- قليل التصريحات.. هادىء.. متأنٍ .. يعشق العمل بصمت.. وتنطق بدلاً عنه انجازاته.. فهو كثير الاجتهاد.. كثير النجاحات.. لكنه أداء راقٍ يفرض على الصحافة ان تسلط عليها الأضواء، وتنصفه كمدرب خبير.. يعتمد على إمكاناته وكفاءته وخبرته الطويلة في مجال التدريب (سيوم كبدا) أحد أفضل المدربين الأجانب الذين حققوا مع الفرق التي قادوها مسيرة رائعة وسجلاً واضح البصمات.. يشهد له بالتفوق حتى على نظرائه المدربين في دوري المحترفين ببلادنا.. - قد يدعي المشككون بقدرات هذا الاثيوبي الكفؤ بأنه حقق للصقر البطولة الأولى لأنه كان فريقاً مزدحماً بالنجوم المحليين والمحترفين الأفارقة، وأن الأصفر الحالمي حينها امتلك فريقاً متكاملاً من حيث الامكانات المادية، والنجوم الكبار في الدوري اليمني. - وإذا افترضنا صحة ذلك.. فماذا عن تجربته الفريدة مع أهلي تعز. لا شك الحقيقة ساطعة وتؤكد أن وضع أهلي تعز قبل استلام المدرب الاثيوبي (سيوم كبدا) مهمة تدريبه كان في حالة انهيار وتضعضع وقد ثبت انه هابط إلى الدرجة الثانية في الموسم الكروي 2007/2008م لكن خبرة (سيوم) صنعت الفارق الذي ارتقى بالعميد الحالمي ارتقاءً لم يكن يأمل فيه أعظم المتفائلين.. إلا ان هذا المدرب تمكن من تجميع شتات الفريق الأحمر وخلال نصف شهر من استلامه قيادة الأهلي التعزي وظف قدراته في إعادة ترميمه، واعتمد على أبناء القلعة الحمراء، وأتاح الفرصة للكتيبة الشابة (ياسر الشيباني – وليد الحبيشي – علي ناصر الآنسي – عمر علي جمال – محمود جمال – الشمسي – عبدالودود.. الخ) وشكل توليفة منسجمة في فترة حرجة، وزرع فيهم الثقة بالنفس، حتى قيل ان هذه مجازفة، لكن بعد رؤيته صدقت، وقدم المدرب الاثيوبي (سيوم كبدا) أهلي تعز كفريق أحلام، وصاغه صياغة مبتكرة وتحول الأهلي بقيادته التدريبية إلى عميد بشخصية رائعة أداءً ونتائج، وعاد به إلى الدرجة الأولى، بقوة وثقة رسخت في قلوب الجماهير الحب للأهلي، وأعادت الذاكرة الزمن الجميل للرعيل الأول لهذا العملاق الحالمي. - ان النجاح الذي أنجزه المدرب (سيوم) مع أهلي تعز أبهر الفرق المنافسة وهو مايشير إلى أنه قد أقنع رؤساء الأندية الذين بلا شك سيسعون للتعاقد معه كما تشير بعض المصادر الموثوقة إلى وجود محاولات حقيقية من أندية العاصمة صنعاء على وجه خاص ناهيك عن الهلال وشعب إب اللذين يخوضان معمعة الفرار من هاوية الدرجة الثانية.. وهذا يستدعي من إدارة أهلي تعز قطع الطريق على تلك المحاولات وتجديد الثقة بالمدرب الاثيوبي (سيوم كبدا) بتجديد التعاقد معه، لان الاستقرار للجهاز الفني قد أتاح للعميد الحالمي الظهور بأفضل حضور له خلال الموسم الكروي الحالمي، وقدم أجمل عروضه ونتائج ممتازة.. كما أن جماهير الأهلاوية طالبت في أكثر من موقف الإدارة برئاسة جميل الصريمي بأن تتخذ قراراً مبكراً يحول دون انتقال المدرب سيوم لقيادة فريق آخر. وبات من المنطقي ان تخطو إدارة جميل الصريمي خطوة استباقية لإيقاف الاتصالات التي أخذت تتزايد طلباً لخدمات هذا المدرب الذي يعمل بصمت لكن إجمالي مسيرته مع أهلي تعز صنعت النتائج التي تؤكد ان أفعاله تسبق تصريحاته، وانه مدرب خبير استطاع استيعاب وفهم وتوظيف قدرات أهلي تعز، وتابع الدوري اليمني وتعامل مع الفرق المنافسة للعميد الحالمي تعاملاً ذكياً.. وبخاصة دور الإياب الذي يعتبر المرحلة الاختبارية لقدرات المدربين.. وقد نجح فحقق هدف البقاء للأهلي.. وهو يخوض بهم غمار المنافسة في الجولات الثلاث الأخيرة. متخطياً الكبوة أمام العنيد.. فعلاً انه مدرب جدير بالتقدير.. ويستحق ان تحرص عليه إدارة الأهلي التعزي، ان كانت تسعى إلى التفكير الجدي بالإعداد والجاهزية السليمة لموسم كروي على الأبواب.. والبطولات المتزامنة معه..