أكد المشاركون في ندوة «تطور المسار الديمقراطي في إطار البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية» والتي نظمتها مؤسسة «الجمهورية» للصحافة والطباعة والنشر أمس بصنعاء بالتعاون مع جامعة صنعاء، أكدوا أن انتخابات المحافظين، والتي ستجري السبت القادم تمثل خطوة رائدة نحو مشروع بناء اليمن الديمقراطي الحديث الذي يتبناه فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية. وأشاد المشاركون بأهمية عقد مثل هذه الندوات ، والتي تأتي في إطار ترسيخ الوعي الديمقراطي لدى مختلف شرائح المجتمع. الدكتور أحمد الكبسي نائب رئيس جامعة صنعاء للشئون الأكاديمية أوضح خلال حفل افتتاح الندوة التي حضرها العديد من أساتذة السياسة والمجتمع وعدد من طلاب جامعة صنعاء أن الديمقراطية والتعددية السياسية وجهان متلازمان، وهما منطلقتان من البرنامج الذي تبناه فخامة الأخ رئيس الجمهورية منذ انطلاق الوحدة اليمنية المباركة، حيث توالت المراحل الديمقراطية المتمثلة بالاستفتاء على دستور الوحدة مروراً بكافة الانتخابات النيابية ومن المحلية إلى الرئاسية لتتوج أخيراً بانتخابات أمين العاصمة ومحافظي مختلف محافظات الجمهورية، لتشكل بذلك حصيلة تراكمية تعكس الوعي الديمقراطي المتنامي الذي وصل إليه المواطن اليمني. من جانبه تناول الدكتور عبدالعزيز الشعيبي عميد كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء التطور الديمقراطي في الجمهورية اليمنية. منوهاً بالارتباط والتلازم الوثيق بين الديمقراطية والوحدة.. وقال الدكتور الشعيبي : إن الإرادة السياسية والإرادة الشعبية كان لهما موقف جاد وحاسم أمام الإرادات الخارجية أو الهامشية والدخيلة، والتي راهنت على تقويض وتلاشي الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية، وذلك لأن الوحدة اليمنية مستقرة في الضمير والوجدان الاجتماعي خاصة وإنها تعود إلى الماضي العميق. معتبراً أن العملية الرائدة المتمثلة في انتخاب المحافظين هي أرقى صور تحقيق التكامل بين السلطة والمسؤولية، وتجعل المحافظ المنتخب قريباً من مجتمعه المحلي، لذا فإن هذه الخطوة ستضيف الكثير في مسار تطور العملية الديمقراطية، وستتيح الفرصة للمشاركة الحقيقية في تحمل المسؤولية بكل صدق وأمانة. إلى ذلك أكد الدكتور عادل الشجاع أستاذ الأدب الحديث بالجامعة أهمية انتخاب أمين العاصمة وانتخاب المحافظين في استقرار المجتمع وازدهاره وتحقيق ما ينشده من تطور وتقدم في مختلف المجالات.. وقال الدكتور الشجاع : إن هذه العملية تأتي في إطار تنفيذ البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية، تنفيذاً للعهد الذي قطعه على نفسه في بناء اليمن الديمقراطي الحديث، اليمن المستقر والمزدهر. من جانبه تطرقت الدكتورة نجاة أحمد جمعان أستاذة إدارة الأعمال بجامعة صنعاء إلى اهتمام البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية بقضية المشاركة السياسية للمرأة، وتخصيص حصة انتخابية للمرأة بنسبة «%15» بهدف تفعيل دورها في العملية الديمقراطية، مشيرة إلى أن وجود بيئة سياسية بالزخم الذي احتواه البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية لدعم الديمقراطية الحقيقية بكل آلياتها المتاحة قد عزز الاستقرار السياسي الذي يشكل الأساس للنمو والتطور في الاستثمار وفي القطاع الخاص، ونوهت الدكتورة نجاة إلى أن المجالس المحلية في برامجها الاقتصادية والتنموية سيكون لها رؤية وتصور في التنمية الاقتصادية ،الأمر الذي سيتيح للأفراد والقطاع الخاص ممارسة دورهم بشكل فعال. مضيفة إن سيدات الأعمال سيكون لهن دور فاعل طالما أن هناك مساراً ديمقراطياً واضحاً نستطيع من خلاله أن نحدد الفلسفة السياسية التي تحفز الاستثمار والتنمية. الدكتور نجيب غلاب أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أكد في مداخلته بأن الديمقراطية هي رديف الوحدة وهي الضمانة الحقيقية لترشيح الوحدة الوطنية.. معتبراً أن الديمقراطية وتعزيزها يدحر كل المؤامرات التي تستهدف الوحدة الوطنية، مؤكداً في ختام مداخلته أن التراجع عن الخيار الديمقراطي هو المستحيل بعينه من وجهة نظر مختلف فئات المجتمع. كما تحدث الدكتور حيدر غيلان أستاذ اللغات بجامعة صنعاء حول تفعيل دور السلطة المحلية في تنمية المجتمع من خلال الحد من المركزية. وقال : إن الانتقال من نظام التعيين المركزي لأمين العاصمة والمحافظين إلى الانتخابات يمثل ركيزة أساسية نحو تسليم السلطة إلى الشعب من خلال تعزيز المركزية المالية والإدارية. مؤكداً أن هذه الخطوة ليست معزولة عما قبلها أو بعدها، وليس هناك أي مبرر لمن يحاول التقليل من شأنها.