بدأت مساء أمس الأول بمشاركة اليمن أعمال الاجتماع السنوي الثالث والثلاثين لمجلس محافظي مجموعة البنك الإسلامي للتنمية على مستوى وزراء المالية والاقتصاد والتخطيط في الدول الأعضاء بالبنك البالغ عددهم 56 دولة. وتشارك الجمهورية اليمنية في الاجتماع الذي يستمر يومين بوفد يرأسه نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط و التعاون الدولي عبدالكريم إسماعيل الارحبي وعضوية وزير المالية نعمان الصهيبي ووكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي لقطاع برمجة المشروعات عبد الله الشاطر وسفير اليمن لدى المملكة محمد علي محسن الاحول. وفي الافتتاح الذي شهده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ألقى الشيخ احمد بن محمد آل خليفة وزير المالية في مملكة البحرين و رئيس مجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية كلمة اشار فيها الى ان الأمة الإسلامية ماتزال تذكر لخادم الحرمين الشريفين دعوته التاريخية لعقد اجتماع عاجل لقادة الأمة سعياً لتوحيد الصف وتجميع الكلمة ونتج عن هذه الدعوة استضافة المملكة لمؤتمر القمة الإسلامي في مكة المكرمة والتي تمخضت عن نتائج ايجابية كان لها أعمق الأثر في دعم مسيرة العمل الإسلامي المشترك وخاصة في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية. كما ألقى رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي كلمة اشار فيها الى أن العام المالي 1428 كان ثرياً بالبذل والعطاء في سبيل تحقيق تلك التطلعات وبلغ مجمل ما قدمه البنك من تمويلات في العام المنصرم لتمويل المشروعات الإنمائية زهاء 10 مليارات ريال سعودي لتكون نسبة النمو عن السنة السابقة 21 في المائة فيما بلغ مجموع تمويلات السنة نفسها بإدراج التجارة وسائر العمليات الأخرى 5،02 مليار ريال ووصل المجموع التراكمي للتمويلات التي قدمتها المجموعة منذ التأسيس زهاء 200 مليار ريال. فيما ألقى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي كلمة تحدث فيها عن مشروع تحالف المنظمة لرعاية الأطفال من ضحايا كارثة تسونامي في اندونيسيا بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية وعدد من الشركاء. وأعلن اوغلي أن التحالف تلقى حتى الآن كفالات بقرابة عشرة آلاف طفل من جملة خمسة وعشرين ألفا هم المستهدفون بالمشروع. من جانبه اشاد وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف بما حققته مجموعة البنك الإسلامي للتنمية من تطورات و اتساع في أنشطتها بفضل الله ثم بفضل دعم قادة الدول الإسلامية. مشيرا إلى دعم المملكة الزيادة رأسمال البنك و دعمها لصندوق مكافحة الفقر التي أقرتها القمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت بمكة المكرمة بإعلانها التبرع بمبلغ بليون دولار في صندوق التضامن الإسلامي للتنمية الذي تم إقرار نظامه في اجتماع مجلس محافظي مجموعة البنك الإسلامي للتنمية . كما ألقى وزير الاقتصاد والمالية والتخطيط محافظ البنك عن جمهورية توجو / جيلبير باوارا / كلمة نيابة عن المجموعة الأفريقية أوضح فيها أن صندوق التضامن الإسلامي للتنمية الذي أنشئ ضمن البنك الإسلامي للتنمية قد بعث آمالاً كبيرة في أفريقيا مثلما سارع إلى إعداد برنامج خاص لتنمية هذه القارة مؤكدا على أن تفعيل هذا الصندوق في انجاز البرنامج الخاص لتنمية أفريقيا سيمكن من الاستجابة جزئياً لطلب اكبر قدر من التمويل بشروط ميسرة. إلى ذلك أعلن البنك الإسلامي للتنمية عن تخصيص مليار ونصف المليار دولار لدعم اليمن وخمسة وعشرين دولة اسلامية اخرى في إطار مبادرة جديدة لدعم الدول المتضررة في مواجهة أزمة الغذاء العالمية. وأطلق البنك الاسلامي على البرنامج الذي يستمر خمس سنوات اسم إعلان جدة وسيركز على دعم الدول الأقل نموا من الدول الأعضاء في البنك مع إمكانية استفادة الدول المتضررة الأخرى من بعض عناصر البرنامج. وأعلن عن البرنامج الشيخ احمد بن محمد آل خليفة وزير المالية في مملكة البحرين ورئيس مجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية خلال أعمال الاجتماع السنوي لمجموعة البنك في جدة .وقال الشيخ أحمد : " إن هناك حزمة مالية في حدود 5ر1 مليار دولار لتسهم في تحقيق الأمن الغذائي على المدى المتوسط والبعيد في الدول الأعضاء." وتضم مجموعة الدول التي تحظى بالأولوية للاستفادة من البرنامج كلا من: اليمن ، أفغانستان، بنغلاديش، بنين، بوركينا فاسو، الكاميرون، تشاد، جزر القمر، جيبوتي، قامبيا، غينيا، غينيا بيساو، غيرغيزيا، المالديف، مالي، موريتانيا، النيجر، موزمبيق، فلسطين، السنغال، سيراليون، الصومال، السودان، طاجكستان، توجو، يوغندا . وسيتم تخصيص الجزء الأكبر من التمويل من خلال البنك الذي سيوفر ملياراً سيتم استخدامه في شكل منح وقروض ميسرة، هذا إلى جانب مساهمة من المؤسسة الإسلامية الدولية للتجارة بمبلغ 250 مليون دولار والمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص بمبلغ 200 مليون دولار..وستسهم تلك المؤسستان في البرنامج من خلال الأنشطة التي تلائم مجال عملهما.. وسيتم وضع البرنامج تحت مظلة صندوق التضامن الإسلامي للتنمية، الذي أطلقه البنك العام الماضي.. ويسعى البرنامج إلى القيام بخطوات عاجلة على المدى القصير بالمساهمة في توفير الغذاء عبر بناء مخزون استراتيجي في الدول المعنية وتوفير المدخلات الزراعية من بذور محسنة وأسمدة ومبيدات إلى جانب توفير العلف الحيواني. كما يتجه البرنامج على المدى المتوسط والطويل إلى البحث عن مشروعات للتنمية الزراعية والأمن الغذائي وتشجيع مبادرات التعاون بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب دعم قدرات البحث العلمي في مجال الزراعة وتقديم خطوط تمويلات لمشروعات زراعية وتنظيم مؤتمرات لتشجيع الاستثمار في الزراعة وكل ذلك في أطار دعم الشراكة بين الدول الأعضاء والاستفادة من مواردها الطبيعية والبشرية وتكثيف التعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية الناشطة في هذا المجال. يذكر ان البنك الاسلامي للتنمية تأسس في العام 1975 و يهدف لتنسيق وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء التي يبلغ عددها 56 دولة ويعقد مؤتمره كل عام لمراجعة أداءه إذ قام بعمليات تمويل تجاوزت خمسة مليارات دولار العام الماضي.