في دربي الحالمة تعز الذي جمع الصقر وأهلي تعز ضمن منافسات الأسبوع الثالث من مرحلة إياب الدوري العام لكرة القدم الذي آلت نتيجته إلى التعادل الإيجابي بهدف لمثله لكلا الفريقين.. كانت أجواء اللقاء منذ بداياته الأولى حافلة بكل شيء جميل إلى أن جاءت أحداث الشغب المغلفة بمبررات واهية عقب المباراة لتعصف بجماليات المواجهة وحيويتها. شوط الروعة والامتاع بدأت أحداث الشوط الأول بتناغم جميل في الأداء خصوصاً من قبل نجوم الأهلي الذين ظهرت عليهم بجلاء بوادر ودوافع الألق والتميز من خلال الأداء المتجانس والتناقل المثمر للكثير من الكرات التي استطاعوا من خلالها انتزاع آهات الإعجاب في المدرجات الجنوبية الغربية والمدرجات المحايدة ولم يكتف نجوم وشياطين القلعة الحمراء بذلك الأداء والتناغم الملحوظ بل عملوا جاهدين على اختراق التحصينات الصقراوية في أكثر من محاولة هجومية .. معززين ذلك الاندفاع المبكر على مرمى جاعم ناصر بأداء رجولي مفعم بالحماسة الزائدة والاصرار الأكيد على ترجمة طلعاتهم الهجومية إلى أهداف وبالمقابل كان الصقور في موقعة الأمس عند مستوى المواجهة رغم تفوقهم الملموس في مستوى الامكانات الفنية والميدانية بصفة عامة إلا أنهم ربما لم يتوقعوا بأن شياطين القلعة الحمراء قد أعدوا عدتهم جيداً لمواجهة الأمس باكتمال الصفوف الحمراء وترميم وإصلاح الاختلالات التي رافقت الفريق في مواجهاته الأخيرة حيث بدا منذ الوهلة بأن الفريق لم يكن بذلك الفريق الذي قيل بأنه سيكون فريسة سهلة أمام الصقور الذين لا يفتقرون لأي شيء يذكر في ظل رعاية واهتمام الإدارة الصقراوية، وحينما تنوعت الأعاب الأهلاوية بطريقة مدروسة واثقة خصوصاً عبر اللمسات والمجهودات المثمرة للغازي حسين والأداء الطيب لدوجلاس وأمجد منصور وعبود سعيد ورامي وماجد بادر الصقر من خلال التمريرات والعطاء المثمر لفضل العرومي والمناوشات المزعجة لبوردانوس والقادم الواعد معاذ عساج والمحترف المصري مؤمن صلاح بادروا جميعاً إلى الحد من التحرك المقلق والانتشار المحكم للأهلاوية لكنهم جوبهوا بصلابة الدفاع الأهلاوي الذي أفشل كل المحاولات الصقراوية وهي محاولات لم تصل إلى الحد الذي ينذر بالخطر أو لنقل بأنها لم تصل إلى ذلك الحد نظراً للتماسك الدفاعي المحكم للشياطين الحمر الذين خاضوا اللقاء على طريقة الكؤوس وكأنهم يريدون التأكيد بأن القلعة الحمراء بعودة فرسانها الأشاوس ستظل عصية على أي اختراق وبأن المسألة ليست مسألة دربي بقدر ما هي الصحوة المطلوبة والنهوض من الكبوة التي قدر البعض لها الاستمرار وعاد الأداء على شاكلة الند للند أو كما وصفها أحدهم بتوم وجيري لتتواصل المحاولات الأهلاوية وسط محاولات صقراوية مماثلة إلا أن الغلبة كانت لفرسان الفانلة الحمراء الذين تزودوا بكل ما أتاح لهم التفوق من خلال الجماهير الوفية التي لونت المدرجات بالألوان الحمراء إلى أن جاءت الدقيقة ال 12 من زمن الشوط الأول حينما رسم العبود والغازي أولي الجمل الكروية المثمرة باتجاه المرمى الصقراوي وباتجاه القناص دوجلاس الذي استقبل الكرة ببراعة وودعها في مرمى الجاعم بن ناصر وسط ذهول الدفاع الصقراوي وجاء الهدف الأحمر المبكر لينشر الفرح في المدرجات الأهلاوية والتي رسمت فيها لوحة نادرة في المؤازرة الفاعلة عبر شعارات وأهازيج الفرح ولم تمض سوى 13 دقيقة على تلك الإصابة الحمراء حتى جاء الرد الصقراوي عبر القناص البارع معاذ عساج الذي تمكن برأسيه جميله من إحراز هدف التعادل عند الدقيقة ال 25 ولم يأت بعد ذلك الهدف أي جديد يذكر سوى الاستمرار في المحاولات المتبادلة عبر الغازي واليوردانوس لكنها لم تستغل من هنا أو هناك لتنتهي أحداث الحصة الأولى من اللقاء بالتعادل 1/1. بعدها جاء شوط المدربين والذي لم يحفل هو الآخر بأي تفوق ملحوظ لا للمصطفى بن حسن ولا للعادل منصوب حيث تواصل الأداء بنفس الوتيرة وبنفس الكر والفر رغم المحاولات المتعددة للتنويع في الأداء الصقراوي عبر الأجنحة وعبر مساندة الظهيرين وهي محاولات مقروءة أو هكذا كانت بالنسبة للأهلاوية حتى المتغيرات التي طرأت في صفوف الفريقين لم تحقق أهدافها كاملة وخلافاً لما كان عليه الشوط الأول بدأت حالات التراجع والانحسار وكأننا في لقاء آخر حيث بدأت حالات العك والاعتراضات والخشونة المتعمدة هنا وهناك. وهنا بدأت حالات الأماني والتطلعات تتغير بعض الشيء حيث تمنى الجميع بالا تنتهي المواجهة بفوز أي فريق على الآخر حتى تصل المباراة إلى بر الأمان لاسيما بعد أن بدأ حكم الساحة الشجاع هشام قاسم باشهار البطاقات الملونة والتي وصل قوامها إلى عشر بطاقات منها ثلاث حمراء لحسين غازي من الأهلي وعلي العمقي ومحمد المنج من الصقر، وهكذا انتهى دربي الحالمة بالتعادل الايجابي لتبدأ بعد ذلك أحداث أخرى عنوانها الشغب والفوضى واختراق اللوائح. هوامش: الأحداث المؤسفة التي عكرت الأجواء بالأمس لم تكن لتحدث لولا ذلك الاندفاع غير المبرر صوب الحكم من قبل أحد المتعصبين الذين أحالوا شوكولاته الجلاكسي إلى محاولة غير حضارية للاعتداء بالسلاح الأبيض على حكم اللقاء. نقطة الجلاكسي انتهت أحداثها بالأعيرة النارية ومسيلات الدموع بهدف تفريق الجماهير الذين اندفعوا إلى الملعب معززين بوابل من الحجارة الآتية من كل حدب وصوب. أحدهم قال بأن التساهل في ضبط المتسبب في الشغب في حالات سابقة كان سبباً فيما حدث بالأمس وحكم الساحة والقدسي محمد أكدا بأن السبب فيما حدث ذلك المشجع الأرعن. الجميع تمنى أن ينتهي اللقاء بالتعادل لتصل المباراة إلى بر الأمان ونتيجة اللقاء توقعها أحد الزملاء في التعليق الرياضي بينما المهندس خالد الحمدي توقع فوز الأهلي فيما توقع هيثم عبدالقوي فوز الصقر بأكثر من هدف. طاقم التحكيم هشام قاسم وبمعية إيهاب باشراحيل، علي الحسني، رياض أسعد، الذي ناله جزء من الحجارة حكماً رابعاً راقبها فؤاد العابد وناجي أحمد حسن وأمين علي ناجي عن الفرع. طاقم التحكيم قاد المباراة إلى بر الأمان بكفاءة عالية.