يبدو أن القهوة اليمنية سوف تستعيد أمجادها الغابرة التي كانت عليها قبل أن تتراجع حتى كادت تختفي من الأسواق العالمية. شركة ألمانية تعمل على إعادة اكتشاف القهوة اليمنية والترويج لها تحت اسم "حفاشي"، في سابق العصر والزمان كانت القهوة اليمنية من أكثر أنواع القهوة المسيطرة في السوق العالمية وأخذت شهرة كبيرة في أوروبا، بعدما نقلها إليها تجار القهوة والبهارات والتوابل الذين كانت تمر قوافلهم من الهند عبر اليمن وشبه الجزيرة العربية. وفي عهدي الاحتلال العثماني لشمال اليمن والاستعمار البريطاني لجنوبه ازدادت شهرة القهوة اليمنية في الأسواق الأوروبية، إذ ساهم الأتراك والبريطانيون في شهرتها وانتشارها في القارة الأوروبية. وأطلق على نوع من مشروب القهوة اسم "موكا" الذي يعني المخا، وهو ميناء في غرب اليمن كانت تصدر عن طريقه القهوة اليمنية. كما أن هناك أغاني تركية مازالت تتغنى بالقهوة اليمنية حتى اليوم، لكن مع مرور الزمن تراجعت شهرة القهوة اليمنية واختفت من الأسواق بعدما تراجع الاهتمام بزراعتها في اليمن لصالح شجرة القات. ويبدو غياب القهوة اليمنية عن الأسواق جعلها تفقد أيضاً شهرتها وتميزها، مما يتحتم معه بذل بعض الجهود لإعادة اكتشافها، وهذا ما تحاول شركات أوروبية عمله ومنها شركة ألمانيا. قهوة حفاشي في المرتفعات الجبلية في شمال اليمن وتحديداً في منطقة تسمى "حفاش" تزرع بعض أشجار البن الذي يطلق على إنتاجها اسم البن الحفاشي، نسبة إلى المنطقة. وتعتبر قهوة حفاشي من أفخر وأجود أنواع القهوة العربية.. وقد تم جلبها إلى أوروبا في العام المنصرم، وذلك من إحضار عينة منها في بداية الأمر عن طريق هولندا، ثم ما لبثت أن تجاوزت حدودها وانتقلت إلى بعض الدول الأوروبية الأخرى ومنها ألمانيا، التي وصلت إليها عن طريق شركة ماسكال .Maskal وفي حديث مع رئيس الشركة ماسكال الدكتور هانس يورغن لانغنبان أكد لنا أن حبة بن حفاشي لا تُنافس من حيث الجودة، ذلك لأنها في رأيه نظيفة تماماً ومجففة بشكل جيد ما يجعلها تضاهي إن لم تتفوق على أفضل أنواع البن الموجودة حالياً في أوروبا كالبن المزروع في جامايكا وهاواي والأكوادور. وكان لانغنبان قد زار اليمن وتجول في مناطقها بحثاً عن أفضل أنواع القهوة المناسبة للسوق الألمانية حتى استقر به الأمر عند هذا النوع من القهوة. قهوة بنكهة الكراز والتوابل! يقول لانغنبان في وصف القهوة الحفاشية بأنها تتميز بنكهتها الممزوجة بعبق الأشجار المثمرة والتوابل المحيطة مثل الكرز.. كما أنه يتم تجفيف حبات البن بطريقة تقليدية على أسطح المنازل، الأمر الذي لا تحظَ به كل أنواع البن الموجودة في السوق الأوروبية. وبعد التعبئة تُشحن إلى ألمانيا، حيث تقوم شركة ماسكال بتحميصها حسب الذوق الأوروبي وتبيعها بسعر قد يبدو غالياً بعض الشيء، إلا أن هذا السعر يتناسب مع جودة بن حفاشي، كما يبرر رئيس شركة باسكال. وعن تقبل الزبائن الألمان للقهوة اليمنية يقول لانغنبان: إنه مازال من المبكر الحكم على ذلك، نظراً لأن هذا النوع من القهوة لم يصل إلى السوق الألمانية إلا من فترة قريبة جداً، "ولكني أستطيع الجزم بأن كل من تذوقها أبدى إعجابه بمذاقها الفريد". وحسبما يذكر مدير شركة ماسكال فإن قهوة حفاشي تُشرب عادة سوداء (كقهوة الاسبريسو الإيطالية)، إلا أنه يمكن أيضاً إضافة السكر والحليب لها وتكون بذلك شبيهة للقهوة الألمانية المعتادة.