تنفس مستوردو الأرز الخليجيون الصعداء، بعدما علموا أن الهند علقت قرار حظر تصدير الأرز البسمتي، وإلغاء باكستان قراراً مماثلا كانت تعتزم الأخيرة تنفيذه خلال الأيام الماضية، بعد أن شددت قيودها على تصدير الأرز لكبح جماح الأسعار لديها. وذكرت صحيفة "الاقتصادية" السعودية في عددها الصادر أمس أن مستوردي الأرز الخليجيين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء اجتماع الحكومة الهندية أمس الأول الذي كان من المحتمل أن يصدر من خلاله قرار الحظر حسبما ذكر تجار هنود، إلا أن الاجتماع انتهى دون الإشارة إلى تطبيق قرار الحظر، ما يشير إلى تعليق الحكومة الهندية للقرار الذي من شأنه أن يضر بالتجار الهنود قبل الدول المستوردة في حال تم تطبيقه. وطمأن هذان القراران الأسواق الخليجية بعد أن سادها خلال الأيام الماضية تخوف وهلع من قبل المستهلكين من إمكانية تنفيذ قرار الحظر، الأمر الذي دفع البعض إلى شراء كميات كبيرة من الأرز "البسمتي" وتخزينه تحسباً لانقطاعه. ولم يقتصر الأمر على المستهلكين من حيث شراء كميات كبيرة من الأرز؛ إذ إن الموردين أنفسهم عمدوا إلى طلب كميات كبيرة من هذه السلعة من الدول المصدرة لتلافي حدوث أزمة "عرض" في الأسواق المحلية، وهو ما أسهم في تصاعد أسعار التصدير بشكل كبير خلال الأيام الماضية، وجعلها تتقلب كل أربعة أيام على حد قول المستوردين. في المقابل، ألغت الحكومة الباكستانية قرار حظر تصدير الأرز البسمتي الذي كانت تنوي إصداره، وذلك بعد أن حصلت على ضمانات من قبل المصدرين يقضي بتعهدهم بعدم تصدير كميات كبيرة من الأرز للخارج، إلى جانب التعهد بتوفير إمدادات جيدة منه في السوق الباكستانية. كما طلبت الحكومة الباكستانية من المصدرين الاحتفاظ بمخزونات الأرز من أجل متاجر الخدمات، وبهدف المحافظة على مخزون استراتيجي هناك، في الوقت الذي أكد فيه ممثلو جمعية مصدري الأرز الباكستانية للسلطات أنهم لن يبالغوا في التصدير، وأنهم سيبقون على إمدادات تبلغ 200 ألف طن لمتاجر الخدمات بأسعار مدعومة. ونسب إلى وزير المالية الباكستانية قوله: "لن تفرض الحكومة حظراً على تصدير الأرز إلا كخيار أخير، كما أن تقييدها للصادرات ليس بالأمر الذي ينصح به". وطالبت الحكومة الباكستانية مصدري الأرز بالاحتفاظ بمخزون يبلغ 700 ألف طن، على أن يتم تخصيص 200 ألف طن من هذه الكمية لمتاجر الخدمات، بينما يتم الاحتفاظ بالكمية الباقية البالغة 500 ألف طن كاحتياطي استراتيجي في مخازن جمعية مصدري الأرز في باكستان. من جهته قال رئيس جمعية مصدري الأرز في باكستان حاجي أختار: "أكدنا للحكومة أن جمعية مصدري الأرز في باكستان لن تتسبب في أي عجز في هذه السلعة في السوق المحلية، ولن تلجأ إلى المبالغة في التصدير بما يؤدي إلى نضوب مخزون الأرز في البلاد". وأضاف: "لم يكن مصدرو الأرز في عجلة من أمرهم لإلقاء هذه السلعة في الأسواق المفتوحة، في الوقت الذي كانت أسعارها تتصاعد في الأسواق الدولية، كما أننا نراقب الأسواق الدولية بدقة، ولن تتجاوز صادرات الأرز 2,8 مليون طن، على أية حال".