يحق لنا أن نكتب بالحبر الأحمر.. ونؤلف قصيدة الأهلي، ونروي حكاية العميد الحالمي.. الذي تجتهد فيه هذه الأيام الكتيبة الشابة والشجاعة لتدوين اسمائها في سفر المجد للقلعة الحمراء، وتعيد إلى القلوب المكلومة تيار المسرات ليضيء ضواحي تعز، ويمنح الجماهير الرياضية البهجة التي غادرت الحالمة منذ الموسم الفائت، حينما ساقت الأقدار الأهلاوية إلى المحطة الثانية، ليعيدوا تشييد صرح الأحمر الحالمي، ويتزودوا منها بالطاقة اللازمة التي تمد الفريق الكروي بالروح المعنوية. - إن الأهلي كالبحر الأحمر يقذف بالخبث والنفايات، ويحتفظ بالأنفع والأقدر على البقاء في السفينة العائمة، وأن بحر الأهلي يتحول إلى براكين تتقاذف حممه فتطال كل من يحاول النيل من العميد الحالمي، فتحرقهم بجهنمياتها، وتشوي وجوههم بأدخنة وسديم العصارة التي تنفثها براكين الغضب، حباً في الأهلي النادي، وعشقاً للفريق الممتع، والأحمر المبدع، وجيل الألفية الثالثة الرائع، رواد الفن الكروي، والسحر المدهش الذي يذكرنا بأهلي تعز العسولي والقاضي والورقي ومتعة وإثارة المباريات التي لاتزال محفورة في الذاكرة للجماهير والتاريخ ، وهاهي اليوم تتناسخ الأجيال الأهلاوية ، وتتوالى الانتصارات الجميلة ، والعطاء الراقي ، والمستوى الممتاز ، وتتضح موهبة جيل الأهلاوية الأحمر ، الذي تعلِّق عليه جماهير تعز بكل أطيافها وشعاراتها أن يؤسس مرحلة جديدة للعملاق المتأهب لخوض رحلة العودة إلى صفوف الكبار ، وتقديم الوجه الحقيقي للرياضة الحالمية اعتماداً على إمكانات لاعبيه ،ومهاراتهم وإبداعاتهم التي أعدتهم خيرة من المدربين الأهلاوية وصقلتهم خبرة اكتسبوها من تجربتهم الفريدة مع منتخبات الناشئين والشباب الموسم الفائت. وهاهم كتيبة الأحمر الحالمي يتوجون جهود الجهازين الفني والإداري بالاستحواذ على صدارة مجموعتهم بجدارة وتتحفز للإبقاء على جذوة الأمل والاستمرار في صناعة الفوز ، وإعلان عقد قرانهم على صدارة المجموعة الأولى .. والعودة المكللة بالسعادة والفرحة الكبرى لالتئام شمل الأهلي التعزي بدوري النخبة وتنشد الجماهير أغاني وأهازيج العرس السعيد طرباً بهذه المناسبة ، ونردد كلنا ونبارك للحالمة .. ونعانق العميد الحالمي مستبشرين »دام الله السرور ياالأهلي« - بهدوء ودون ضجيج تواصل الكتيبة الأهلاوية تقدمها، محطمة أمامها سدوداً من ركام الماضي، ومتجاوزة حواجز الظروف القادسية التي صنعتها رواسب الهبوط الأليم. ولقد برهن الأهلاوية بإخلاصهم وتكاتفهم أن حبهم للقلعة الحمراء وعشقهم للإبداع، وإدمانهم للفن الكروي الذي يعزفه شباب الأحمر الحالمي على المستطيل الأخضر، يفرض على الجمهور التحلي بالهدوء والصبر على الفريق الأهلاوي، وتقديم الدعم والمؤازرة للنجوم الواعدين في صفوف العميد الحالمي، الذين حملوا على عواتقهم مهمة إنجاز العودة إلى مصاف الكبار.. وهاهي البشائر تتوالى بالانتصارات الباهرة، التي كانت نتاجاً طبيعياً للعمل التكاملي للجهازين الفني والإداري، واستبسال اللاعبين، وانسجام الكتيبة الحمراء من أبناء النادي والمحترفين، بحيث شكلوا تجانساً رائعاً أسهم في تحقيق نتائج أفضل، بدعم ومؤازرة من الجماهير الأهلاوية التي استوعبت دورها، وتخلصت من الدخلاء الذين تحولوا في الموسم الفائت إلى نجوم في التعصب والنرفزة، ومارسوا الضغوط السلبية التي قادت الفريق إلى ماأراده له خصومه، لكن جماهير العميد هذا الموسم تمتلك من الوعي وثقافة التشجيع مايجعلها ورقة ضغط تربك المنافسين، وتضخ الروح القتالية والحماس في نفوس لاعبي الأهلي، ولهذا فمسيرة الفريق تشير إلى ان المناخات الصحية والمساندة الايجابية للجماهير تقف وراء التطور الملحوظ على أداء الفريق من جولة إلى أخرى.. ولاينبغي لأحد غمط الإدارة الأهلاوية دورها وحقها في التطور رغم انتقاداتنا لأدائها في السابق، وتحفظاتنا إلى الآن على بعض خطواتها ومن الموضوعية والإنصاف أيضاً الإشادة بماتقدمه من اهتمام ودعم للفريق الكروي، الذي يخوض معركة العودة إلى دوري النخبة. - ومع الإقرار بالجهود الإدارية، لتلبية متطلبات المرحلة الحرجة التي تتمثل في تسهيل وتيسير مهمة المدرب الإثيوبي سيوم كبدي، وتثبيت تشكيلته الأساسية، وتطعيم الفريق الأهلاوي ببعض المحترفين، ممن أثبتوا حتى الآن جدارتهم، وصنعوا مع أبناء النادي كتيبة حمراء، تقذف اللهب في شباك الأندية المنافسة فتحرقها، وترعب الفرق الأخرى بقدراتها ومهاراتها وفنونها التي تترجم إلى انتصارات، وتحصد النقاط الثمينة.. بحيث اقترب الأهلي من الوصول إلى دوري الأضواء مجدداً. - وكي لايندرج حديثنا تحت بند الأحلام والأماني، أو الثناء والمدح الفارغ، نؤكد أن على الإدارة الأهلاوية تقع مسئولية الدعم المتواصل، والابتعاد مؤقتاً عن الأضواء، والاقتراب كثيراً من الفريق، وتلمس لوازم التفوق، وعدم الاكتفاء بالإطلالة والمشاهدة من كراسي المنصة في ملعب الشهداء، أو التواصل بالهواتف الجوالة من المكاتب، وإنما الحرص على زيارة الفريق في تدريباته، وإشعاره بأن الإدارة تؤازرهم. وتهتم وتتابع، وهو مايمنح اللاعبين ارتياحاً، ويبث فيهم الثقة والاطمئنان ومن شأن ذلك توطيد العلاقات ومنع اختراق الجسور التي تقيمها الهيئة الإدارية مع الفريق، وإيقاف أية محاولة لبث شائعات وأراجيف قد تحطم المعنويات أو تعطي الفرصة للنيل من المنظومة الأهلاوية المتماسكة، والتي تؤسس لمرحلة جديدة، عنوانها «كلنا أهلي.. والأحمر في قلوبنا». - في يقين الجماهير الأهلاوية أن العميد الحالمي في أفضل حالاته، وأن موعد الاحتفال والأفراح والزغاريد الحمراء يقترب أسبوعاً فأسبوعاً.. ولكننا نريد أن تسخر كل طاقات الجماهير والإدارة واللاعبين باتجاه رسم الفرحة بالجد والمثابرة، والتعامل مع كل مباراة في رحلة الإياب بأنها مباراة نهائي كأس، وأن يبقى الجميع متأهبين، لمواصلة المشوار الأهلاوي الجميل، وعدم الركون أو التراخي في اللقاءات التي تعد حاسمة، ولهذا فإن الصدارة ينبغي أن تمنح فريق الأهلي الحالمي دفعة معنوية إيجابية عالية الفولت لخوض المباريات في الإياب.. كما أن الجماهير الحمراء سيكون عليها إعلان حالة الطوارىء ومواصلة شدوها وألحانها وهديرها الرائع الذي يغذي الفريق الأهلاوي بالطاقة المطلوبة، والروح، ويؤجج في شرايينهم العزيمة الحمراء، وتبعث في نفوسهم الإرادة لتحقيق الانتصارات، وعزفها ألحاناً أهلاوية تطرب الاسماع، وأهدافاً تنتزع الإعجاب والإدهاش وتفرض على الكتيبة الحمراء تقديم الإمتاع وفنون الإبداع. - لقد كررناها.. وسنعيدها ثانية وثالثة ومائة.. «من يعشق الأهلي فلا يفتح عليه النار».. وليترك الأهلاوية خلافاتهم وراء ظهورهم، أو ليدوسوها تحت أقدامهم، مادام ذلك في المصلحة العليا للنادي العملاق.. ففي هذه الأيام يخوض الأهلي الحالمي معركة التأهل والصعود إلى دوري النخبة الذي هو عنصر أساس، ومؤثر فيه.. وسفير الحالمة الثالث في مجموعة كبار الأندية اليمنية لكرة القدم. - وبدون مكابرة، أو انتقاص وبدون محاباة أو مجاملة، فإن الأهلي سيبقى في دائرة الخطر إذا مابقي بعض أبنائه منشغلين بتصفية حساباتهم على حساب النادي، وإذا استمروا في «نغبشة» الحساسيات، ونبش المدفون، وإيقاظ النائمة الملعونة فإن من شأن ذلك تقديم خدمة مجانية لمنافسيهم.. فيما الفريق الأهلاوي بحاجة إلى جهود الجميع وتكاتف وتعاون محبي القلعة الحمراء، وذلك سيدعم المسيرة الرائعة للفريق الكروي، ويشيع أجواء صحية تمنح اللاعبين الاستقرار والتفرغ للعطاء في الميدان بدلاً عن الانشغال «بخبابير» هذا أو ذاك. إذن.. فالدرس الأهم من ذلك أن يبتعد الأهلاوية عن إعلان التبرم والتضجر.. وأيضاً الالتزام بأداء ماعليهم من واجبات تجاه النادي ان كانوا فعلاً يحبونه بصدق وإخلاص وولاء خالص.