زراعة البن من أهم الزراعات التي أشتهر بها اليمن قديماً،حيث كان للقهوة اليمنية صيتها وسمعتها في الأسواق العالمية. المحويت من أهم مناطق زراعة البن في بلادنا وأكثر أشجار البن توجد في هذه المحافظة الزراعية ويفوق أعمارها الستين عاماً أما رخص أسعار محصول البن فأصبح خطراً يهدد إنتاج محصول البن. وهو مايفرض الاحتياج إلى خطة مستقبلية تعيد لشجرة البن أمجادها الماضية وتوسع من رقعة المساحة المزروعة وتزيد من القدرة الإنتاجية لهذا المحصول الذي يتمتع بجودة عالمية. «بن حفاشي» الذي بدأ يشتهر وتحديداً في ألمانيا عبر شركة «ماسكال» وأصبح يستعيد عافيته بحاجة إلى لفتة كريمة من وزير الزراعة والري حيث أن أغلب المزارعين يؤكدون أن رخص أسعار البن يؤثر على إنتاجه بالإضافة إلى زحف أشجار القات على حساب محصول البن كما أن مزارعي البن يطالبون بدعمهم وتوفير السدود والحواجز المائية من أجل الحفاظ على هذه الشجرة التي تحتل مكانه رفيعة في السوق العالمية. السوق أجرى هذا الاستطلاع وخرج بالحصيلة التالية:- أشتهرت محافظة المحويت منذ أكثر من عشرة قرون بزراعة وتجارة البن لاسيما خلال القرن الثالث عشر ويحتل البن الحفاشي والبن الملحاني مكانة رفيعة في السوق العالمية والمحلية نظراً لمايتمتع به من شهرة عالمية ونكهة خاصة وجودة مميزة في الطعم،وتعتبر زراعة البن من أهم الزراعات المتميزة في المحافظة وقد استطاع المزارعون في هذه المناطق قهر الظروف الطبيعية القاسية وتكييفها لتلبي احتياجاتهم من خلال الاستغلال الأمثل للأراضي الزراعية في المناطق الجبلية الوعرة،حيث يزرع البن في مرتفعات جبلية يبلغ ارتفاعها أكثر من «3» آلاف متر عن سطح البحر وتنتشر زراعة البن في المناطق ذات الجو المعتدل وفي الزوايا الدافئة من المرتفعات الجبلية لأن البن يتطلب درجة حرارة معتدلة وتنمو أشجار البن بجانب أشجار الذرح والطنب والسدر. مناطق زراعة البن يبلغ عدد أشجار البن في محافظة المحويت لاسيما في مديريات حفاش وملحان والرجم وأجزاء من مديرية المحويت وبني سعد أكثر من ثلاثة ملايين شجرة بن تقريباً وعن أهم مناطق إنتاج البن تحديداً في مديرية حفاش في مناطق بيت ذياب حيث تشتهر منطقة بيت ذياب بأجود أنواع البن على الإطلاق في المحافظة ومنطقة بيت ذياب الواقعة في عزلة الأحجول الأعلى تزخر بعدة أنواع من البن مثل البن البلدي والحرازي والبرعي إذ أن منطقة بيت ذياب تتمتع بمناخها الدافئ المائل قليلاً إلى البرودة وتتميز بأنه يوجد منها أكثر من عشرة غيول يتدفق فيها الماء على مدار العام،ومن أشهر مناطق البن في حفاش مناطق جبل نعمان وبني مأمون وسهمان والملاحنة وبني سعد أما في مديرية ملحان فأشهر مناطق البن الروضة والشماسنة ووادي سيف وباحش وبدح. أما في مديرية الرجم فتشتهر فيها عزلة بني حبش وبالذات قرية أعتام حيث حباها الله بالكثير من الغيول إذ أن غيولها السبعة تجري على مدار العام ويفد الكثير من المزارعين إلى قرية أعتام لجلب أغراس البن سواء كان الوافدون من محافظة المحويت أو من محافظات صنعاء وحجة وعمران لأن أعتام تشتهر بأغراس البن وشتلاته المختلفة وقديماً قالوا «كل المغارس من أعتام ومن غرس له غرس» إذ أن أغراس البن التي تجلب من أعتام قوية تقاوم الذبول والسفر الطويل ومن أهم غيول أعتام الفايش والوحدة والفلفالي والسنفة والشعبة والسحر والفريسة وهذه الغيول لاتعرف الانقطاع أما في مديرية بني سعد فأهم مناطق زراعة البن توجد في هواع وبيت الحسني والهجرين والسنامة وغيرها من المناطق الجبلية المرتفعة. بن حفاشي جودة عالمية ويتميز البن الحفاشي بجودة عالية جعلته يتربع ملكاً فريداً على السوق المحلية،حيث كان قديماً يجمع إلى مدينة المحويت عاصمة المحافظة ومن ثم يتم تصديره إلى ميناء المخا ومن المخا يتم تصديره إلى أغلب دول العالم ومنذ ذلك الوقت بدأ البن الحفاشي يتسع في آفاق الشهرة نظراً لجودة طعمه ونكهته الخاصة بالإضافة إلى كبر حبة البن وسواده المشوب بحمرة وهذا الأمر جعل دول أوروبا وبالذات ألمانيا حيث اكتشتفت شركة ألمانية القهوة اليمنية وقامت بالترويج تحت اسم «حفاشي» واسم الشركة «ماسكال». مديرية حفاش تقع إلى الغرب من مدينة المحويت،حيث يعتبر البن الحفاشي من أجود أنواع البن وتصنع منه أفخر القهوة العربية سواء كانت القهوة من القشر أو من الصافي ويتميز بن حفاش أنه منتظم في إنتاجه بالإضافة إلى قوة نموه،حيث أن اشجاره عالية يبلغ طولها حوالي «5» أمتار كما أن خصوبة التربة ساعدت كثيراً في الحفاظ على بقاء أشجار البن إذ أن بعض أشجار البن عمرها أكثر من مائة عام إلا أن انخفاض أسعار البن قلص من الاهتمام بهذه الشجرة ويخاف المزارعون من توسع أشجارالقات على حساب شجرة البن. سماسرة التجارة الأخ حميد اسماعيل ذياب«مزارع» قال: إن انخفاض أسعار البن قلص من اهتمامنا بهذا المحصول بالإضافة إلى أن أسعار القات ارتفعت واتجه بعض المزارعين إلى الاهتمام بشجرة القات عوضاً عن أشجار البن مؤكداً أن هناك من التجار من يستورد البن من الخارج من دول أثيوبيا وغيرها ويباع في السوق المحلية بأسعار زهيدة وبعض سماسرة التجارة يخلطون البن اليمني مع البن الخارجي ويصدرونه المهم أن يجنوا أرباحاً طائلة وهم لايعلمون أن فعلهم الدنيء يؤثر على شهرة البن اليمني. شتلات البن الصغيرة أما الأخ أبو حميد منصور علي قاسم«مزارع» فقال: إن البن له مكانة رفيعة في نفوس المزارعين وارتباط وثيق منذ القدم حيث أن المزارع يبدأ أولاً بوضع بذور البن في بقع زراعية خصبة تكون على شكل مشتل ويشترط ألا تدخل عليه الشمس حيث يعمل المزارع غطاء على أشجار البن التي تبدأ في النمو من ورق الذرح والطنب ثم بعد ذلك يقتلع المزارع شتلات البن الصغيرة ويقوم بغرسها في الأماكن المعدة من الأراضي الزراعية ويبدأ بالعناية بسقيها حتى يشتد عودها وتنمو وبعد سنتين تبدأ الشجرة تخرج ثمرها. عناية واهتمام بشجرة البن بينمايرى الأخ محمد عمر كوكبة أن البن يحتاج إلى عناية واهتمام حيث يقوم المزارع بحرث الأرض والعناية بها واقتلاع الأشجار التي تنمو بالقرب من أشجار البن ويتعهد بسقي أشجار البن مرة كل شهرين، وعند نضوج محصول البن يزيد الاهتمام بها ويجب ألا تقطف حبوب البن الخضراء وإنما تقطف حبوب البن الصفراء والحمراء فقط ويكون ذلك بجني حبوب البن الناضجة أولاً فأول وفي الأخير تبدأ مرحلة تسمى«هرط» وهو أن تزال كل حبة بن من على الشجرة دفعة واحدة، وبعد ذلك يبدأ حرث الأرض الزراعية وسقيها من جديد.