هكذا كانت نهاية الرحلة.. وذلكم هو سيناريو عودة العميد الحالمي بعد غربة دامت 13 عاماً في دوري العتمة، والدرجة الكادحة،، ما إن سطع نجمه في الدرجة الأولى حتى أفل آخر العام الكروي 2007/2008م.. والدرس الأعظم المستخلص من هذه التجربة المريرة، والحضور القصير العمر في دوري النخبة يمكن أن نشير إليه ضمناً في قول الشاعر الحكيم: متى يبلغ البنيان يوماً تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم فالذين أعادوا الأهلي الموسم الكروي الماضي إلى واجهة الأحداث، وصعدوا به إلى الدرجة الأولى، هم أحبابه وناسه وجماهيره وعاشقوه ومؤازروه..كما أنهم هم أنفسهم الذين زحزحوه وقهروه وحاربوه ووأدوا فرحته بالعودة إلى الأضواء، وحطمواعزيمته وشتتوا أذهان لاعبيه، وأفقدوا الإدارة فاعليتها، وأزاحوا الأهلي تعز من المركز الثاني في دوري النخبة، ووصيف المتصدر في الدرجة الأولى، إلى الهابط الثاني ووصيف متذيل القائمة.. إذاً فلا ينبغي أن يجدَّ الأهلاوية البحث عن غريم وشماعة ليعلقوا عليه أخطاءهم.. لأن دماء أهلي تعز لوثتها أيد زعمت أنها تنتمي للعميد الحالمي، وهي لم تكن سوى شخصيات حقودة وغير ناضجة إدارياً وفنياً، وخالية من الانتماء الحقيقي للنادي العملاق، لأنهم حاولوا ليَّ عنق الحقائق باتجاه غرماء من خارج القلعة الحمراء.. فيما أن الوقائع أثبتت أن حاميها حراميها، وأن الذين أرادوا خدمة الأهلي سواء من الجانب الإداري أم الفني أم الدعم اللوجستي لم يكونوا إلاّ أيدياً منفذة للهدم والتخريب والتعجيل بموت أحمر تعز ودفنه في مقبرة المظاليم.. قد يقول البعض معلقاً على ما سلف: إن هناك أيضاً عوامل أخرى، تساندت مع التخاذل الداخلي لرسم سيناريو النهاية المأساوية للأهلاوية.. ومنها التصادم غير المبرر مع أندية تعز الصقر والرشيد، ورفع درجة السخونة والشحن الزائد عند لقاءات الديربي، مما أتاح للجنة المسابقات اصطياد الأهلي والصقر معاً وحرمانهما من حقوقهما في المؤازرة الجماهيرية.. فأقول أيضاً: هذا كله صحيح، لكن العوامل الأساسية والمقومات التي أعطت الخصوم والمترصدين الفرصة للنيل من عزيمة الأهلي الحالمي الذي بدأ بقوة، وظهر منافساً ونداً لكبار الأندية ذات الحضور الوافر في الدرجة الأولى، حتى أن أعظم الأخطاء التي ارتكبها الأهلاوية ممارسة «الدعممة» مع مطالب المدرب عبدالعزيز مجذور الذي قاد الفريق الأحمر إلى حصد 16 نقطة تقريباً في المركز الثاني بعداليرموك قبل نهاية المرحلة الأولى من البطولة بثلاثة أسابيع.. كما أن تلويح المجذور بالاعتذار الذي ضمنه المطالب من الإدارة للاستمرار في الأداء الجيد والمتوازن للفريق، قد قوبل ذلك من الجانب الإداري بتهور واستعجال بدلاً عن الوقوف مع المدرب مجذور في لقاء لتدارس ذلك حفاظاً على الفريق وسيرته الممتازة كناد عائد إلى مصاف أندية الأضواء.. لكن ذلك لم يقع، بل إن تصريحاً لبعض الإداريين الجدد قليلي الخبرة أعلن اعتذار المجذور، وبدلاً عن ابدال المدرب بآخر له في نفس الإمكانات والشخصية القوية، تم التعاقد مع عادل المنصوب، وهو- مع احترامي له شخصياً- لم يكن المناسب من عدة أوجه، وأهمها الجانب التكتيكي.. واتماماًِ لما بدأناه.. فإن الأهلاوية الآن لابد أن يدركوا أن الأخطاء عادة هي البداية الصحيحة للأعمال العظيمة.. وهبوط العميد إلى الدرجة الثانية لا يجب أن يطيح بكل الآمال، ولا إيقاف الدعم له، كما أن الجهود ينبغي أن تستمر وتتعامل مع الوقائع الجديدة، بحيث يتم تثبيت الجهاز الفني الحالمي، والتواصل معه لتحقيق تشكيلة من اللاعبين الذين تزخر بهم القلعة الحمراء، والاستغناء عم اللاعبين المحترفين ممن أثبتوا امتلاكهم للمزاجية، ونفي كل الذين ارتكبوا أخطاء جسيمة بحق الأهلي في المباريات، لأن المنتمين والمخلصين هم فقط الذين يغارون على الأحمر التعزي، وإذا حدثت غربلة للفريق فسيتم إبعاد لاعبين (موالعة) ولاعبين من فئة «دلوعة» وآخرين إداريين ضرهم أكثر من نفعهم.. حيث دفعوا الجماهير الأهلاوية إلى ارتكاب الأخطاء، والتأثير السيء على مسار الفريق حتى هوى.. نأمل أن لا يتسرب القنوط إلى القلوب.. بل الاستفادة من الدرس الكبير.. والهبوط للثانية بعد عمر قصير في دوري الأضواء.. قلنا ماعلينا ابلاغه نصحاً واحقاقاً.. رضي من رضي وسخط من سخط، والله المعين.