- قصة قصيرة - .....وهبتك عالماً من الجنون ودنيا من الغرائب .انظري تأملي ,هذا جسدي أمامك عار ومكشوف , شفيف ومخترق ,تأمليه جيداً , حدقي وتبصري ,قلبي ترينه نعم هذا النابض بارتعاش , طيب ومسكين. يدك مديها , اخترقيني , لا تخافي ,حركيها قليلاً إلى اليسار الآن امسكيه وانتزعيه, تأمليه .ألم أقل لك طيب ومسكين خذي هذا المشرط وشقي هذا القلب الراعش ,شقيه عند الوسط ضمي بعينيك شقه الأيسر , نعم هنا والآن امسحي هذا الغباش وأقرئي العناوين, أقرئيها سراً ثم جهراً ,انه كتابك افتحي الصفحات قلبيها ورقة ,ورقة, توقفي عند الخامسة ,انظري هذه أنت,يداك تسندان خدك , وضفائرك تهاجر عبر المدى ناشرة عطراً من الليمون والكاكاو والفلفل ،وهناك وسط غيومك ترينني ذاك أنا هذا المعلق وأرجله تتأرجح مشنوقاً بصهيل ضفائرك بعيداً في المدى منسي وشهيد . ... ضمت شفتاها دورتهما بفرح و قالت متخلف .... متخلف جاء من هناك ,متخلفة جاءت من هنا , تقابلا عند تقاطع متخلف.مدت يدها انتزعت من قلبه ورقة بيضاء ونشرتها ,مد يده وانتزع من عينيها أهدابها الطويلة ونشرها ,شبكا الورقة بالأهداب الطويلة فصارت جناحين , قالا لها طيري فطارت 0متخلف ومتخلفة يلوحان بنشوة لورقة طائرة ........ قالت أولم تقل ها أنا الآن أمامك واضحة ومجلوة ,هاك قلبي امسكه, كم هو جميل بلونه الكاكاو ونبضه الأنيق , تأمله لا ترتعش ,خذ هذا المشرط وبرزانة أشرطه , ينفتح أمامك تقدم هذه غرفة ,أدفع الباب وادخل ,حولك ظلام دكنة وسواد, عميت ,لا , مد يدك تلمس الحائط ,فتش مفتاح النور,تقدم ,بماذا تمسك هذه اقدام رجل معلق بالسقف مات قبل ألف عام ,لا تفزع، إلى أين تهرب ,حاذر امامك جثة رجل مات منذ ثوان أنت تتعثر وتهوي تمسك بحواف هذا التابوت على يسارك لا ..لا.. ترتعش تساند على هذه الأجساد الخربة الميتة . واحدة واحدة ، تقودك إلى الباب وإلا ستتجمد وتموت أيها الرجل . .............. مسح شعره وقال: ماذا لو شربنا عصيراً مثلجاً . جلسا بركن قصي بالكافتريا ، الموسيقى صاخبة ورائحة البيرقر تنشر جواً من التخمة الغثيانة .... ظل يتكلم ويتكلم ويمسح بمنديله جبينه وعنقه وصدره . ظلت ترتشف رشفات صغيرة من كوب برتقالها وتطوف عيونها على وجوه الجالسين والواقفين و حتى الخارجين . صمت فرقع أصابعه ونظر إليها متسائلاً . وضعت كوب برتقالها على المنضدة ، قالت له كلمتين ثم أمسكت كوب برتقالها من جديد ، اغمض عينيه واتكأ بجسده على الحائط ، تدحرجت دمعتان على خده ، لحظتهما هي ، مدت كفيها وتلقتهما ، تحولتا إلى برتقالتين ، عصرتهما في كوب برتقالها ورشفت بأناقة وعيونها تطوف على وجوه الواقفين والجالسين وحتى العابرين . .......... سأروي الحلم .. كنت تجلسين على صخرة وحيدة بوسط البحر ، تضمين ركبتيك على صدرك وتريحين نظارتك على الأنف البهي ، كنت ساهمة وشعرك الجميل غارق في الماء والموج الرخيم يتلاعب به . وكنت أنا عند الشاطئ البعيد انتظر موجة أخرى أكثر بهاء وصفاء تصلني بضفائرك الملتاعة وتأخذني . تأتي موجة فرحة أخرى دافعة شعرك الساهم ، تلطمني ، أتعلق بضفائرك ، أغوص في الماء وأمر قرب صخرتك أيتها الوحيدة لكنى أمضي إلى الشط الآخر وأغوص في الماء ثم أمر قرب صخرتك آيتها القديسة وأمضي إلى شطي البعيد أعود ..أظل كبندول الساعة تموجني الموجات ممسكاً بضفائرك بينما آنت على صخرتك شاردة وساهمة . .. قالت : مجنون ... صبية جميلة ، نديانة ونشوانة ، تقدمت رفيقاتها واندست وسط الزحام ، مجنون ضجر جاء من الاتجاه الآخر وجدها أمامه ، ندية وطازجة ضمها إلى صدره وطبع قبلة حارقة على شفتيها ، صرخت ثم أغمي عليها . غاب المجنون وغاب الازدحام واستيقظت الصبية وبين رفيقاتها صارت تسير من جديد لكنها ظلت تحس بطعم قبلة مجنونة حارقة ولذيذة . استيقظت ذات صباح وطعم القبلة الدافئة يدغدغ شفاهها . أمسكت بمقص أمها وقصت شفتيها . .. قلت : جميل هذا النص قالت : بايخ ..