شهد مطار عدن الدولي خلال السنوات الماضية تطورا ملحوظا من خلال تأهيله وتركيب أجهزة ملاحية واتصالات حديثة واكبت التطورات التي طرأت في مجال الطيران المدني والنقل الجوي في العالم بهدف تحويل مطار عدن الدولي إلى مركز جذب استثماري عالمي وممر دولي في الملاحة الجوية العالمية وجعله منافسا للمطارات العالمية من خلال فتح الأجواء والإعفاء من رسوم خدمات الملاحة الجوية ودخول العديد من الشركات الاستثمارية والسياحية إلى سوق النقل الجوي. . وفي هذا الشأن أجرت "سبأ" حواراً مع مدير مطار عدن الدولي / سالم محمد التميمي / لمعرفة آخر التطورات التي شهدها المطار بعد قرار فتح الأجواء العام الماضي وتنفيذ الخطة الاستثمارية لعام 2008م. الخطة الاستثمارية قال التميمي : إن الخطة الاستثمارية لهذا العام وبعد قرار فتح الأجواء في مطارات الجمهورية ستمنح شركات الطيران العاملة في بلادنا كافة الامتيازات والتسهيلات اللازمة الى جانب الإعفاء الكامل من رسوم الخدمات الملاحية الجوية التي كانت مفروضة على الرحلات لصالح الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في المطار إلى جانب زيادة ساعات الانتظار والإيواء وغيرها من التسهيلات بهدف تشجيع شركات الطيران للهبوط في مطار عدن دون أي قيود . مشيرا إلى أن التصاريح اللازمة تعطى في زمن قياسي على اعتبار ان الحكومة تسعى إلى تفعيل الحركة في مطار عدن ليواكب تنامي حركة الاستثمار في البلد والتي تشهد نموا ملحوظا. إنزال مناقصة وحول المناقصة الدولية التي طرحتها وزارة النقل لهذا العام اشار مدير مطار عدن الدولي ان الهدف الأساسي من إنزال هذه المناقصة الدولية الى شركات عالمية متخصصة هو رفع أداء المطار من حيث الحركة والتشغيل وتطوير العمل فيه لتقديم أفضل الخدمات ومواجهة النمو المتسارع في سوق النقل الجوي في العالم بصورة عامة . موضحاً بأنه من اجل ان تكون هذه المناقصة فعالة وتأتي بثمارها المرجوة فان قيادة الهيئة وبناء على قرار مجلس الوزراء تسعى إلى إيجاد شروط مرجعية لهذه المناقصة ، حيث كلفت فريقاً برئاسة رئيس مجلس الإدارة. وتضم نخبة من المختصين الدوليين لعمل تلك الشروط والتي من المتوقع ان تكون جاهزة في النصف الأول من شهر يوليو القادم ليتم طرحها . مؤكدا أنه سيتم اختيار الشركة المناسبة والتي لديها خبرة في مجال إدارة وتشغيل المطار وأخرى متخصصة للخدمات الأرضية وتقديم خدمات أفضل ومنافسة في سوق الطيران العالمي. تحديث وتجهيز المطار وعن التحديث والتجهيز للمطار قال التميمي : شهد المطار خلال السنوات الخمس الماضية تطورا ملحوظا في بنيته التحتية حيث تم إعادة تأهيل المطار بالكامل وتطويره وتحديثه بالأجهزة والمعدات اللازمة التي تمكن المطار من استقبال كبرى الطائرات واستيعاب نمو حركة الركاب و الشحن الجوي وخاصة مدرج المطار ومبنى الترحيل ومحطة خدمات الوقود وبتكلفة اجمالية بلغت 25 مليون دولار . كما تم إنجاز مشروعي إعادة تأهيل مرسى الطائرات المرحلة الثانية الذي تم فيه استبدال الإسفلت الذي كان متهالكا إلى خرسانة في مايو الماضي 2007م وإنجاز مبنى الإطفاء وإضاءة ساحة وقوف الطائرات بتكلفة تقدر /مليار / و/400/مليون ريال لاستقبال كافة رحلات الطيران ليستوعب من 12 إلى 17 طائرة متنوعة في وقت واحد وكذا استقبال الطائرات الضخمة والكبيرة . موضحا أن مطار عدن بالأساس هو المطار الوحيد في الجمهورية اليمنية المهيأ تهيئة كاملة باعتبار المبنى والمرسى والخدمات الأرضية والسلامة في مطار عدن الدولي جاهزة كلها وادخلت الية متطلبات السلامة المطلوبة دوليا بعد إعادة تحديثة بالأجهزة الملاحية والاتصالات المتطورة وتوفير سيارات إطفاء حديثة تلبي النمو المتوقع في حركة الطيران سواء كان للركاب او الشحن. وقال : الشركة الوطنية للخطوط الجوية اليمنية ضاعفت من رحلاتها إلى مطار عدن الدولي ملبية بذلك زيادة الرحلات الداخلية من خلال الشركة الجديدة للطيران الداخلي (السعيدة ) والتي يتوقع ان تدشن رحلاتها مع شهر سبتمبر القادم من هذا العام . الخدمات الأرضية في المطار وفي هذا الخصوص يقول مدير مطار عدن : نتوقع ان تزداد حركة الطيران في المطار خلال الفترة القادمة وستقوم الشركة الوطنية ممثلة بالخطوط الجوية اليمنية باستحداث المعدات الأرضية والتي وصلت إلى مرحلة جيدة من التحديث وتوفير المعدات اللازمة للشركات العالمية التي أبدت استعدادها للاستثمار في مجال تقديم الخدمات الأرضية في مطار عدن الدولي والعمل جار بشان إعداد وثائق وبيانات للمناقصة الدولية التي تتعلق بإدارة وتشغيل الخدمات الأرضية لطرحها قريباً أمام الشركات العالمية المتخصصة بمجال تقديم الخدمات الأرضية للمنافسة, بالإضافة إلى انه يتم ألان إعداد الشروط المرجعية للشركات التي تنوي العمل في الخدمات الأرضية داخل المطار بحيث نتوقع إن تبدأ الشركات العالمية للطيران بتشغيل رحلاتها مباشرة إلى عدن لتنشيط الأعمال المرتبطة بحركة الطيران. الاجواء المفتوحة: وفيما يتعلق بفتح الاجواء : اكد التميمي أن مدينة عدن فيها مميزات تجعلها من أهم المواقع في المنطقة فهي منطقة حرة تجارية ذات أهمية اقتصادية في الجمهورية اليمنية تتمتع بمقومات سياحة متميزة تجعلها معلماً سياحياً بارزاً ومحطة هامة لحركة السياح كما أن النشاط التجاري لعدن يفوق غيرها من المدن اليمنية , وبالتالي القرارات التي اتخذتها الحكومة لإعادة نشاط النقل الجوي وإبقاء سياسة الأجواء المفتوحة زادت من نمو حركة الركاب والشحن وخلق حركة تجارية كبيرة وأصبح نشاط النقل الجوي في المطار مهيأ تهيئة كاملة ومؤشراتها واضحة على ارض الواقع مع وجود ميناء مهم في المنطقة يسهم في تحقيق نمو اقتصادي كبير للمدينة من خلال تطوّير مشاريع القطاع الخاص وكذا وجود قرية شحن جعلت مطار عدن الدولي ينتقل إلى مستوى المنافسة مع مطارات المنطقة بتشغيل القرية بنظام المنطقة الحرة ويعول على المدينة الكثير في التنمية. التاهيل والخدمات وحول عملية التاهيل والخدمات والتسهيلات في المطار قال التميمي : بالنسبة للخدمات الداخلية المتعلقة بأعمال الصيانة والأسواق الحرة وأعمال النظافة لدينا ألان مشروع إعادة تأهيل المطار من الداخل بحيث تعطي اللمسات الجمالية للمطار بفتح بوفية صغيرة لتقديم الوجبات السريعة ومعارض صغيرة تقدم فيها المنتجات اليمنية مثل البن اليمني والبخور وغيرها من المنتجات التراثية , التي نهدف من خلالها إلى نقل التراث اليمني داخل المطار للزوار الوافدين أو المغادرين عبر المطار ولتوفير البيئة الموازية لجذب الاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية للاستثمار في محافظة عدن وخلال الفترة القليلة القادمة سيتم تنشيط قرية الشحن الجوي والمنطقة الحرة وميناء الحاويات بهدف التواصل بين المطار وميناء المنطقة الحرة وقرية الشحن لتكون كلها مناطق حرة تهدف إلى تحويل مدينة عدن إلى مركز للتجارة الدولية والاستثمار. وأكد أنه كلما اشتغل الميناء وقرية الشحن تطور مستوى الشحن الجوي في المطار وزادت من اهميتة لتشجيع شركات الطيران على استخدام المطار للشحن الجوي والآن نحن نسير في تطوير المشروع بحيث يكون الميناء وقرية الشحن جاهزين للعمل مع المطار لدفع عملية التنمية الاقتصادية وتنشيط السياحة والاستثمار في مدينة عدن ومن ضمن التسهيلات خفض رسوم الهبوط والإيواء بحسب ما هو متعامل به في المنطقة ومن الخدمات التي قدمها المطار إعادة تأهيل ممر التدحرج وتجديد ساحة المطار . معوقات الخطة الاستثمارية 2008م وفي هذا الخصوص قال التميمي : لا توجد حاليا أي معوقات أو صعوبات يواجهها المطار في تنفيذ المشاريع سوى قلة القدرات البشرية حيث توصلنا من خلال دراسة تقييمه خلال الربع الأول من هذا العام إلى أن السبب الرئيسي في التأخير في تنفيذ البرامج الخدمية في أعمال الصيانة داخل المطار هو قلة القدرات البشرية لذا من الخطط الرئيسية التي تنفذها إدارة المطار الحرص على تنمية القدرات البشرية من خلال وضع برامج تطوير المهارات لدى العاملين بالمطار واستقطاب الكوادر المؤهلة القادرة على العطاء وإعدادها من خلال البرامج التعليمية المكثفة في المجالات الإدارية والفنية لتحسين الأداء والعمل بالمطار . وأضاف : يجري حاليا العمل في مشروع كهرباء المطار وبناء مخازن جديدة بتكلفة /82/ مليوناً و/677/ ألف ريال حيث وصلت نسبة الانجاز فيه إلى 30 في المائة. إنجازات دولة الوحدة وعن الانجازات المحققة خلال اعوام الوحدة اوضح مدير مطار عدن الدولي أن من أهم المشاريع التي نفذت في المطار خلال هذه الفترة تأهيل مطار عدن الذي كلف /25/ مليون دولار وفتح مرسى المطار وفق أحدث المواصفات العالمية و تزويد المطار بمجموعة من سيارات الإطفاء الجديدة والحديثة وتركيب أجهزة ومعدات أمنية حديثة ومتطورة لتعزيز إجراءات الأمن والسلامة وتحسين الخدمات الأرضية في مطار عدن الدولي من خلال تجهيز المعدات الأرضية مثل سلالم الطائرات والرافعات الخاصة بالشحن والعفش و إعادة تأهيل مبنى الترحيل الدولي وتقوية المدرج الرئيسي للمطار وغيرها من الخدمات والتسهيلات التي زادت من حركة الطيران في المطار وهناك مؤشرات جديدة لنشاط غير عادي في المطار هذا العام حيث زادت من نمو حركه الركاب بالاضافه إلى شركات الطيران الداخلي التي تلعب دوراً بارزاً ومميزاً في مطار عدن الدولي باعتبار إن أول رحلة دولية انطلاقها من مطار عدن .