على هامش اللقاء التشاوري الأول بمحافظة مأرب والذي نظمه الائتلاف النسوي بالمحافظة وبمشاركة مجموعة من نساء شبوة وصنعاء لمناقشة قضايا تمكين المرأة سياسياً وإدارياً واقتصادياً على مستوى اليمن عموماً ومأرب خصوصاً، ولتسليط الضوء على طموحات المرأة في اجتياز الكثير من المعوقات الاجتماعية خصوصاً وأن المرأة في مأرب وشبوة مازالت تقيّدها القواعد والأعراف القبلية إلى جانب الأهمية التي اكتسبتها من فعاليات اللقاء التشاوري الأول..التقينا عدداً من القيادات المشاركات في المحصلة التالية :التعريف بنظام الكوتا بداية تحدثت الدكتورة إشراق السباعي - رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة، رئيسة جمعية النشء الحديث بشبوة - حول انعقاد اللقاء الأول في مأرب تحديداً قائلة : } لأنه سبق أن تولت شأنهم وأمورهم امرأة .. وثاني شيء لأننا نحن نعمل كمجموعة ائتلافية تضم (شبوة مأرب أبين عدن صنعاء) وكان هدفنا من أول وهلة للأمر في هذا اللقاء هو أن نلتقي بالمسؤولين في مأرب وذلك للجلوس على طاولة الحوار لمناقشة القضايا التي تهم المرأة والتي سبق وأن نوقشت من قبل الائتلاف وكان الغرض من الانطلاقة هو التعريف بنظام الكوتا والحصة التي سوف تحصل عليها المرأة وأي شيء أهم هل لأن تعديل الدستور لن يتم نتيجة لأن العمل سيكون كبيراً وجباراَ على المسؤولين ويحتاج إلى استفتاء عام من قبل الشعب ولكن نحن من وجهة نظرنا أن الوقت يداهمنا حيث ونحن على وشك الانتخابات البرلمانية القادمة في شهر ابريل 9002م ولعلك تدرك أن النساء أصبحن يعرن هذه المسألة اهتماماً ملحوظاَ والحقيقة أن تخصيص نظام الكوتا سواء أكان من خلال تعديل الدستور أو تعديل قانون الاحزاب شيء سوف يعطي المرأة تشجيعاً وحافزاً ولو بالشيء القليل بأنها سوف تمثل في البرلمان. فكان الهدف أننا نشرح للاخوة في قيادة السلطة والأحزاب وابتداء من هذا الاجتماع بالذات ولما فيه الخروج بآليات تمت صياغتها وذلك لتمكين المرأة سياسياً وإدارياً وثقافياً بدءاً من مأرب والتي أطلقنا نحن معشر النساء رحلة البداية منها .. رغم أن المبررات والحجج التي واجهتها كبيرة ، ولكننا خلال حوارنا معهم «أبناء مأرب» وجدنا أن صدورهم مفتوحة لنا .. فيما الاخوة المسؤولون أبدوا استعدادهم في تقبل أية آليات نحن نطمح إليها وأنهم سيقفون إلى جانبنا وهذا جيد في محافظة كمأرب بعاداتها وتقاليدها تفتح لنا هذا المجال وبهذا الشكل. فعلاً لقد كان اللقاء إيجابياً جداً وأنا لم أتصور أني سوف أحصل على مثل هكذا تفاعل ومشاركة وترحيب. تغيرات إلى الأحسن دكتورة إشراق.. أنت قلت« نحن من مأرب زاحفون عليكم يا الرجال» فما الذي تقصدين ؟ } طبعاً مأرب نسمع عن عاداتها وتقاليدها القبلية وشبوة كذلك نفس الشيء.. فقط الأكثر نسمعه من مأرب .. ولكن في الواقع لاحظت أن هناك تقبلاً كبيراً لنا من قبل الرجال اليوم .. بمعنى أوضح أننا انطلقنا من هذا المبدأ رغم العادات والتقاليد التي فرضها المجتمع ولكن هناك تغيراً في الساحة وأتمنى أن تحظى مشاركة المرأة السياسية بتجاوب سريع ودعم من السلطة والفعاليات السياسية. عزيمة وإصرار دكتورة إشراق .. رغم العادات والتقاليد التي تمتاز بها مأرب كيف وجدتِ ثقافة المجتمع المأربي نحو المرأة ؟ } أنا لا أمدح المجتمع كثيراً .. هناك مؤيدون وهناك معارضون ولكن أعتقد أننا نحن النساء لن نقف أمام الذين يعترضون فالذي يعترض كما يقولون فإنما يعترض على نفسه ولكن المرأة اليوم وصلت إلى ذروة من المستوى العلمي والثقافي في محافظة مأرب فلست أعتقد أن المرأة ستوقف وإنما ستواجه التيار حيث لاحظت أنهن أقوياء مثل الصحراء في مأرب .. لاحظت النساء اليوم أقوياء وعندهن عزيمة وأتمنى من الاخريات أن يحذون حذوهن ويعملن أكثر من ورشة عمل وندوات توعوية والعمل على اثرائها بالمداخلات والنقاشات وفي عدة قضايا تهم المرأة وسوف يرين النتائج المرجوة والمطلوبة على الساحة واقعاً ملموساً. الأول من نوعه في مأرب الأخت ذكرى الزبير مديرة تنمية المرأة الريفية لهيئة المناطق الشرقية تقول : } هذا اللقاء التشاوري هو الأول من نوعه في مأرب كونه خاصاً بقضايا وهموم المرأة والذي نظمه الائتلاف النسوي بالمحافظة وقطاع الشباب والرياضة وقطاع اللجنة الوطنية للمرأة حيث تم تكوين هذا الائتلاف عبر الالتحاق في ورشة عمل خاصة بتمكين المرأة وتكوين الائتلافات النسوية في محافظة شبوة والتي نظمتها منظمة (ميبي) واشراف من جمعية النشء الحديث بشبوة وكان أهم شيء هو كيفية تمكين القطاعات النسوية بالمحافظة من القيام بمناصرة وتأييد الحقوق الخاصة بالمرأة وخصوصاً ونحن في مناطق نائية (كشبوة ، ومأرب ، وأبين) حيث أن المرأة فيها بحاجة ماسة لمن يتحدث عنها أو يرفع بالمشكلات والاحتياجات التي تعاني منها في تلك المحافظات. الخروج بتوصيات جيدة و أضافت الزبير : } اللقاء التشاوري هذا كان يهدف إلى جمع أكبر عدد من القطاعات النسوية في المحافظة وكذلك المحافظات الأخرى حيث كانت هناك مشاركات من محافظتي صنعاء وشبوة .. والهدف الرئيسي من هذا اللقاء هو الخروج بتوصيات جيدة محفزة ومشجعة لدور المرأة في اليمن بشكل عام وبشكل خاص. إن هذا الائتلاف قائم في محافظة مأرب وقد خرج اللقاء بالعديد من التوصيات والتي من أهمها .. كيفية تحفيز المرأة للعمل والانخراط في العمل السياسي وضرورة مساعدتها على تمكينها سياسياً وإدارياً بمعنى أننا حتى الآن في محافظة مأرب نلاحظ أن الكثير من القطاعات فيها مازال مهمشاً على الرغم من أن النساء اللاتي يعملن في هذه القطاعات مؤهلات ولديهن خبرات جيدة .. ومأرب هي المحافظة الوحيدة التي لايوجد فيها امرأة مدير عام وفي الجانب السياسي هناك الكثير من العاملات وغير العاملات الريفيات والحضريات يفتقرن إلى الوعي السياسي فمثلاً عندما تأتي الانتخابات نلاحظ أن المرأة لا تحب أن ترشح نفسها في هذه الانتخابات وإذا كانت موجودة فبقلة وذلك لعدم وجود تأهيل ودراية مسبقة بهذا الجانب فنحن من خلال التوصيات التي خرجنا بها نؤكد أهمية وجود دور المرأة في الدورات والبرامج التأهيلية السياسية .. وأهمية وجود دعم للمرأة من المرأة نفسها ودعم المرأة من الرجل يأتي عندما تكون هي داعمة لنفسها. أضف إلى أنه من ضمن التوصيات التي خرجنا بها إشراك القطاعات التشريعية لمكتب الأوقاف والارشاد وذلك للعمل على توضيح الصورة الشرعية للمرأة ودورها في المجتمع بمعنى هل بامكانها أن تعتلي مناصب قيادية اقتصادية وسياسية وإدارية .. وأيضاً من ضمن التوصيات التي خرجنا بها أنه لابد من مشاركة المرأة في اجتماعات الهيئات والمكاتب التنفيذية وأن يكون دورها في هذه الاجتماعات بارزاً وهذا سوف ينقل صورة واضحة عن نشاطاتها في المحافظة والمشاكل والمعوقات التي تواجهها .. وأيضاً من ضمن التوصيات تكثيف الآليات المؤسسية المعنية بقضايا المرأة ونوعها الاجتماعي وإعتمادها على وسائل الإعلام بشتى أنواعها وذلك من خلال بث بعض الحلقات والبرامج الداعمة لدور المرأة والتوعية المستمرة في هذا الجانب بحيث تعرض هذه الحلقات على شاشات التلفاز أو تبث عبر الإذاعة كون المناطق الريفية لا تستطيع الصحف والمجلات الوصول إليها .. ومن ضمن التوصيات أيضاً الزام كل الهيئات والمؤسسات بإدراج قطاع المرأة ضمن خططهم وبرامجهم فهناك قطاعات وإدارات عامة لاتوجد فيها إدارات خاصة بالمرأة فيما القطاعات والادارات التي توجد بها إدارات خاصة بالمرأة غير مفعلة ومهمشة ولابد من تفعيلها .. وتفعيلها لن يتم إلا من خلال توفير كافة الامكانيات اللازمة لها. الدعم المطلوب وقالت مضيفه: } الادارات والقطاعات الخاصة بالمرأة تحتاج إلى الدعم والمساندة لتنهض على أرض الواقع ونحن من خلال هذا اللقاء التشاوري ندعو كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات المدنية والقطاعات والأجهزة الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات المانحة إلى دعم المرأة في كافة الموارد والاتجاهات وتوفير المخصصات المالية لها وإدراجها ضمن الموازنات والخطط والبرامج الخاصة بها وتوفير الموازنات الخاصة بتنفيذ الخطط والبرامج الخاصة بالمرأة والمطالبة بمنح المرأة (51%) كحد أدنى وهو ما جاء في مبادرة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، والذي يولي المرأة كل الدعم والاهتمام والرعاية (51%) ضمن حصص نظام الكوتا. 51% كحد أدنى لتمثيل المرأة في السلطة واستطردت : }} نحن من خلال هذا اللقاء التشاوري ناقشنا (51%) من نظام الكوتا وأكدنا أنه لابد من وجود كحد أدنى (51%) وذلك لتمثيل المرأة في السلطة المحلية والتشريعية تأكيداً لمبادرة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، ونحن نأمل من القيادة السياسية والأحزاب والتنظيمات السياسية الالتزام بذلك وتنفيذه على الواقع. توفير الموارد والاعتمادات اللازمة وأضافت الأخت ذكرى : } كما أنه من الضروري جداً حث الجهات الحكومية والقطاع الخاص على اعتماد المزيد من الموازنات المسخرة لتدريب وتأهيل الكوادر النسائية وأيضاً إدخالها ضمن إطار صناديق الاقراض حيث أنه لدينا صناديق إقراض كثيرة ولا تستفيد منها المرأة .. أضف إلى ذلك التأكيد على أهمية تفعيل دور التوعية والتثقيف وتكثيف الجهود الحكومية وغير الحكومية «فيما يخص منظمات المجتمع المدني» فهناك لدينا قطاعات كثيرة بحاجة إلى توفير الموارد اللازمة لها لمكافحة الأمية مثلاً وتمويل بعض النشاطات الخاصة بالمرأة .. الخ.. أضف إلى ذلك استحداث آليات قانونية وإدارية تلزم الجهات الحكومية بدمج الأهداف الاستراتيجية للمرأة ضمن الخطط الخاصة بكل جهة وكل برنامج وبحيث يكون هناك قرار ملزم. ثقافة المرأة المأربية أستاذة ذكرى.. كيف لاحظت ثقافة المرأة المأربية خصوصاً أنك أكثر احتكاكاً بهن ؟ } نلاحظ أنه ومن نزولنا الميداني أو احتكاكنا بالنساء هنا في مأرب وبالذات في بعض المجتمعات الريفية في المحافظة نجد أن العادات والتقاليد البدوية قد تقلص نوعاً ما من ثقافة هذه المرأة ولكن أعتقد أن العادات والتقاليد لا تعتبر سبباً أساسياً في غياب الثقافة بشتى أبعادها لدى المرأة وإنما لعدم وجود الكثير من الموارد المساعدة على تكوين ثقافة لدى المرأة .. كما نلاحظ أن ثقافة المرأة المأربية هنا قاصرة .. صحيح توجد نساء هنا ليس لهن أدوار فاعلة في المجتمع ولكن بمجرد الاجتماع بهن تلاحظ أن لديهن ثقافة معينة .. بمعنى أشمل أن العادات والتقاليد يمكن حلها عن طريق التوعية والتثقيف من خلال الاجتماعات النسوية والاجتماعات مع أولياء الأمور والمرشدين وعمل لقاءات مع خطباء المساجد وبهذا ممكن نوعّي الناس. صحيح أنني مجبر على الالتزام بالعادات والتقاليد وأن أنفذها ولكن في حدودها الشرعية والشرع لا يقلص من ثقافة المرأة وبالعكس فالشريعة الإسلامية تدعو إلى أن تكون المرأة على مستوى ثقافي عال .. وإذا كنا نريد ان نرفع من ثقافة المرأة في المحافظات والمناطق النائية كمحافظة مأرب فلابد من توفير الكثير من البرامج التوعوية والتثقيفية وما إلى ذلك. اللقاءات نقطة الانطلاق وحول أهمية هذه اللقاءات : } أكيد أن هذه اللقاءات سوف تكون بداية .. فنحن دائماً ندعو إلى عمل لقاءات مثل هذه .. لماذا ؟ لأن هذه اللقاءات ترفع من أصوات النساء للمطالبة باحتياجاتهن .. صحيح أن هناك الكثير من النساء غير موجودات معنا الآن وعندهن مشاكل كثيرة كالمشاكل الصحية أو مشاكل تربوية أو مشاكل في جوانب زراعية .. ولكن هل كانت ستوصل هذه المشاكل دون أن تكون هناك لقاءات وأصوات ترتفع وتطالب .. فهذه المشاكل لن تصل إلا عبر اللقاءات بمعنى أن هذا اللقاء كما قلنا في البداية أنه شمل أكثر من قطاع نسوي وكل قطاع يتحدث عن مشاكله والمشاكل التي تواجه النساء سواء التي في أطره أو التي في إطار المديريات .. وبالتالي نحن نناقش خلال هذه اللقاءات وورش العمل التي من المكن أن تكون لاحقة أو مستقبلية بحيث نناقش ماهي المشكلات الأساسية وما هي الاحتياجات الأساسية للمرأة سواء أكان في الجانب الثقافي أو الإداري أو السياسي وكيف سيتم تمكينها في الجانب الإداري أو في الانتاج الزراعي والحيواني وأيضاً كيفية توعيتها في مجالات أخرى كتنظيم الأسرة أو ما شابه. ثقافة قاصرة أستاذة ذكرى.. أنت قلت إن المرأة المأربية لايمكن أن ترشح نفسها لماذا ؟ } لقلة الوعي لديها بأن هذا الدور هام جداً بمعنى أنه لاتوجد لديها ثقافة واذا كانت لديها ثقافة فثقافتها قاصرة .. ولعلك تدرك أن لوسائل الإعلام دوراً كبيراَ في تثقيف المرأة في هذا الجانب. المرأة .. والعمل السياسي وعن الرؤية الاجتماعية لمشاركة المرأة في العمل السياسي تحدث في هذا الجانب الأخ الشريف عبدالله بن حيدر بالقول : } أكيد مشاركة المرأة المأربية في العمل السياسي والدليل هو ما حدث في العام قبل الماضي 6002م في الانتخابات المحلية حيث لاخظنا أن هناك امرأة رشحت نفسها في هذه الانتخابات وهذا كان له دور فاعل .. بمعنى أن هذه ممكن تكون واحدة ولكن مستقبلاً ممكن تكون أكثر. دور المرأة مفقود الاخت سبأ العماري - رئيسة اللجنة الوطنية بمأرب - تحدثت عن دور المرأة للمرأة فقالت : } دور المرأة بالنسبة للمرأة مفقود ولعل السبب الرئيس في ذلك يتمثل في قلة الوعي فالنساء مع النساء لا يتفقن مع بعضهن البعض كما أن الرجال مع الرجال لا يتفقون أيضاً وهذا بشكل عام .. ولكن عندما توجد امرأة تعمل لقاءات وورش عمل وتوعي النساء وتحاول أن تثبت جدارتها .. إذن فلماذا النساء لايرشحن هذه المرأة .. وكما قلت التوعية ضرورية جداً في هذا الجانب.