استكملت وزارة النقل مؤخراً التجهيزات الفنية النهائية لتطوير وتحسين مطار عدن الدولي بهدف تشجيع شركات الطيران العربية والعالمية على استخدام مطار عدن، وتقديم أفضل الخدمات المنافسة في سوق الطيران العالمي . وأكد وزير النقل خالد الوزير استكمال جاهزية المطار من مشاريع تحديث البنية التحتية والفنية وإجراءات تأمين السلامة والأمن للطائرات، وتقديم خدمات وتسهيلات مميزة للمسافرين ولشركات الطيران العاملة من وإلى المطار بتكلفة تبلغ 460 مليون ريال. وأوضح الوزير لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الجهات المختصة في وزارة النقل والهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد ووفقاً لسياستها المقرة من الحكومة الخاصة بتنفيذ سياسة الأجواء المفتوحة تعمل حالياً على جذب الطائرات القادمة إلى مطار عدن الدولي من خلال تقديم كافة التسهيلات للشركات الراغبة في التشغيل إلى المطار ومنه، وحصولها على التصاريح اللازمة في زمن قياسي، وتوفير كل الخدمات على مدار الساعة مع توفير أكثر من وسيلة للاتصال بالمطار. وأشار إلى ان البدء بتطبيق مشروع تجديد النقل الجوي اليمني الذي أطلق عليه “ سماء بلا حدود أجواء بلا قيود “ يأتي في إطار “ برنامج تحرير النقل الجوي العربي “ الهادف إلى فتح حقوق النقل الجوي بين الدول العربية بشكل تدريجي إلى مختلف المؤسسات العربية المعنية بالنقل دون تمييز. وبين أن هذا الإجراء يأتي أيضا وفق اتفاقية تحرير ممارسة النقل الجوي بين الدول العربية دون قيود تدريجياً والذي تم التوقيع عليها في اجتماع وزراء النقل العرب ورؤساء الطيران المدني في البلدان العربية في دمشق في ديسمبر 2004 م من بينها الجمهورية اليمنية، ودخلت هذه الاتفاقية حيز التنفيذ في 18 فبراير العام الماضي 2007. وكانت اليمن قد وافقت على السماح لشركات الطيران العربية بالربط بين نقطتين إلى مطار عدن من خلال رحلات الطيران العربية من مطار خارجي بآخر داخل اليمن ومطار عدن والعكس بهدف زيادة النشاط الملاحي بمطار عدن بالإضافة إلى الرحلات الجوية. وقضى قرار مجلس الوزراء بهذا الخصوص الصادر في حينه على منح حرية الربط بين نقطتين إلى عدن لأية شركة طيران أوروبي وعربي أو مستأجرة ودراسة مسألة توسيع الحرية المذكورة للشركات منخفضة التكاليف مستقبلا حيث تهدف هذه السياسات إلى تطوير الواقع الخدمي لمطار عدن وتنمية الدور الاقتصادي للمطار وخدمة حركة النمو الاستثماري الذي تشهده العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن. ويذكر ان الجمهورية اليمنية دشنت في 19 ابريل العام الماضي العمل بسياسة الأجواء المفتوحة أمام حركة الطيران العالمي, بأولى رحلات طيران شركة افريكان اكسبرس المنتظمة والمباشرة من مطار عدن إلى كل من دبي, نيروبي ومقديشو. ويأتي هذا التوجه الجديد الذي يعد الأول من نوعه بهدف تعزيز ودعم حركة السياحة والنشاط التجاري والاستثماري خدمة للمنطقة الحرة والنشاط الصناعي في عدن. ويتوقع أن تعمل هذه الخطوة على جذب شركات الطيران العربية العالمية إلى استخدام مطار عدن وإنعاش الحركة فيه التي تعاني من الركود منذ سنوات. وقال وزير النقل : تم اعتماد حزمة من المميزات كعوامل جذب والتواصل المباشر مع شركات الطيران الأجنبية لجذبهم للعمل من والى مطار عدن الدولي وبأسعار تنافسية ومشجعة”، مشيرا إلى أن من بين مزايا الجذب لشركات الطيران هو أسم عدن كمدينة تاريخية وموقعها الطبيعي وكونها عاصمة تجارية واقتصادية لليمن, إضافة إلى توسع الاستثمارات الصناعية والتجارية والمصرفية والسياحية بالمحافظة. وأشار الوزير إلى أهمية تحرير الأجواء في مطار عدن الدولي، الذي يتطلب مضاعفة الجهود لتقديم أفضل خدمات الملاحة الجوية، وزيادة التسهيلات وتعزيز إجراءات السلامة والارتقاء بجودة الأهداف بهدف تحويل مطار عدن الدولي إلى مركز جذب استثماري عالمي وممر دولي في مجال الملاحة الجوية قادراً على منافسة المطارات الأخرى. وأضاف” أن تطبيق الأجواء المفتوحة لمطار عدن الدولي يأتي بالتزامن مع تدشين شركة طيران للنقل الداخلي “ طيران السعيدة “ التي تساهم في رأسمالها المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص إحدى مؤسسات البنك الإسلامي للتنمية ومقره الرئيس جدة حيث ستدشن أولى رحلاتها التجارية الداخلية أواخر أكتوبر الحالي بمعدل 55 رحلة داخلية أسبوعيا من والى مختلف مطارات اليمن. كما أعلنت شركة الخطوط الجوية العربية السعودية عن استئناف تسيير رحلاتها الجوية المباشرة المنتظمة على خط عدن جدة بعد توقف دام 15 عاماً ، ابتداءً من 26 أكتوبر الحالي وبواقع رحلتين أسبوعياً إلى عدن. وكانت الحكومة اليمنية بدأت منذ مطلع يناير العام الجاري 2008 بتطبيق الإعفاء الكامل من رسوم خدمات الملاحة الجوية للطائرات التي تهبط في مطار عدن الدولي لتشجيع شركات الطيران العربية والأجنبية على “ اتخاذ مطار عدن الدولي مركزا لانطلاق رحلاتها وإنعاش الحركة في مطار عدن.” وأقرت الحكومة تطبيق تخفيضات تشجيعية أخرى لشركات الطيران العربية والأجنبية في مطار عدن تشمل تخفيض أسعار وقود الطيران. وبين وزير النقل خالد إبراهيم الوزير ان هذه التوجهات الجديدة لوزارة النقل لإنعاش مطار عدن تأتي بالتزامن مع الاستعدادات التي تجري حالياً لاستلام شركة دبي وعدن لتطوير الموانئ التي تدخل شركة موانئ دبي العالمية مع مؤسسة خليج عدن شراكة مناصفة فيما بينها في رأسمال الشركة الجديدة في عملية تطوير وتشغيل ميناء الحاويات بعدن في أكتوبر الحالي . وأضاف” أن العمل يجري حالياً لتنشيط قرية الشحن الجوي والمنطقة الحرة وميناء الحاويات بهدف التواصل بين مطار عدن وميناء المنطقة الحرة وقرية الشحن لتكون كلها مناطق حرة تهدف إلى تحويل مدينة عدن إلى مركز للتجارة الدولية والاستثمار ومنطقة لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية في مجال الصناعات التصديرية والأنشطة التجارية والتخزين والشحن والخدمات المساعدة . ولفت الوزير إلى ان هذه الإجراءات التطويرية لمطار عدن الدولي تأتي في إطار الإستراتيجية التي تسعى الحكومة فيها إلى توسيع وتطوير المطارات الرئيسية في كل من صنعاء وتعز وعدن والمكلا والحديدة ضمن خطة تشمل تحديث 10 مطارات وتطوير قطاع الطيران بتكلفة تزيد عن 581 مليون دولار. وحول المناقصة الدولية الخاصة بإدارة وتشغيل مطار عدن الدولي أفاد وزير النقل خالد إبراهيم الوزير ان وزارته بصدد الإجراءات النهائية لدعوة الشركات العالمية المتخصصة للدخول في مناقصة دولية لإدارة وتشغيل مطار عدن الدولي وإدارة الخدمات الأرضية الدولية. وأشار إلى ان وزارته في إطار خططها للعام 2009 تعتزم طرح مناقصة دولية للشركات العالمية المتخصصة في مجال الطيران للمنافسة على الفوز بتشغيل وإدارة مطار عدن الدولي. مشيراً إلى انه تم تكليف خبير استشاري دولي انتهى أخيراً من إعداد دراسة وثائق المناقصة الدولية، وبعد ذلك سيتم طرح المناقصة ودعوة الشركات الدولية المتخصصة في مطلع العام القادم على أقل تقدير. وبين انه سيتم إسناد إدارة وتشغيل مطار عدن الدولي وإدارة الخدمات الأرضية فيه لشركتين دوليتين متخصصتين بموجب المناقصة الدولية شركة للإدارة “ بعقد إدارة مدته سبع سنوات “ وأخرى للخدمات الأرضية بهدف تطوير العمل في المطار وتقديم أفضل الخدمات المنافسة، ومواجهة النمو المتسارع في سوق الطيران في منطقة الشرق الأوسط.