يحق لجماهير أهلي تعز أن تمسك على قلوبها، ويحق لها أيضاً أن تعلن القلق، وتتبرم من انفراط عقد لاعبي الفريق الكروي وتركهم القلعة الحمراء التي وإن كانت لاتزال قادرة على تخريج أجيالٍ من عاشقي العميد الحالمي، ومبدعي الفن الكروي، الذين استطاعوا بإمكاناتهم المادية العادية التفوق على الصعوبات، ونموا كباراً عمالقة في الملاعب الرياضية، فكانوا أقوياء بتضامنهم وتجانسهم وحبهم وإخلاصهم وولائهم لناديهم، وتخطوا العوائق وحققوا طموحهم فبلغوا بقليلٍ من المال، وكثيرٍ من الروح المعنوية بالأهلي الحالمي إلى قمة المشهد الرياضي بتعز، بل تجاوزوه إلى إحداث زلزال أحمر في ذهاب دوري الأضواد الموسم الفائت.. وهو طموح وآمال تراود محبي هذا النادي كي يتكرر الإنجاز بالتأهل لدوري النخبة، لكنها آمال مشوبة بالقلق الشديد. طاقة بلوتونيوم إن جماهير الأهلي التي بعثت في اللاعبين روح الانتماء، وبالغت في عشقها للعميد الحالمي، كانت مثالاً رائعاً، وعنواناً بارزاً، وقوة عظمى تمنح الأهلاوية طاقة تفوق قدرة البلوتونيوم على الانطلاق، وتفجير ذخيرتهم الإبداعية، وهو ماكان، إلى درجة أدهشت المتابعين، وسحبت الإعجاب من الجماهير اليمنية ورصدت انفعالات وتفاعلات جماهير أهلي تعز كاميرات الفضائيات، وعدسات التصوير وأقلام الصحافيين، واستحوذت على مساحة كبيرة من اهتمام الصحافة المحلية لموال المواسم الكروي 2008/2007م. مندسون..!! إننا حينما نتحدث عن روعة المؤازرة الجماهيرية الأهلاوية خلال دوري الدرجة الأولى الموسم الماضي، إنما نسجل الاحترام والتقدير للجماهير الوفية ونذكر الذين استخدموا الرابطة الجماهيرية لتمرير مخطط التحريض على العنف في أوساط أنصار القلعة الحمراء بأنهم أجرموا في حق هذا النادي عندما تآمروا لتحويل الطاقة الجماهيرية الداعمة للفريق إلى طاقة تدميرية في إياب الموسم، فإذا بالسيناريو المؤامرة يحقق مبتغى المتربصين بهذا الفريق الطامح، والكتيبة الجامحة التي أرعبت القريب والغريب، فتحول أهلي تعز إلى ضحية تتناوشه سهام المندسين في مدرجات المشجعين، ممن يلبسون نهاراً شعار الأهلي، ويطبخون الدسائس عليه ليلاً لكي يعود هذا العملاق إلى القمقم الذي تخلص منه بلاعبيه الشباب.. وهكذا تأرجح مستوى الفريق وأسهم المشاغبون وبعض الإداريين في الإحاطة بالأهلي الحالمي من سلم الترتيب ودرجات المراكز المتقدمة في جدول الدوري إلى مؤخرته.. وأعلنوا الحرب الباردة على اللاعبين، وأقصوا المدرب عبدالعزيز مجذور ومساعده نبيل الآنسي، ثم حاربوا كل المخلصين الذين أبدوا ولاءهم للنادي، وأشعلوا بشماتة الفتنة وأججوا نيران البغضاء في صفوف اللاعبين، مستغلين غفلة الإدارة وإنشغال رئيس النادي. ارتفاع منسوب القلق ومنذ يونيو 2008م وأهلي تعز يموج بالأحزان، والغصص في حلاقيم محبيه، والندم يستولي على بشاشة وجوههم، والحسرة بادية على محياهم، ونفوسهم تتوق إلى عودة الأهلي هذا الموسم إلى واجهة الأحداث في دوري الأولى، مكانه المستحق، ليس لتاريخه وأمجاده فحسب، بل لامتلاكه أسس وعناصر التفوق.. لكن الأماني أضحت تختلط بالواقع الذي تغيرت فيه خارطة القلعة الحمراء، وانحسار مدها الأحمر، وارتفاع منسوب القلق بعد أن تخلت الإدارة الأهلاوية عن لاعبيها الممتازين، من خلال ممارسة التعنت أمام مطالبتهم بالحقوق والمكافآت التي توازي عطاءاتهم، مما أجبرهم على التفكير للعب في صفوف أندية أخرى، تسمح لهم الأجواء النظيفة فيها على إبراز إبداعاتهم في الميدان، كما سيحصلون فيها على أجورهم المناسبة بدلاً عن الوعود العرقوبية التي اشتهرت بها الإدارة حسب وصف اللاعبين. سياسة التطفيش فبالله عليكم، كيف يمكن للاعب عبدالله موسى وحسين الغازي وعمر جمال وسامي الشبوطي وياسر الشرجبي وعمر خالد وبقية اللاعبين الذين تتنافس على ضمهم العديد من الأندية أن يستمروا في نادٍ لاتمنحهم إدارته الاهتمام المعنوي وتدارس هموهم، ورفع أجورهم بدلاً عن سياسة التطفيش والضغط الذي أدى إلى الانفجار لينضم الثنائي عبدالله موسى وحسين الغازي إلى الصقر الجار الذي يعرف هذين اللاعبين جيداً وإمكاناتهما وروحهما الشابة التي ستخدم مسيرة الأصغر الحالمي. تعنت وإشاعات وكي لانسمع اسطوانة المؤامرة وبتراً للتأويلات التي قد يروجها البعض باتجاه الإدارة الصقراوية بأنها تسعى لتقويض الأهلي من سلاحه، نعود فنؤكد أن الصقر لم يرتكب خطأ لأنه نادٍ يتعامل مع اللاعبين باحترافية، إلا إذا كان الأهلي معه في الدرجة الأولى، فالحقيقة هي أن الإدارة الأهلاوية استمرت في تعنتها ولم تناقش بجدية مطالب اللاعبين وزملائهم، وهي التي تتحمل وزر التفريط بقوة الفريق، حتى وإن كانت دواعيها الاعتماد على اللاعبين الناشئين الذين ظهروا بامتياز في منتخب الأحمر الصغير خلال نهائيات آسيا الشهر الماضي.. فإذا كانت إدارة جميل الصريمي قد وافقت على برنامج المدرب الاثيوبي «سيوم كبدي» بتشبيب الفريق، فإن عليها أيضاً المحافظة على أركان الفريق الذين يمتلكون رصيداً من الخبرة الميدانية لتقوية النزعة الهجومية والحصانة الدفاعية وخط الوسط، لأن دوري الدرجة الثانية يحتاج إلى عزم ونفس طويل ومزيج من الشباب الطموح والخبرة التي تسد الثغرات وتكفي لامتلاك الفريق الثقة والقوة الدافعة للصمود والارتقاء بالأداء وحصد النقاط العزيزة التي ستتنازعها الأندية. الاستفادة من الأخطاء ثانية وثالثة ومائة وألف نؤكد أن أهلي تعز نادٍ كبير، وفريقه الكروي تقف خلفه قاعدة جماهيرية لاتضاهى، ومتى آزرت بإيجابية وتخلصت من المندسين والمهووسين بالتعصب فإن الأهلي سيظهر بقوته المعهودة، وتعود إليه العزيمة والهمة العالية.. وسينتفض بلاعبيه الشباب.. إذا أدركت الإدارة خطورة التخلي عن المزيد من الكتيبة الحمراء التي رسمت الفرحة بالعودة إلى دوري النخبة 7002م وإذا عملت على ترميم الشروخ الناتجة عن تنقلات بعض اللاعبين واستفادت من أخطائها في الموسم الفائت فيمكننا التفاؤل، والحديث بثقة وأمل عن عودة مرتقبة وقريبة لعميد تعز إن شاء الله. تسطير إننا نحرض الجمهور الأهلاوي على المساندة الإيجابية للفريق الكروي الذي سيبدأ مسيرة العودة للدرجة الأولى يوم الخميس المقبل ونرجو أن لايسيطر عليهم المتعصبون والمتشنجون، وإذا كان هناك استياء من أخطاء الإدارة فينبغي أن لايتحول ذلك إلى زوابع واضطرابات في صفوف الفريق، فهو بمسيس الحاجة إلى المؤازرة من أجل الأهلي النادي، وليس من أجل الأشخاص، ولابد من اجتناب الشوسرة والإشاعات، وإيقاف مخطط الذين لايرتاحون إلا في أجواء مفخخة بالقلاقل وخصوصاً قبيل مباريات الدوري.. وياأيتها الجماهير الوفية أنتم أهم عامل داعمٍ لعميد الحالمة، فلا تخذلوه، وادفنوا الماضي التعيس ولتبدأوا مع الزلزال الأحمر بتسطير حكاية العودة والانتفاضة الحمراء لكتابة رواية الانتصار على الآلام، فلا وقت للدموع، فقد حانت ساعة الوفاء، وتأكيد الحب الحقيقي للأهلي، فاصنعوا التاريخ من جديد، والموعد الخميس02نوفمبر الجاري ملعب الشهداء.. والله المعين.