قبل أكثر من اربع سنوات أي في مارس2004م كان الأخ عبد الرحمن الأكوع باعتباره وزيرا للشباب والرياضة آنذاك قد تحدث الى منتخب ناشئي كرة السلة(في السودان) عن خطوات تقوم بها وزارته بالتعاون مع الحكومة مجتمعة للعمل على إصدار لائحة لصرف مرتبات شهرية ودرجات وظيفية دائمة للاعبي المنتخبات الوطنية في كل الألعاب الرياضية، لكن الوقت مر ومنذ ذلك الحين وحتى بعد مغادرة معاليه كرسي الوزارة لم يتغير شيء و الحلم لم يتحقق بعد وأظنه بعيد المنال في ظل صمت أهل الشأن في وزارة باتت تتسع لعدد من الوكلاء دون فاعلية تذكر حتى الآن على الأقل باتجاه تحقيق حلم مثل هذا سيكون له الدور الكبير في رفع مستوى الرياضة. وقبل اقل من شهر تابعنا كتابات تتحدث عن وعد رئيس اتحاد كرة القدم للاعبي المنتخب برفع رواتبهم الى(50الف ريال شهرياً)، اشك في أنها ستدفع لهم شهريا وبشكل منتظم لأنها تعتمد فقط على دعم الصندوق للاتحاد وغير مقرة في ميزانية الدولة كما سمعنا هذا العام حديث عن منح لاعبي منتخب الطائرة عشرة آلاف ريال شهريا مع ان المنتخب غير موجود منذ اربع سنوات واعتقد أنها لم تصرف بعد!! كما نسمع بين الحين والآخر عن اتحادات توفر من مخصصاتها بعض المبالغ للاعبي منتخباتها حتى لا ينقطع حبل الود بين هؤلاء اللاعبين وألعابهم وتفقد تلك الاتحادات مبررات سفرها للمشاركات الخارجية ومقومات وجودها محلياً. ورغم الحديث عن تلك المبالغ وتسميتها بالرواتب التي يبلغ أكبرها(250$) في منتخب الكرة وفق وعد العيسي واقلها(50$) في بعض الألعاب فإنها تبقى مجرد مبالغ غير دائمة وغير منتظمة حتى تغلب خيار التفرغ للعب على خيار البحث عن مصدر دائم للقمة عيش كريمة،لأنها لا توفر حتى الحد الأدنى في هذا العصر الذي يطحنه الغلاء محليا وعالميا. وانطلاقا من مسئولية فرضتها عليّ الصدفة التي جعلتني شاهدا على وعد الأخ عبد الرحمن الأكوع المشار اليه بعاليه فاني قد كتبت خلال السنوات التي مضت بعد الوعد مذكرا به كثيراً، ووصل الأمر الى ان طلبت من بعض معاوني الوزير تحريك الأمر هناك على طاولة الوزارة باعتبارهم أهل اختصاص، رغم تحفظهم على الطلب فقد كنت احصل منهم على الموافقة، تحفظات نجمت من كبر المبلغ الذي قال عنه الأخ خالد صالح حسين مدير عام النشاط في الوزارة انه قد يصل سنويا حوالي500مليون ريال دون ان يشرح لي كيف حسبها!!!!،والمؤكد الظاهر ان لا احد وفى بوعده!! ولأن لاعبي المنتخب هم المعنيون برفع راية الوطن في المشاركات الخارجية كهدف تسعى له الوزارة والبلد عموما فإنه لابد أولا من العمل على طمأنة أسر كل لاعبي المنتخبات الوطنية المشغولة بالبحث عن مصدر عيش دائم حتى يتفرغ اللاعبون للرياضة ببال مطمئن... نعم كيف يمكن ان نضمن للاعبي المنتخبات على الأقل مصدر دائم للعيش لهم ولأسرهم، وهذا مايدفعني للكتابة في ذات الموضوع مجددا لأذكر أهل الاختصاص وأطالبهم ومعهم كل من هو قريب من معالي الوزير حمود عباد وزير الشباب والرياضة ودولة الدكتور علي محمد مجور رئيس الحكومة العمل على إقناعهم بأهمية الإسراع في اعتماد لائحة توفر للاعبين مرتبات شهرية معقولة من وظائف دائمة وبدرجات ترتفع بالترقيات مع الوقت ومع مستوى التأهيل العلمي لكل لاعب أو حتى الانجازات المحققة بشكل يضمن لهم لقمة العيش هم وأسرهم ويساعدهم في التفرغ لرفع راية الوطن في المحافل الخارجية.. فمبلغ(500مليون ريال سنويا) قد يكون مبلغا كبيرا جدا وفق إمكانياتنا المحلية لكنه بالتأكيد صغير أمام ما يمكن ان تقدمه الرياضة للوطن من انجازات.