خلال ثلاث مناسبات كان حاضراً فيها ضمن أندية النخبة في المواسم الأربعة الفائتة، لم تعرف جماهير أهلي تعز الثقة بفريقها سوى في عهد المدرب الإثيوبي سيوم كبدي الذي نجح في إعادة “عميد الحالمة” مجدداً إلى الأضواء عقب هبوط اضطراري إلى الثانية، وليقدم بعدها نتائج جيدة وأداء هو الأفضل بين جميع الأندية وفقاً لكثير من المتابعين واحتل حينها المركز الخامس في الموسم قبل الفائت. حينها كانت الجماهير الأهلاوية التي تكتظ بهم مدرجات الشهداء وهم يصدحون “حيا بك يا سيوم”، مشحونين بثقة مبررة في قدرة معشوقهم الأحمر على إسقاط أعتى المنافسين مهما بلغت قوتهم ونجومية لاعبيهم. في الموسم التالي غادر المدرب الإثيوبي تعز صوب العاصمة التجارية عدن ليحط رحاله في التلال، وتجرد الأهلي من أبرز أسلحته أمثال المحترف الكونغولي “موتشومبا” وسليمان العديني وفهمان وعايش الذين تسبب رحيلهم في إحداث ثغرة واضحة عجزت إدارة الصريمي والمدرب المصري وقتها “محمد حلمي” عن سدها فكانت النتيجة الطبيعية سلسلة نتائج سلبية قذفت بالفريق إلى ذيل قائمة ترتيب الفرق مع نهاية الدور الأول من الموسم الفائت. وضع الأهلاويون أيديهم على قلوبهم خشية أن يتكرر سيناريو الهبوط غير أن الجمعية العمومية أيقنت أن التغيير لابد أن يتم قبل وقوع المصيبة، تم التغيير فعلاً وتبددت هذه الخشية من خلال تحرك سريع أثمر عن الإطاحة بإدارة الصريمي والدفع بعدد من الأسماء التي باركها وزير الشباب والرياضة فأصدر قراره بتشكيل لجنة مؤقتة برئاسة علي ناجي الرعوي وعبدالرؤوف مرشد نائباً أول وعبدالعظيم القدسي نائباً ثانياً وعصام إبراهيم مشرفاً رياضياً وعبدالعزيز طه أميناً عاماً وعبدالملك ثابت مديراً عاماً وهؤلاء هم محور العمل الرئيسي إضافة إلى عدد من الأعضاء الآخرين. أدرك هؤلاء ماهية المهمة التي جاءوا من أجلها “مهمة إبقاء الفريق” في دوري الأضواء وهو ما يريده الجمهوري العاشق لفريقه حد الثمالة.. بدت المهمة صعبة ومزروعة بعديد أشواك لكنهم اتفقوا جميعاً على هذا الهدف فعملوا بروح وثابة وجهد مضاعف، ورغم بعض الخلافات الجانبية التي كانت تطفو على السطح بين الفينة والأخرى إلا أنهم نجحوا في تحقيق هذا الهدف وحجز “الأهلي” مكانه بين الكبار لموسم آخر. وماذا بعد؟.. بعد بقاء الفريق وفي خطوة مفاجئة لمعظم الأهلاوية قدم الرعوي ومرشد والقدسي استقالة جماعية فيما يشبه الهروب أو التجرد من المسئولية. بوسعنا أن نقول لثلاثتهم شكراً على ما أنجزتموه لكن وفي المقابل سنصرخ في وجوههم بملء الفم “إنكم تخونون الأمانة” نعم تخونون الأمانة حين تتركون النادي في مثل هذه الظروف. لقد نسيتم يا هؤلاء أن المهمة الأكثر أهمية من بقاء الفريق الكروي في دوري الدرجة الأولى كان التحضير والتهيئة لانتخابات إدارية مبكرة يتم فيها انتخاب لأشخاص الذين سيتسلمون الراية منكم لا أن تتركوا الأهلي “وكالة من غير بواب”. إنكم بهذا الفعل تقذفون بالنادي بقصد أو غير قصد إلى الضياع.. تنسفون كل الجهود الجبارة التي قدمتموها في الفترة السابقة. يعتقد البعض أن الاستقالة قد تبرىء ساحة هؤلاء، من أي إخفاقات أو مصائب قادمة قد تحل بالأهلي وهذا غير صحيح ومنافٍ للحقيقة تماماً. أتساءل هنا: كيف سيخوض الفريق منافسات الدوري المقرر انطلاقه بعد أقل من أسبوعين (وفقاً لتصريحات مسئولي اتحاد الكرة) في ظل الفراغ الإداري الذي تركه هؤلاء باستقالتهم ولاعبين لازالوا في إجازة مفتوحة منذ آخر مباراة خاضوها قبل أكثر من خمسة أشهر. لقد كان هؤلاء المستقيلون أكثر الأشخاص الذين طالبوا بتغيير الإدارة انطلاقاً من حبهم وخوفهم على انزلاق الأهلي إلى غياهب الجب وهم الآن أنفسهم من يكتبون فصول هذه المأساة بسيناريو مغاير من خلال استقالتهم التي لم يحرصوا على إشعار أعضاء الجمعية العمومية بها. إن حب الأهلي ليس مجرد صراخ وقرارات ارتجالية غير محسوبة العواقب نبحث من ورائها عن مصالح شخصية أو إثبات من هو الأقوى. حب الأهلي يتطلب التضحية والشجاعة في تحمل المسئولية لا يفترض أن يبقى عميد الحالمة هكذا في الشتات يدور في حلقة مفرغة لاطرف لها. الآن وفي فعل فاضح لا يجلب الاحترام لبقية أعضاء الإدارة المرابطين باسم الأهلي دونما شرعية، يحاول الأمين العام المقال عبدالعزيز طه لملمة أسماء كان ولايزال يعول عليهما في دعمه هاهو يدعو الجمعية العمومية لاجتماع في مبنى المحافظة بغية تزكية الإدارة المقالة أصلاً بعد تقديم رئيس الأهلي نائبيه استقالة واضحة الحركة التي يقصدها عبدالعزيز طه، أن يجمع توقيعات وهمية لرفعها لوزير الشباب لاعتماد التزكية الأصل أن تكون الدعوى عامة عبر الصحف والالتقاء في مقر النادي الأهلي.