وكيل محافظة شبوة : المنظمات الدولية تخلت عن التزاماتها تجاه اللاجئين وبلادنا أصبحت تتحمل العبء الكبير لتقديم الرعاية الإنسانية لهم دعا الأخ محمد عبدالله الكبسي, وكيل محافظة شبوة لشئون المديريات الشمالية الغربية الضمير الإنساني الدولي الوقوف بدعم اليمن في تحسين ظروف اللاجئين الصوماليين والتعاون مع بلادنا لإيجاد حلول ناجحة لا آنية أو محدودة وإنما دائمة ومستمرة طالباً المجتمع الدولي أن يقوم بواجباته تجاه النزوح المتزايد من اللاجئين الصومال وغيرهم من القرن الإفريقي إلى بلادنا. مشكلة إنسانية وأوضح الأخ محمد الكبسي وكيل محافظة شبوة في حديثه ل«الجمهورية»: بأن ظاهرة نزوح اللاجئين الأفارقة إلى بلادنا أصبحت مشكلة إنسانية أخلاقية قانونية تنموية سياسية يجب أن نقف أمامها وقفة جادة وصادقة ليس في وسائل الإعلام فحسب، وإنما بالبحوث والدراسات لأنها تستحق ذلك وتستحق الرؤية الصحيحة للمعالجة، وهذه الظاهرة لا يقتصر أثرها الاجتماعي والسياسي والأخلاقي والإنساني والصحي على محافظة شبوة فحسب وانما يشمل اثرها على اليمن ككل وبالذات المحافظات الساحلية، طالما ونحن نتحدث عن هذه الظاهرة وأثرها يجب أن نضع النقاط على الحروف من خلال والواقع طرق المعالجة حيث إن هذه القضية بحد ذاتها قديمة حديثة، ونتيجة للأوضاع التي تعيشها الصومال، ويعيشها القرن الافريقي عكست نفسها على الهجرة والنزوح. التزامات اليمن تجاه الهجرة الإفريقية وحول ما تتحمله السلطات المحلية في بلادنا من أعباء لتحسين ظروف اللاجئين يضيف الكبسي في ذلك قائلاً: صحيح أننا مرتبطون باتفاقية دولية لشئون اللاجئين عام 1951م وأيضاً البروتوكول المكمل لها في 1967م ولذلك فإن هذه الاتفاقية تلزمنا إلزاماً دولياً في الاحتضان والمعالجة، لكن لم نوقع على هذه الاتفاقية لوحدنا وعلى الدول المانحة، وعلى الدول المهاجر منها ، وعلى هذه المنظمات الانسانية والاخلاقية والخيرية أن تسهم مساهمة فاعلة في احتواء هذه الهجرة وتوطينها ومعالجة ظروفها وهنا قد يقول قائل: لماذا في هذه اللحظة نتحدث عن هذا الموضوع وهذه الظاهرة؟ والاجابة إن الحديث عن ذلك قديماً حديثاً، نوقشت في مجلس النواب، وكذلك في وزارة المغتربين، بالاضافة إلى وزارة الخارجية ومجلس الشورى وكثير من الجهات الرسمية المنتخبة والمعينة والأساسية ناقشتها، ولكن ثقل هذه الظاهرة على اليمن ثقل كبير.. فلا منظمة غوث اللاجئين قادرة وحدها على معالجة هذه القضية ولا منظمات المجتمع المدني ولا الجهات الرسمية قادرة على معالجتها وحدها بانفراد، إذ إن معالجة هذا الأمر يحتاج إلى جهود مشتركة من الدول المانحة والمنظمات الانسانية ، ومن الدول التي تهاجر منها هذه العناصر لأننا أمام تحد كبير.. اذاكان في نظر البعض سهلاً فهو في نظرنا كمسئولين في محافظة شبوة شيء مقلق ومخيف لا من عمله الانساني والأمني الذي نقوم به والالتزام بالقوانين والأنظمة والمعاهدات الدولية .. لكن هذه الظاهرة تشارك أبناء اليمن في العبء الاقتصادي واحتياجاته وأثرت سلباً على الجانب الصحي من أولئك المهاجرين الذين يحملون معهم الأمراض والفيروسات وحمى الضنك والإيدز، كما ان هذه الظاهرة أضحت لها جوانب أخرى متعددة انسانية واخلاقية وصحية وعلمية وسياسية واقتصادية فعندما نقول: إننا وضعنا النقاط على الحروف بالاهتمام بهذه الهجرة يجب أن نأخذ ذلك بكل الأبعاد والخلفيات خصوصاً من تلك الدول التي تنبعث منها هذه الهجرات مقدرين ما تعانيه هذه البلدان التي يجب معالجة مشاكلها التي ليست على كاهلنا فحسب رغم أن القيادة السياسية الممثلة في فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله قد بذلت جهداً كبيرآً حيث إن فخامة الرئيس من خلال تواجده في أي محفل دولي إلا ويدعو إلى ضرورة حل المشكلة الصومالية والمشاكل في القرن الافريقي لانعكاساتها الانسانية على أبناء هذه الدول ولحملها الثقيل الذي نعاني منه بسبب ازدياد اعداد اللاجئين. أعداد غير حقيقية وأضاف وكيل المحافظة بالقول: أود القول إلى أنه تغيب عنا الدراسات بالاعداد الحقيقية ويغيب الأداء الصادق لمنظمة غوث للاجئين في تحسين وضعهم فهي فقط تهتم بالتسجيل والإعانات البسيطة التي تفوق حجم قدرتها والدول المانحة لم تهتم بهذه الظاهرة ولم تقدم لليمن ما يجب تقديمه وفق ما أعلنته الاتفاقية والبرتوكول والقوانين المناطة لحقوق الانسان وحقوق اللاجئين والمشردين في العالم ، ونحن في اليمن بشكل عام وفي شبوة بشكل خاص نئن أنيناً لايسمع من كثير من الجهات الدولية، لا من الدول المانحة ولا من المنظمات الانسانية ولا من الدول التي يهاجر منها هؤلاء ولا من الأمم المتحدة والمنظمات المسئولة عن رعاية وحماية هؤلاء اللاجئين لماذا؟.. لأننا نتحمل العبء الأكثر لأن العدد تجاوز مايعلن في الجرائد الرسمية وتجاوز مايقال من المنظمات المهتمة، وفي اليمن مايزيد عن ثلاثمائة ألف إلى أربعمائة لاجئ يحتاجون إلى عناية ورعاية صحية انسانية واجتماعية ويحتاجون إلى أماكن ايواء وإلى مدارس وغذاء ودواء وكثير منهم نتيجة لعدم الاهتمام يموتون وتأكلهم الأسماك في البحر نتيجة للتصرفات اللا انسانية التي تقوم بها المجاميع المهجرة لهم، أوالتي تنقلهم من دولهم وبالذات الصومال إلى السواحل اليمنية، ومن خلال ذلك تحصل التجاوزات الكبيرة التي يندى لها الجبين بأن يرموا في أماكن بعيدة في عرض البحر الذي يبتلعهم وأنت وأنا نسمع ماتنشره وسائل الاعلام ما بين فينة وأخرى بأن البحر قد قذف بأكثر من أربعين إلى مائة جثة إلى الشاطئ وأيضاً انقلاب الزوارق التي لا تصلح للنقل وما هؤلاء السماسرة الذين يقومون بهذه الأعمال وعصابات التهريب للاجئين في الصومال الا دليل واضح على ما نقول وهذا يجعلنا نهتم بالموضوع اهتماماً انسانياً واخلاقياً ودينياً من أجل ايجاد الحلول الناجحة للمعالجة لأن المعالجة لن تأتي من طرف بعينه، واليمن وحدها قامت بعملها الانساني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى من حيث الايواء.. كما قامت بتحسين أحوال شئون للاجئين والتسجيل والابلاغ وطرحت هذه القضية في المنتديات الدولية المهتمة بحقوق الانسان وعقدت الندوات ونشرت ونوقشت في البرلمان ومجلس الشورى ووزارة حقوق الانسان ووزارة الخارجية الا أن الجهات المسئولة عن الإغاثة مقصرة تقصيراً كاملاً.. والعناء يقتصر على اليمن.. لماذا؟ لأنها ملتزمة بالاتفاقيات الدولية والبرتوكولات الموقعة فيها، ولأنها تعمل بضمائر انسانية وأخلاقية بتوجيهات القيادة السياسية المتمثلة في فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وكما أسلفت قبل لحظة بأن منظمة غوث اللاجئين غير قادرة وحدها أن تحل مسألة هؤلاء اللاجئين ولا الدول المانحة قادرة أن تحل هذه المشكلة بقدرما تخفف قليلاً منها ولا اليمن قادرة أن تتحمل أكثر من قدرتها فقد صرفت من قوت أبنائها لهؤلاء وعالجتهم من المستحقات الصحية لأبنائها، وشاركت في العمل ونافست رغم البطالة الموجودة لدينا، ونعرف أن الجانب الانساني يفوق بعض الجوانب الا أننا نعاني معاناة صادقة واضحة وهذا الأمر يحتاج إلى مؤتمر وإلى بحوث وإلى الضمير الانساني الدولي الذي يدعم اليمن لإيواء هؤلاء اللاجئين وحل مشكلتهم والتعاون مع بلدنا لإيجاد حلول ناجحة لا آنية أو محددة وانما دائمة ومستمرة ونحن لا نستطيع لمن خدمناهم في المعسكرات من متطلبات الحياة ولا نستطيع اغلاق المنافذ أمام هذاالكم من المهاجرين ، لغلبة الجانب الاخلاقي والانساني بالاضافة إلى الالتزام الدولي بالبروتوكولات ولكننا نطالب ونناشد من هذا المكان من شبوة أننا نعاني معاناة كبيرة ونطالب المسئولين عندنا بالاهتمام وهم الحمد لله مهتمون ونطالب المجتمع الدولي أن يقوم بواجباته وقد عملنا بحوثاً وتصوراً للحلول وعندنا دراسات من أجل تخفيف المعاناة لهؤلاء وتخفيف العبء على الجمهورية اليمنية من هذه الظاهرة التي هي مسئولية المجتمع الدولي ككل. القيام بالواجب وزيادة وعن الجثث التي يقذف بهاالبحر إلى الشاطئ تحدث قائلاً: كما تعرف الجهات الرسمية من مجلس محلي ومن منظمات مجتمع مدني ومن مواطنين ومن حكومة تقوم بواجبها حيال هذه الظاهرة مع الأحياء والميتين بقدر امكاناتها المستطاعة وعندنا توجهات متواصلة على أن لا نهمل الجانب الإنساني في هذا ونقوم به سواء كانوا من أفراد القوات المسلحة الذين هم الخط الأول في الحدود البرية والبحرية، أو من أبناء المنطقة الذين ينزلون فيها، أو من أي جهة مهتمة بهذا الجانب فتقوم بواجباتها وفق التوجيهات من القيادة السياسية في معالجة مثل هذه الأمور ، لكننا نؤكد ونقول إن هذه الظاهرة فاقت إمكاناتنا ونحتاج إلى اهتمام دولي مع العلم أن المفوضية لشئون اللاجئين مقصرة بماأعطاها وخولها البروتوكول والاتفاقيات والمسئولية المباشرة.. وهي مقصرة في أشياء مع العلم أن قلة الإمكانات من الدول المانحة لهذه المنظمة هي التي جعلتها مقصرة في عملها ولكن واجبها يقتصر على القيد والتسجيل وبعض المعالجات البسيطة والظاهرة بحد ذاتها تحتاج إلى معالجات كاملة من استيعاب وايواء ودواء ودراسة وصحة ونقل وتحقيق حياة حرة كريمة، وهذه العبارة الأخيرة تحتاج إلى عدة مطالب ليس للمهاجر فقط، ولكن لكل فرد في هذا المجتمع. الجانب الإنساني هو الأهم وعن زيادة نزوح اللاجئين الأفارقة خلال العام الحالي قال: الجانب الانساني كما قلت مسبقاً طغى على الجوانب الأخرى ونتيجة للمعارك الدائرة في الصومال وبعض دول القرن الافريقي هي السبب الأساسي في نزوح هؤلاء عن ديارهم، ونتيجة للكوارث والجفاف خلال هذاالعام وازدياد الحروب أدى إلى ازدياد هذا الكم من المهاجرين، ونحن في اليمن تربطنا اتفاقية دولية مع الصومال «منظمة غوث للاجئين الصومال» غيرها ليس عندنا اتفاقية ولسنا ملزمين، لكن الجانب الانساني، والتوجيهات القيادية من القيادة السياسية طغت على الجانب الإجرائي القانوني ويحتاج هذا الأمر إلى معالجة شاملة اما المنع أو التقليل منها يحتاج إلى عدة إجراءات منها تخفيف المنبع، والاتفاق مع المهجرين والنشاط الدبلوماسي. تأثيرات سلبية متعددة وعن التأثيرات السلبية الناتجة عن هؤلاء النازحين تحدث الكبسي بالقول: التأثيرات متعددة منها الصحي لمن يحمل أي فيروس »نقص المناعة المكتسبة« وغيرها من الفيروسات الخبيثة التي تخلو اليمن منها، لأن البعوض الناقل موجود .. عندنا بكثرة.. وسريعآً ما ينتقل المرض كما حصل قبل عام في مديرية بيحان من حمى الضنك.. ومديريات أخرى استفحل بها الإيدز، فالمرض مكتسب وموجود.. لكن المكتسب أو المنقول عن طريق عدد اللاجئين أعتقد أنه من النسب الكبيرة ولا تقارن بما كان موجوداً من إصابات محدودة هنا وهناك قبل نزوح الأفارقة، وفي الجانب الاجتماعي والأمني اننا نحرج بأن تكون اليمن منطقة ايواء.. محدودة ثم ينتشروا منها إلى مناطق أخرى وهذا يؤثر سلباً بين العلاقات ويعتبر منطق الانتقال الأخير هو مصدر ازعاج للدول المجاورة وبالذات المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى ، ويسبب ذلك حرجاً لنا نحن في غنى عنه، وايضاً الجرائم نجد أن هؤلاء النازحين قد جاءونا بأساليب اجرامية جديدة لم تكن اليمن معتادة عليها، كما انهم نافسوا عمالتنا المحلية في الزراعة والشركات والنظافة مع العلم أن لدينا بطالة في شبوة وبدأوا ينافسون في لقمة العيش بأسعار رخيصة مما زاد علينا العبء أكثر في جانب البطالة وعندما تعول اقتصادياً وسياسياً وأمنياً وأخلاقياً وأنا اشدد على هذه الكلمة الأخيرة من اصابات بالأمراض ، وعدم التقيد بناموس المجتمع اليمني في التزاماته الأخلاقية. ضرورة تكاتف الجميع واختتم وكيل المحافظة حديثه بالقول : أتمنى أن كل مسؤول منا سواء في منظمة الغوث أو مسئولين تنفيذيين في محافظة شبوة والمحافظات الساحلية ، أو في اليمن بشكل عام والدول المانحة والمنظمات الإنسانية ، ومنظمات المجتمع المدني أن يقوم كل واحد منا بواجبه نحو هذه الظاهرة لكي تحقق النجاح ، حيث لا نستطيع بإنفراد أن نجد الحلول إذا لم يكن هناك تعاون من كل الجهات في ايجاد المخارج وفق الدليل الذي اعدته الأمم المتحدة ، والذي يوضح حق اللاجئ ، ومنطقة اللجوء ، واسباب اللجوء، ويتطرق الى طرق المعالجة ، ويؤكد التزامه بالمعاهدات والاتفاقيات والبروتوكولات الدولية التي قيدتنا وتحملناه وحدنا ، مع العلم أن هذه المسئولية أمانة أمام الله وأمام الأخلاق .. وأمام المجتمع ، وأمام الضمير العالمي.