لانبالغ إن قلنا : إنه زمن الأهلاوية .. ولانشطح أو نشطط أن سجلنا مقامة تليق بمقام أهلي تعز.. فهذا الموسم ظهر الأحمر العتيد.. عنيداً.. ولاغرابة فالأهلي حديد.. جديد.. وهو أولاً وختاماً للحالمة عميد.. ..صغاره «كبار» ومحبوه «كثار».. وشانئوه «صغار» وعشقه ولعة.. لعبه متعة.. وإبداعاته ما إن تبدأ إلا وتكتسح منافسيه ,وأمامه تتكسح أقدام خصومه في المستديرة.. لن نحجم عن تدبيج القصائد.. والتعبير عن اعجابنا بالمعلقات السبع ,أو تطويع الأقلام لفريق الأحلام.. الأهلي الذي سحب بساط الجدارة من فرق الملايين وكأنه قدم من كوكب المريخ حقاً وحقيقة.. وإن كان مقره في منطقة الجحملية .. لكنه أحمر بسطوته أفقد الفرق الكبيرة توازنها بروعة أدائه.. وسطر ملحمة كروية من ألحان كلماتها تجمدت أفئدة المحترفين وترهلت ترسانات أندية الهاي هاي.. وودع شباب الأهلي الحالمي كوابيس التهميش ,وأسابيع (الروازم) التي كانت تجلبها رياح المبغضين.. وزوابع الكائدين.. فأسقط رهان المتربصين .. واعتلى أهلي تعز منصة الشرف , فقارع بكل بأس وجرأة وإقدام الأهوال التي حاول زرعها في طريقه أصحاب السوابق الصفراء التي رضخت للأهواء ,ومغريات المال لإيقاع هذا العملاق في فخ الثقة العمياء لتقوده نحو هاوية الدرجة الثانية.. لكن (ولايحيق المكر السيئ إلا بأهله).. ..إذا أشرنا إليه بالبنان.. فالأهلي الحالمي فريق فنان.. وإن استرسلنا في الثناء على لاعبيه فذلك استحقاق هم جديرون به.. وهذه نياشين إبداع وامتاع.. وتيجان تكريم واحترام لفريق يقاتل بروح وولاء لناديه.. وليس لإدارته الفاترة أي فضل.. والذين يستحقون منا الانحناء إجلالاً لما يبذلونه هم: الجهاز الفني الذي يتصدر قائمته الإثيوبي سيوم كبدا ومساعده نبيل الآنسي ومدرب الحراس محمد ناجي العماري وهم يقدمون نماذج من الصور العملية التي تؤكد امتلاكهم التجانس والحب والإخلاص للفريق الأحمر الذي بقليل من الدعم أنتج كثيراً من العطاء الميداني ,وأحرز نقاطاً ثمينة الوزن والثمن.. وأطاح بهرطقات المنجمين وأمنيات الكائدين والحاسدين للأهلي الحالمي.. ..ثم تأتي كتيبة الانتصارات.. وعباقرة الإبداع.. وفنانو الإمتاع.. ومروضو الكرة التي تنصاع لإقدامهم كما تطيع أقدامهم إنهم: الزعيم شادي جمال الذي برهن على أنه هداف قناص ويمتلك نصيباً من ملامح النجومية الخارقة وإن لم يكن في المنتخب الوطني لاستريشكو.. والساحر وليد الحبيشي وإن كان لايجيد شعوذات العوبلي وصاحب بيت الفقيه إلا أنه تفوق على سحرة آسيا ,فكان في منتخبي الناشئين والشباب قادراً على تحويل الفرص إلى أهداف.. ونقل سحره إلى الدوري اليمني.. والقصير عادة مكير.. وللذين يشككون فإني أسألهم: من الذي دوخ ريال مدريد وارسنال.. ومن أطاح بالانجليز في كأس العالم 1986م؟!.. ومحلياً من هو أفضل مهاجم يمني في المنتخب اليمني أليس من فئة السحرة القصار؟!!.. وأما الثالث فالفنان ياسر الشيباني الذي أكد أهليته ميدانياً ,مهارياً وتكتيكياً وبدنياً للانضمام إلى منتخب اليمن.. لم لا؟! وهو يعزف ألحاناً رائعة المقاطع.. وأمتع الجماهير الأهلاوية وجذبت سيمفونيته ستريشكو ومعاونيه.. والآن حان الأوان للترحيب بالمتخصص في تنغيص راحة الحراس ومؤجج سعير الهجمات على حصونهم التي تتهاوى جدرانها ,وترتعش فرائصهم عندما يقترب من مستطيل ال18 إنه الأسمراني الكونغولي موتشومبا.. عشق الأهلي الحالمي حتى تفوق على أبناء القلعة الحمراء في الهيام. وبجواره بسام حميد صانع ابتسامات العميد الحالمي ومن قبل في قلعة الرشيد بالضبوعة كان عملاقاً .. وازداد عملقة بالتحاقه بصفوف الأهلي.. ولايمكن العبور من عنده إلا إلى محمد الحلحلي.. الظهير الأيسر ومفجر صاروخ أرض أرض في مرمى بيارق الهاشمي بعدن .. ودعونا نتحدث عن الظاهرة فهمان عايش المتربع على مركز الظهير الأيمن.. فهو ذو خبرة عالية في قصف المرمى بالأهداف ,وتحويل الكرات محملة بالمتفجرات إلى خط الستة فيشعلها مهاجمو الأهلي الحالمي نيراناً تشتعل في الشباك.. وتشتعل معها قلوب الجماهير الأهلاوية ابتهاجاً وسعادة.. وأما الثنائي علي ناصر الآنسي وعبدالودود قاسم فإنهما مدافعان غير أنهما يحملان قلبي مهاجمين.. يناوران.. يخاطران .. يجازفان .. يقتحمان .. يصنع عبدالودود الفرصة.. ويسجل علي ناصر هدفاً يتوج به المجهود.. ويرجح به كفة الفريق الذي لايلين.. وأما ضابط إيقاع الوسط الأحمر.. فهو سليمان العديني الهادىء هدوء الحكيم ,المتأني ,الجندي, المجهول الذي ارتضى بأن يؤدي مهامه التكتيكية فكان جديراً وقديراً. واكتملت القائمة الأهلاوية بانضمام أوليفر فيكتور ليشكل ثنائياً هجومياً جيداً أخذ في الانسجام وبدأت ثمار ذلك تتضح وتنضج.. أما حارس عرين الأهلاوية باعنتر وزميله مروان فكلاهما ليثان يزأران في المرمى ,ويذودان بكفاءة ولايضيرهما بعض الهنات.. فالأول عنتر.. والثاني غضنفر.. .. هذا هو الأهلي الحالمي الذي عرفناه.. وهو كذلك وربما أكثر .. تجور عليه الظروف لكنه كالصبار لايموت حتى في ظل قحط الدعم .. وشحة الداعمين .. يتماسك.. ويتحامل على جراحاته ليعلم العاجزين أن الظفر مع الصبر.. وأنه أكبر من الهزات الزلزالية التي تصنعها براكين المتربصين .. وخور وارتهان إدارييه للتواكل.. فإن نامت الإدارة تيقظت الهمة لدى الجهاز الفني واللاعبين.. والجماهير الأهلاوية لها حكاية خاصة فهي سر البقاء للعميد الحالمي, وعنوانه أينما رحل فألحانها تتوالى.. وأغانيها تتعالى.. وأهازيجها لاتصمت.. ورقصها دائم.. وهديرها لاينقطع .. وإن شاء الله أفراح الأهلي الحالمي دائمة .. وهي أيضاً بإذن الله قادمة .. وأدام الله سروركم يا الأهلاوية.