على عكس الذين شككوا بقدرات الأهلاوية ونزاهتهم وتماسكهم، فقد كنت على يقين أن الفريق الكبير يكون كعادته كبيراً في اللقاءات الصعبة، وأن ما تهامست به ألسن المرجفين في المدينة الحالمة ليست سوى «وساوس قهرية» ناتجة عن ضغائن دفينة للعملاق أهلي تعز!. فرغم أن حالته المادية تعبانة، لكنه لم يكن فريقاً خاوياً من الحماس والكبرياء، أو خالياً من النجوم والمواهب العاشقة للقلعة الحمراء، والمتيّمة حتى الوله بالعميد الحالمي... فتابع جمهوره العظيم مباراة رائعة المستوى، فنية وتقنية وإبداعية.. فكان الإمتاع حاضراً. وقدموا درساً بطولياً في الشجاعة والولاء ونقشوا على قلوبهم حب الأهلي، ففازوا في الأداء والنتيجة، على فريق الترسانة الاحترافية، التلال الذي ظن في الأهلاوية ظناً فخاب ظنه، فكان أن التهمته أسود الجحملية وصالة!!. مهما اختلفت الجماهير في تقييمها لأداء الإدارة الأهلاوية بشأن استئناف الدوري أو الانسحاب منه، فإنها في الختام تتفق على أن المصلحة الأولى للهلاوية قد تحققت، بفضل تكاتف المنظومة الإدارية والجهاز الفني واللاعبين والصحافة الرياضية المنصفة. وإذا كانت الإدارة الآفلة قد أنهكت الفريق الموسم الماضي، فإن الإدارة المعينة من الوزارة تمكنت من تجاوز مرحلة الخطر، ونهجت الدرب الصحيح الموصل إلى إبقاء العميد مع كبار الأندية، وسحقوا تكهنات المتربصين، وتخرصات المثبطين، وأسعدوا القلوب الواجفة، وتفتحت أسارير الوجوه الواجمة، وانتصروا للقيم التنافسية، ورفضوا بيع الذمم في مزاد علني، أو عبر سماسرة التلفونات، ورابطي الصفقات المشبوهة. إن أهلاوية تعز هم الذين يستحقون بطولة أخرى ودرعاً ذهبياً آخر يرصد للفريق المثالي، النزيه، المتعالي، بنفسه الكبيرة عن دنايا «ملايين السوق السوداء» رغم أن خزانته بلا رصيد سوى أرصدة الولاء والشعور بقيمة النصر على الأبطال، والاستمتاع بكرة القدم، وهي متعة لاتشترى بالملايين المشبوهة، ولا بالمباريات المطبوخة.. لهذا الأهلي هو عميد الدوري!!