لم يكن صعود أهلي تعز إلى أندية الدرجة الأولى سهلاً وأصبح الاستسلام للعودة إلى الدرجة الثانية من الألفاظ والمعاني التي يجب محوها من أذهان اللاعبين، الذين لديهم القدرة على الصمود أمام تقلبات الدوري، والتجلد في مباريات الجولات الحاسمة، حتى يحافظوا على فرصة الوجود للأهلي الحالمي ضمن كبار الأندية.. فما يقدمه من أداء عام يشفع له كفريق منسجم أن يظل موسماً كروياً مع فريق الأضواء. قد يكون الوضع الذي يمر به أحمر تعز حرجاً بنسبة كبيرة، بعد خسارته غير المنتظرة من 22 مايو الذي لعب بعشرة لاعبين شوطاً ونصف الجمعة الفائتة.. وقد يتسلل اليأس إلى بعض قلوب الأهلاوية من الأمل بالبقاء في الدرجة الأولى.. أو يصل القلق بالجماهير الحمراء إلى إعلان التبرم والتهور بألفاظ أو أعمال الاحتجاج السيء ضد اللاعبين والجهاز الفني بقيادة عادل المنصوب ومساعده جمال محمد علي لكن الذي ينبغي أن يتفهمه الجمهور الأهلاوي العاشق لعميد الحالمة أن هذه الفترة العصيبة هي أهم المنعطفات الحرجة التي يحتاجها الفريق منه، ليقف مؤازراً له أفضل وأكثر من ذي قبل.. وأن تتحول الجماهير إلى لاعب ضاغط على المنافسين، والمهاجم الخطير الذي يدفع الأهلاوية للذود عن مرماهم وتقديم أجمل العروض والنتائج ويحسم المباريات لصالحه.. فما الذي سيقدمه فريق لايجد من بعض المحسوبين على جماهير الأهلي سوى الانتقادات التي تطالهم بالاسم وتطالب بتغييرهم، أو تتهمهم جزافاً بالبيع والشراء وخذلان الفريق؟!. وما الذي سيعمله الجهاز الفني من حلول، فيما الضغوط السلبية تتواصل على مسامعه صباح مساء، وعند إجراء التدريبات، والمضايقات تستمر في المباريات وتربك الجهاز الفني والفريق؟!.. إن الرهان اليوم الذي سيؤدي إلى إبقاء جذوة الأمل لعميد الحالمة، هو فقط رهان على قدرة الجماهير الأهلاوية في رفع معنويات اللاعبين، ودعم الجهاز الفني لأن في استقالته أو اقالته في هذا الوقت الحرج سيمثل كارثة وسيؤدي إلى تقليص فرص البقاء التي لاتزال في الإمكان، حيث إن المؤشرات على هبوط نادٍِ بعينه- بما فيهم 22 مايو القابع في ذيل الدوري- غير أكيدة، فالجميع متساوون في الفرص والنسبة مالم يكن هناك تخاذل من أندية وتواطؤ لصالح أندية أخرى بعينها، وهذا لن يسكت عنه أحد، وكل الفرق ترصد وتراقب تحركات منافسيها سواء في مقدمة الترتيب العام أم مؤخرته. انتفاضة ثانية إذاً الأهلي بنقاطه ال 21 يمتلك في يديه الفرصة للنجاة من أسوأ الانتكاسات.. وبيديه أن ينتفض ثانية ويستنسخ مفاجآته التي حققها في مطلع الدوري العام، ولدى لاعبيه الإمكانات التي تبرهن على استحقاقهم الانضمام عاماً آخر لكبار الأندية اليمنية.. ولكن... بشروط وبتوافر الأسباب ومقومات منها ما هو متعلق بالإدارة، ومنها ماله صلة بالجهاز الفني واللاعبين، وأهمها ورقة الجمهور والتشجيع الإيجابي بعيداً عن النرفزة وتفجير الأزمات، وتشتيت الجهود، وكثرة الطباخين الذين يفسدون الجهود.. أما الإدارة فإنها حتى الآن تؤدي دور الحاضر الغائب.. أو التوجيه عن بعد.. والواجب عليها أن تعلن حالة الطوارئ وليس الاستقالة وأن وتتواجد مع اللاعبين والجهاز الفني، وتساعد على أداء دورها المتعلق بالدعم المعنوي، وتلمس المشكلات التي قد تطرأ أو تفاجئ الفريق، وتحتاج لمعالجة سريعة من الإداريين، ويحرصون على أن لا يتحولوا إلى أعباء إضافية، أو ينقلوا إلى الفريق بعض الهموم التي هم في غنى عنها، وليست مطروحة للمناقشة فيشغلوا اللاعبين بغير التفكير بالمباريات.. ويشحنوا الأجواء بكهربائية تفوق قدرة تحمل الفريق الذي لايتحمل المزيد من القلق والتوتر. شعار المرحلة البقاء للأهلي ومن جهته فإن الجهاز الفني بقيادة عادل المنصوب يدرك أن الأمور ازدادت صعوبة بالتعثر أمام«مايو».. وعلى هذا فإن الثقة به وبزملائه لاتزال كما هي.. ولديه خيارات مادام قد ارتضى خوض التحدي منذ تسلم مهمته بتدريب فريق عريق، وأعظم هذه الخيارات وأفضلها أن يعتبر اللقاءات الستة الحاسمة من الدوري هي التي ستحكم على تاريخه وسجله التدريبي، وأن يشكل مع مساعده جمال محمد علي ثنائياً ناجحاً، كما كان عليه عبدالعزيز مجذور ونبيل الآنسي مطلع الدوري من نجاح في الثنائية المنسجمة، ويتعاون المدرب ومساعده على أداء مهمتهم في المرحلة القادمة، وهما يحملان شعاراً وحيداً يعملان على تنفيذه، ويجتهدان لتحقيقه، للتأكيد أنهما أهلان للثقة، وجديران بالمهمة، وأن ماجرى كبوات، وأن الآتي سيوزع الأفراح وينهي مسيرة العناء والتعب ببقاء الأهلي ضمن أندية الدرجة الأولى.. ذلك الشعار الوحيد هو «البقاء للأهلي» وتجذير معاني الشجاعة والولاء في الفريق. دور قائد الفريق وأهم نقطة ملاحظة على اللاعبين أنهم يترنحون تحت تأثير الطقس الساخن والبارد القادم من الإدارة والجهاز الفني داخل الملعب، مع غياب تأثير «الكابتن» فلايوجد شخصية للاعب القائد وهو مايجب أن يتنبه له الجهاز الفني.. فمعظم اللقاءات يتصرف جميع اللاعبين بدون قائد يقوم بدوره أثناء سير المباراة، فتنفلت أعصاب بعضهم، وينسون مهماتهم، ويسيئون التعامل مع صافرات الحكم أو مع توجيهات المدرب. ممايؤثر سلباً على الأداء والنتيجة. الرهان على الجماهير وأما الجماهير الأهلاوية فهي المعنية بالدعم الإيجابي، وإذا كانت تعشق هذا العملاق الأحمر فعليها أن تؤدي دورها بحيث لاتكون عليه بل معه مساندة إلى أن يتحقق له البقاء ويتخلص من محنته فتسعد وتعلن الأفراح بإنجاز الخروج من الغمة ومنع هبوط الأحمر الحالمي ليبقى وتبقى الأفراح.. والله المعين.