أحمد بن يزيد بن عمرو العوسجي القشيبي. عاش في القرن 2ه / 8م القرن الذي عاش فيه العلَم المعروف ب(القشيبي الكبير)؛ تمييزًا له عن (قشيبي) آخر بنفس الاسم. ولد وعاش في مدينة صعدة، واستوطن مدينة جرش في الأردن حاليًا، ولعله مات فيها. شاعر، رئيس، وجيه، فارس، من فرسان بلاد صعدة. كان من أصدقاء الزعيم الشاعر (محمد بن إبّان الخنفري)، وزوج أخته (فارهة)، ودخل معه في حروب قبيلتي: (سعد) و(الربيعة)، وبعد الصلح بين القبيلتين خاف صاحب الترجمة على نفسه من انتقام قبيلة (سعد بن سعد)؛ فرحل مع أهله إلى (نجد)، وتنقل في عدد من قبائل ومدن الحجاز؛ ك(جَنب)، و(نهد)، و(الرياض)، و(الطائف)، ونشبت بينه وبين قبيلة (عنز) معارك، ذكرها المؤرخ (الحسن بن أحمد الهمداني) في كتابه: (الإكليل)، وذكر أنه هاجر بعد تلك المعارك إلى مدينة (جرش)، واستوطنها. كان شاعرًا مجيدًا، ومن شعره ما قاله مصورًا الحرب التي قامت بينه وبين قبيلة (عنز)، من قصيدة طويلة بعث بها إلى صهره (محمد بن إبّان): لقد لفلفت (عنز) علينا وأجلبت ودبّت إلينا في كتائبها تسري وساقت علينا من (معدّ) قبائلاً تبختر في الماذيّ ذي الحِلَق الخضرِ فقالت: (معدّ): ارحلوا من سيوفنا فخلوا بلاد الأكرمين ذوي الفخرِ فسارت إلينا من (زُبيد) عصابة وقاموا لنا بالجد منهم وبالنصرِ فرد عليه صهره بقصيدة طويلة؛ منها: فإن تكُ قومي قد توافَوا فإنني سأتبع قومي والمنايا بنا تجري سألقى الذي لاقوا وأشرب وردهم وقد كنت قدمًا قد أشد بهم أزري سأبكي عليهم ما حييت بعبرة إلى أن أوارى أو أضمن في قبري تتابع إخواني وزال عمودهم فَمُدتُ كما ماد النزيف من الخمرِ كذا الدهر لا يُبقي على حدثانه أخا عدم يومًا ولا ذا غنىً مثرِ وقد وردت بعض قصائد صاحب الترجمة في كتاب: (قصة الأدب في اليمن)؛ للأستاذ (أحمد بن محمد الشامي).