يتحاشى الأضواء، أو أن الصحافة تحاشته، وتعاملت معه بالنسيان وأهملت مدرباً محترفاً كان يستحق منها الكثير من الاهتمام وتسليط الأضواء، وإعطاؤه الأولوية عند تحليل الفكر التدريبي للمدربين الأجانب المحترفين. - الإثيوبي «سيوم كبده» وليس «كبدي» كما يكتبه البعض أو يناديه خطأً هو أحد المدربين الذين برهنوا على امتلاكهم الكثير ليعطوه في الميدان، تكتيكاً وفكراً رياضياً، وإلماماً بما له علاقة بالكرة اليمنية واللاعب اليمني، وتمكن في فترة وجيزة من مسيرته التدريبية في اليمن من تجذير وترسيخ وتنفيذ شعار «بالإمكان تحقيق أفضل مماكان»، وهاكم سجله منذ قدومه إلى تعز قادماً من أديس أبابا التي قاد فيها منتخب بلاده الوطني في التصفيات الأفريقية، ناهيك عن تاريخه كلاعب في ناديه الإثيوبي. - قاد نادي الصقر إلى إنجاز أول بطولة له منذ تأسيسه وأحرز معه وتحت قيادته دوري الدرجة الأولى الموسم الكروي 5002/6002م، وبذلك أكد أنه مدرب ذو خبرة ودربة وكفاءة، فقد تمكن في العام التدريبي الأول له من إحراز اللقب الأول لنادي الصقر الحالمي. ولأسباب تتعلق بالصقراوية - ليس هنا موضع مناقشتها - فرطوا به.. ولم يتأقلم مع الرشيديين الذين كانت طموحاتهم محدودة وإمكاناتهم المادية أيضاً محدودة، وكانت وجهته التالية القلعة الأهلاوية، وهي تجربته الناجحة الثانية. - لقد أحسنت إدارة الأهلي الحالمي في اختيار المدرب «سيوم كبده» الإثيوبي الخبير، الذي عمل على غربلة الفريق، وتخلص ممن وجدهم لايلتزمون بواجباتهم أو يتمردون، أو يحاولون التملص من التدريبات، واتخذ قراراً جريئاً بالاعتماد على كوادر النادي وناشئيه وشبابه، الذين منحهم الفرصة في خوض مباريات الموسم الماضي الذي كان قد تأكد هبوطهم خلاله إلى الثانية.. وأعتبر تلك المباريات إعداداً لتصفيات الدرجة الثانية المؤهلة للدرجة الأولى، فمنح الثقة للاعبين علي ناصر الآنسي - وليد حسن الحبيشي - ياسر الشيباني، وقد أثبتوا صدق حدسه، وصوابية رؤيته، فكانوا بالفعل نجوماً، واستطاع المدرب سيوم أيضاً تشكيل تجانس بين المحترفين الكونغوليين والإثيوبيين والمحليين والناشئين النجوم إلى درجة أفرط الجمهور الأهلاوي في عشقهم للأداء الممتع، والمستوى الرائع ووصفوا العميد الحالمي بالبارشا اليمني - طبعاً مع الفارق الكبير، إلا أننا نشير إلى درجة الإعجاب التي نالوها بقيادة الإثيوبي سيوم. - لقد تسبب تغيير المدرب عبدالعزيز مجذور في تهبيط الأهلي إلى الدرجة الثانية في الموسم الكروي الذي عاد فيه إلى الأولى، ولهذا فإن من الشط وعدم الحكمة ارتكاب نفس الخطأ بتغيير المدرب سيوم الذي نجح في إعادة الروح للاعبي الأهلي، وإشعال البهجة في النفوس، والسعادة في كل قلب أنصار هذا النادي الكبير.. ولانريد للإدارة ان تكون كما قال الله تعالى في القرآن كالذي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً».. بل نريدها أن تحول دون التفريط بهذا المدرب، ولابد لها من العمل على ابقائه مدرباً للأهلي في الموسم المقبل خلال بطولة أندية النخبة.. ففي ظل تراخي الإدارة عن التعاقد مع الإثيوبي سيوم، ستحظى بخدماته أندية أخرى، بدأت تفتح قنوات اتصال معه ليقودها ويدرب فريقها في الدرجة الأولى.. ولذلك فاننا نحث إدارة جميل الصريمي على تجديد عقدها مع المدرب الذي نجح في قيادة الأهلي للعودة إلى الأضواء بقوة وباقتدار، ومنحه التعاون المناسب لإنجاح مهامه، فهو مدرب طموح وسيسعى بواقعية للتعامل مع دوري النخبة بصورة جديدة وجدية، للمنافسة على تحقيق المركز الموائم لامكانات الأهلي الحالمي، وتاريخه وأمجاده، وقاعدته الجماهيرية العريضة التي تتوق لرؤية أحمر تعز وهو يتبوأ مكانته الحقيقية اللائقة، ويعاد إليه اعتباره كنادٍ عملاق لايرضى إلا بأن يكون كبيراً مع الكبار يتنافس معهم، ويسهم في دعم رياضة تعز، وادامة الأفراح الحالمية.. فياإدارة الأهلي لقد نجح سيوم مع الأهلي، وندعو الله تعالى ان يتواصل نجاح الأهلي مع مدربه الإثيوبي سيوم كبده..