لم تتعلم فاطمة صالح القراءة والكتابة إلا عندما بلغت الخامسة والأربعين من العمر.. وعن ذلك قالت: "كنت كلما رأيت شيئاً مكتوباً رغبت في قراءته، ولكنني كنت أعجز عن ذلك، لم أكن أعرف حتى كيف أكتب اسمي، أما الآن فأشعر بأنني قد ولدت من جديد". وترى فاطمة أن تعلم القراءة والكتابة مهم لكل امرأة تطمح لأن تكون عضواً فاعلاً في المجتمع.. وأعربت عن أسفها لعدم تمكنها من تقديم المزيد من المساعدة لأطفالها بقولها: "كان أطفالي يطلبون مني مساعدتهم في حل واجباتهم المدرسية ولكنني لم أكن أستطيع ذلك". وبالرغم من أن أسرة فاطمة لم تسمح لها بالذهاب إلى المدرسة عندما كانت طفلة، إلا أن أطفالها الخمسة جميعهم ارتادوا المدارس وأصبحت ابنتها معلمتها. وتعيش فاطمة في منطقة سنحان بصنعاء التي تحتضن 50 مركزاً لمحاربة الأمية بدعم من منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونسيف).. وتقدم هذه المراكز خدمات محو الأمية لأكثر من ألفي سيدة، كجزء من مشروع اليونسيف لتعليم الفتيات.. ويبلغ التمويل الإجمالي لهذا المشروع نحو 5 ملايين ريال يمني (23600 دولار تقريباً). كما يوجد 39 مركزاً لمحو الأمية في أبين والحديدة ولحج، تقدم خدماتها لحوالي ألف سيدة أمية.. وتم افتتاح جميع المراكز في سبتمبر أيلول 2006م ومن المتوقع أن تستمر في عملها حتى سبتمبر أيلول 2008م. وفي محافظة ضالع تم افتتاح ستة مراكز أخرى في شهر يناير كانون الثاني 2008م لتعليم 129 سيدة.. ويعتمد المنهج الدراسي المتبع في جميع المراكز على ما يتم تدريسه في المدارس الحكومية. ووفقاً لمسؤولي اليونسيف في صنعاء ارتفع انخراط الفتيات في المدارس في منطقة سنحان بنسبة 29 بالمائة خلال 2007م. انخفاض نسبة الأمية أشارت إدارة مكافحة الأمية إلى أن البلاد شهدت انخفاضاً في نسبة الأمية في ظل ارتفاع عدد المنخرطين في صفوف محو الأمية.. وقال أحمد عبدالله إنه وفقاً لتعداد عام 2004م، يوجد في البلاد حوالي 5 ملايين وخمسمائة أمي من مجموع السكان البالغ عددهم 21 مليون نسمة، حيث تصل نسبة الأمية إلى 45.7 بالمائة. وأضاف: إن نسبة الأمية بين النساء تبلغ 62.1 بالمائة في المناطق الريفية مقابل 54.3 بالمائة في المناطق الحضرية. كما أفاد أن عدد فصول محو الأمية ارتفع ليصل إلى 5888 فصلاً في مختلف أنحاء البلاد، من بينها 5486 فصلاً مخصصاً للنساء.. وقال إن المنخرطين في هذه الفصول يصبحون قادرين على القراءة بعد سنتين من انخراطهم، بينما تخصص السنة الثالثة للمتابعة، "وبعدها يستطيع الشباب والشابات منهم الالتحاق بالمدارس العادية". وقال عبدالله إن هناك صعوبة في الوصول إلى جميع المناطق، موضحاً أن "محو الأمية يختلف عن التعليم العادي، إذ لا يمكن جعل فصول محو الأمية إلزامية ولذلك من الصعب تحديد متى سيتم القضاء على الأمية في اليمن.