عمرو بن معدي كرب بن ربيعة بن عبدالله بن عصم بن عمر.القرن الذي عاش فيه 1ه / 7م تاريخ الوفاة 21 ه / 642 م أبو ثور الزُّبيدي؛ من قبيلة (مذحج). شاعرٌ، فارسٌ، يمني، مخضرم، تضاربت الأخبار حول موته. ولي زعامة قبيلة (زُبيد)، بعد قتل (بني مازن) لأخيه (عبدالله)، وعُرف أولاً بمجونه واستهتاره، وميله إلى الكسل، حتى لُقب ب(المائق). وحين هاجمت قبيلة (خثعم) اليمانية قبيلته، وكادت أن تهزمها، نهض ممتطيًا فرسه، وقاتلها بشجاعة؛ حتى هُزِمت، فكانت هذه الواقعة هي البداية الحقيقية لبروزه وشهرته. حارب الخصوم من القبائل في الجاهلية، من (بني سليم)، و(مازن)، و(بني خولان)، فذاع خبر بأسه، كما ذاع خبر سيفه (الصمصامة). وفد على المدينة المنورة قاصدًا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سنة 9ه/630م، في عشرة من بني قومه، فأسلموا جميعًا، ثم عادوا إلى اليمن، وحين توفي الرسول (صلى الله عليه وسلم) ارتد (عمرو) مع (الأسود العنسي)، فقدم إليه (خالد بن سعيد بن العاص)، فقاتله فضربه (خالد) على عاتقه فانهزم، وأخذ خالد سيفه (الصمصامة)، فلما رأى (عمرو) قدوم الإمداد من (أبي بكر) إلى اليمن؛ عاد إلى الإسلام، ودخل على (المهاجر بن أبي أمية) بغير أمان، فأوثقه وسيره إلى (أبي بكر)، فقال له (أبو بكر): “أما تستحي! كل يوم مهزوم أو مأسور! لو نصرت هذا الدين لرفعك الله”، قال: “لا جرم لأقبلنَّ ولا أعود”. فأطلقه (أبو بكر)، (رضي الله عنه) ورجع إلى قومه، ثم عاد إلى المدينة المنورة، فسيره (أبو بكر) إلى الشام، وأبلى في موقعة (اليرموك)، في ميمنة الجيش، وذهبت فيها إحدى عينيه، ثم سيره (عمر بن الخطاب)، (رضي الله عنه) إلى (سعد بن أبي وقاص)، (رضي الله عنه)، وكتب إلى (سعد) أن يأخذ مشورته في الحرب، وشهد معركة (القادسية)، وله فيها بلاء حسن، وقُتل فيها، وقيل: إنه مات عطشًا يومئذ، وقيل: بل مات بعد أن شهد وقعة (نهاوند)، مع (النعمان بن مقرن) بقرية من قرى نهاوند، تسمى: (روذة)، وهذا هو الأرجح، بدليل ما قالته زوجته الجعفية في رثائه، ومنه: لقد غادر الركب الذين تحملوا بروذة شخصًا لا ضعيفًا ولا غمرا فقل لزبيد بل لمذحج كلها: فقدتم أبا ثور سنانكم عَمرا وتجمع المصادر التاريخية على جودة شعره، الذي جمعهٍ الأستاذُ (مطاع الطرابيشي) في ديوان، وطبعه محققًا في دمشق سنة 1394ه/1974م، ومن جميل شعره قوله: الحرب أول ما تكون فتية تبدو بزينتها لكل جهولِ حتى إذا استعرت وشبَّ ضرامها عادت عجوزًا غير ذات خليلِ شمطاء جزَّت رأسها وتنكرت مكروهةً للشم والتقبيلِ وقوله عن سبي أخته (ريحانة): أمن ريحانة الداعي السميعُ يؤرقني وأصحابي هجوع؟ سباها الصمّة الجشمي غصبًا كأن بياض غرتها الصديعُ وحالت دونها فرسان قومٍ تَكشَّفُ عن سواعدها الدروعُ إذا لم تستطع شيئًا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيعُ وقوله: ليس الجمال بمئزرٍ فاعلم وإن رديت بردا إن الجمال معادنٌ ومناقبٌ أورثن حمدا أعددت للحدثان سابغة وعداء علندا نهدًا وذا شطب يَقُدُّ البيض والأبدان قدَّا وعلمت أني يومذا ك منازلٌ كعبًا ونهدا لما رأيت نساءنا يفحصن بالمعزاء شدَّا وبدت لميس كأنها بدر السماء إذا تبدَّا