في أول سطر من سفر ابتداء الحنين إليك اعترف بأني مشنوق منذ سنين على بوابة الابتداء ،أقرأ أن طغيان طيفك المعبأ بالحنين يملئ فضاء روحي بهجة وسعادة وأصير طيراً يطارد طيفك يشتاق إلى شم عبيرك الأنثوي، أصبح في لحظات الاشتياق والاشتهاء معاً مأسوراً من شدة تأثيرك واستسلم لطغيان طيفك لساعات طويلة ما أروعه طيف يسامرني في وحدتي وغربتي القاسية، وما أروعه حان علي يطرني كلحن شجي يعطر أوقاتي بأريج الروح وإكسير التجدد. وعند بوابة الابتداء إلى الحنين واللوعة تصيرين قافية عصية على الاكتمال وموسيقى لمقطع شعري وتفعيلات غير مكتملة أو غير مختمرة في الوجدان ، حينها تتحولين إلى فكرة غير جاهزة للانطلاق في سفح أوراق بيضاء أو زرقاء أو بنفسجية لا فرق بينها سوى أنك حروف نافرة تتطاير مبعثرة هنا وهناك . وحين أقلب صفحات سفر ابتداء الحنين أكون أنا المشنوق على مقصلة اللوعة والاشتياق، ما أشقاني أنا المعذب في حضور طغيان طيفك وما أسعدني في الوقت نفسه وأنا أتهجا أول الحروف في كشكول ذكرياتي معك مذ بدأت أحبو في مروجك الخضراء وأتعلم الخطو في حديقتك المملؤة بمزهريات الورد . ربما تدركين ذات يوم أني مذ دخلت بحرك وأنا أحاول تطبيع علاقاتي مع خارطة جغرافيتك لكني كلما قطعت شوطاً في التطبيع أجد أنها عصية تقاوم محاولاتي وتغتال كل مبادراتي . كلما حاولت الاقتراب من حدودك المسيجة بالأسلاك الشائكة والحواجز الإسمنتية والأعمدة المكهربة أجدني في مرمى الاغتيال فأعود ثانية إلى صحرائي أفتش في جيوب القلب وأخاديد الذاكرة عن قرار شجاع بالاقتحام عندها فقط يصبح مثل هكذا قرار نوع من المغامرة والمقامرة معاً، لأننا في لحظة اللاقرار ندرك أن أضابير اللوعة والاشتياق لاتسعفنا بالشجاعة التي تصبح حينها تهوراً وهنا يصبح الحب والاشتهاء نقطة ضعفنا. وأمام حواجزك الإسمنتية وحدودك المكهربة تصبح الجفرافيا جلاداً يتعقبني بالويل والثبور وعظائم الأمور وتصبح حياتي مهددة بالاغتيال وكلانا بعيد يا حبيبتي رغم قربنا من بعض فمن أجل روعة الاشتياق لك أن تختاري ما شئت من الرجال ولي أنا أن اختار ما شئت من آهات الفراق والبكاء بصمت بدموع أو بغير دموع . سأظل أموت كل ليلة مرتين في الأولى لأني أراك طيفاً يسامرني وفي الثانية لأنك أمنية غير قابلة للتحقق. سأظل ألملم ذاكرتي المبعثرة فوق حواجز الجغرافيا القاتلة أرنو إلى طير مسافر يحمل بقايا من طيفك وعبيرك الأنثوي كل الوجوه أمامي تذكرني بك صباح مساء وأوراقي وكتبي ومسودات قصائدي من دون صوتك الحنون وابتسامة من عينيك تصير دبابير تنهش جسمي وحتى فراشي يصبح جنازة أنام عليها بانتظار إعلان بيان نعيي نعم يا حبيبتي أنا ما زلت وسأظل أحبك رغم جغرافيتك الملغمة العصية على الاختراق و ستدركين يوماً بان وقوفي في منطقة اللاقرار ليس ضعفاً مني بل خوفاً عليك