لا أظن أن أي أهلاوي تعزي كان يرى السيناريو الذي انتهى به أمس في ملعب المريسي بصنعاء حين نال عميد الحالمة لقبه الأول في مسابقة كأس الرئيس لكرة القدم في نسخته الرابعة عشر.. فما مر به هذا الفريق مع ختام جولات دوري الأولى كان أشبه بالعاصفة التي تقتلع كل شيء في طريقها.. وقد رأينا ذلك في كثير من التفاصيل التي تداولها الجميع. هذا الأمر هو الواقع، وأظن أن الجميع يقر معي بذلك، والحديث هنا عن البداية والانطلاقة، وليس عن المحطتين الأخيرتين التي أزاح فيهما التلال، ثم قضى على طموحات الجار الطليعة في الموعد الكثير. وبعيدا عن كل هذا.. دعونا نرفع القبعات للأهلي بلاعبيه الشبان ومدربه وجهازه الفني وإدارته الحديثة، بما تحقق وما كان، وما كتب في تاريخ كرة القدم اليمنية مساء أمس حين دون اسم بطلا جديدا لمسابقة توج ببطولاتها الثلاثة عشر الأولى خمسة أندية إن لم تخني الذاكرة.. هي بطولة كبيرة لأن زادها وركائزها كانت مختلفة غير التي يعتادها الجميع في مشاوير التتويج باللقب.. بطولة تعيد إلى الأذهان سنوات ماضية لحقبات زاهية. من قرأ معطيات اللقاء النهائي على الورق قبل صافرة البداية كان يعطي الطلعاوية اللقب عطفا على خبرة لاعبيه، لكن انظروا ما تحقق، وما أنجز.. لقب كبير بإقدام لاعبين صغار وحماس نجوم شبان وواعدين .. تمسكوا بحظهم كاملا غير منقوص، فحققوا ما لم يراه أحد ممكنا.. وثقوا بقدراتهم فكان العنصر الأخير ونتاج المعادلة، من اختصاصهم وحق لهم دون غيرهم.. أرادوا أن يصنعوا التاريخ لأنفسهم كلاعبين في مرحلة تعطلت فيها كثير من اللغات.. فكان لهم ما أردوا.. ليقدموا درسا بليغا في كرة القدم.. درسا مجانيا سطوره الولاء الانتماء الحب العشق بأداء كبير قلب المعطيات. مبروك للأهلي التتويج المستحق الذي آمنوا به وحدهم فأنجزوه في مشهد عظيم.. مبارك التتويج والاستحقاق.. مبارك لتعز الرياضة والإنجازات التي تتوالى.. وكل سنة والجميع بخير.