أحمد بن يزيد بن عبدالرحمن. القرن الذي عاش فيه العلم 3ه / 9م توفي عام 201 ه /817 م المعروف ب(القشيبي الثاني)؛ تمييزًا له عن سميّه المعروف ب(القشيبي الكبير). شاعر، فارس، زعيم من زعماء بلاد صعدة وفرسانها في مطلع القرن الثالث الهجري. وصفه المؤرخ (أبوالحسن الهمداني)، في كتابه: (الإكليل): أنه و(محمد بن إبّان الخنفري)، و(علقمة بن ذي جدن)، و(آل المفرغ) أشعر شعراء (بني الهميسع الحِمْيَري). خلف الزعيم الشاعر (محمد بن إبان الخنفري) في الرئاسة، وكان مقربًا من الأمير (يعفر بن عبدالرحيم الحوالي)، أمير مدينة صنعاء. يكتنف قصته بعض الغموض، ولعل ذلك بسبب تشيعه ل(آل البيت)، كما ذكر ذلك المؤرخ (الهمداني)؛ إذ قال: “ذهب في التشيع مذهب (الكميت بن زيد الأسدي)، والسيد الحميري (إسماعيل بن محمد بن يزيد)”. وقال عنه المؤرخ الأديب (أحمد بن محمد الشامي)، في كتابه: (تاريخ اليمن الفكري): “وقد مثل في زمنه دور الفارس اليمني المتعصب، إلاَّ أنه كان قد انفعل بأحداث شمال الجزيرة العربية، والعراق، والشام، والخصومة الدينية، والسياسية، والفكرية، بين البيتين القرشيين: (أمية)، و(هاشم)، وقد ضاع الكثير من شعره، وأبادته تعصبات ذوي النعرات العربية”. ولم يمنعه تشيعه من الوقوف ضد الداعية العلوي (إبراهيم بن موسى الجزار)، الذي فتك بقومه، ودعا إلى الثورة عليه شعرًا، ومما قاله: ولله عيناً من رأى مثل عصبةٍ أُبيدوا على خُلق وليس لهم ذنبُ سوى أنهم جاءوا بسمع وطاعةٍ على أنهم حيث انتهت بهم صحبُ فأركبتَهم حد السيوف تبذخًا فأفنتهمُ منك القَساسيّة الشهب ويتذكر مواقف قومه وبطولاتهم؛ فيذكر بها (إبراهيم الجزار)، معرضًا بتشيعهم ومؤازرتهم للرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته؛ فيقول: فيا أسفًا من بعد صيد غطارف جسام المعالي ليس زندهم يكبو بكلِّ غزاةٍ تستقاض جيادُهم من الماء قرنًا بعد قرن له سكبُ ويمجن من علك الشكيم بها دمًا فذو شُكلةٍ منه ومعتبطٍ عضبُ ولو أنهم خافوا التي نلت منهم لضاقت بك الأرض العريضة والرحبُ ولكنهم قالوا شريف وسيد وذو ثقةٍ محضٍ أبوّته طبُ فمهلاً لك الخيرات لا تبر عظمها فشعبكمُ من يوم كان لنا شعبُ ونحن لكم كف على كلِّ ملحدٍ ونضرب من يجفي الحقيقة أو يصبو ونحن لكم حصن حصين وشيعةٌ فأصغيت أذنًا للوشاة وقد دبّوا وله قصائد في مواضع أخرى، جمعها المؤرخ الأديب (أحمد بن محمد الشامي)، في كتابه: (قصة الأدب في اليمن).