email protected]